دبلوماسي للصحيفة: المصريون قلقون جدا لكن لا نعتقد أنهم يتدخلون عسكريًا.. الأمر معقد وهم يعرفون ذلك من المستبعد أن تتدخل السودان في الصراع الليبي لصالح الإسلاميين.. لأنها ترغب في تقوية العلاقات مع القاهرة ولن تقف ضدها في تقرير بعنوان «قلق في مصر مع انعكاس التوترات الليبية على الحدود»، علقت صحيفة الجارديان البريطانية على اتهام ليبيا لمصر بأنها وراء سلسلة الهجمات الجوية الغامضة على الميليشيات الإسلامية هناك الأسبوع الماضي. قالت الصحيفة إن مصر قلقلة من تسرب الاضطرابات عبر الحدود، لافتة أن آلاف المصريين المغتربين الذين يعملون في ليبيا فروا بالفعل منها، ما يفاقم من مشكلة البطالة في مصر، على حد قول الجارديان. وأضافت المسؤولين المصريين يخشون الآن من أن يتبع ذلك ما هو أسوأ. موضحة أن ليبيا غير مستقرة ربما توفر ملاذا آمنا للميليشيات المصرية التي شنت مئات الهجمات على القوات الأمنية المصرية على مدار العام الماضي. الجارديان نقلت عن أحد الدبلوماسيين المقيمين في القاهرة: «أنهم قلقون جدا، لكن لا نعتقد أنهم يتدخلون عسكريا. الأمر معقد وهم يعرفون هذا». وتابعت أن الإدارة المصرية شنت حملة على الإسلاميين في مصر، وليست متعاطفة جدا مع الميليشيات الإسلامية التي تقوض حاليا الحكومة الليبية. مستطردة أنهم حتى الآن أيضا لا ينظرون إلى الجنرال المتمرد المناهض للميليشيات الإسلامية الليبية خليفة حفتر – على حد وصفها – كشريك مهم حتى إذا نصب نفسه «السيسي الليبي». سامح سيف اليزل، الخبير الأمني المصري، قال للصحيفة إن حفتر يبذل قصارى جهده لكنه لم يثبت حتى الآن أنه قادر حقا على ردع المتطرفين الإسلاميين. مضيفا: «بكل تأكيد مصر لم تتدخل حتى الآن، وليس لديها نية القيام بذلك». كما أوضح أن هذا قد يتغير إذا ما ظهر تهديدا مماثلا لداعش على الجانب الآخر من الحدود، لكن هذا ليس خطرا فوريا، على حد قوله. وبالرغم من ميل أنصار الشريعة في ليبيا إلى داعش، لكنها لا تزال مليشيات إسلامية أخرى أقل تشددا. وهنا أشار اليزل: «لا نعرف ما الذي قد يحدث إذا تدخلت داعش بطريقة أو بأخرى، وجاءت إلى حدودنا، وحاولت التسلل». الجارديان لفتت أن الجزائر وتونس اللذين يتشاركا الحدود أيضا مع ليبيا، ينتابهم القلق من الأوضاع المتوترة هناك والتي قد تزيد من تدفق الأسلحة والجهاديين عبر شمال إفريقيا. لكن يستبعد قادتهما أيضا التدخل العسكري من جانبهما. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الاضطرابات الليبية تعيد إلى الأذهان شبح أزمة رهائن عين أميناس في 2013، حيث اختطف متطرفون إسلاميون ما يزيد عن 800 رهينة بالقرب من الحدود الليبية الجزائرية. لافتة أن الجزائر بالطبع ستريد تجنب بيئة تزيد من احتمال تكرار هذه المأساة. وأخيرا قالت الجارديان إن هناك شائعات تقول إن السودان ذات القيادة الإسلامية ربما تتدخل في الصراع الليبي لصالح الإسلاميين. لكن استبعد أحد كبار الدبلوماسيين الغربيين ذلك، موضحا أن الحكومة السودانية ترغب في تقوية العلاقات مع القاهرة لذلك من غير المحتمل الوقوف ضدها في ما يتعلق بليبيا.