تقول النكتة الشهيرة: واحد راح يشترى فراخ من مول كبير متخصص بس فى بيع الفراخ، دخل من الباب الكهربائى وطلب من الموظف فى الدور الأرضى فرخة، قاله الموظف: عايزها صاحية ولّا مدبوحة؟ رد الراجل: مدبوحة طبعا، الموظف قاله: اتفضل فى الدور اللى فوق، الراجل صعد على السلم الكهربائى، وسأل الموظف التانى اللى فى الدور التانى: لو سمحت أنا عايز فرخة مدبوحة، الموظف التانى قاله: عايزها متنضفة ولّا بريشها؟ الراجل قاله: متنضفة طبعا، الموظف قاله: طيب اتفضل فى الدور التالت. فى الدور التالت الموظف التالت سأله: عايزها متقطعة ولّا سليمة؟ فى الرابع سأل الموظف: تحب تاخدها معاك ولّا نوصلها على البيت، وهكذا حتى وصل للدور الأخير فقال له الموظف الأخير: ماعندناش فراخ بس إيه رأيك فى النظام؟! هكذا هى إدارة المرحلة الانتقالية فى مصر، وهكذا كانت تماما إدارة مصر ما قبل الثورة ويبدو أن ذلك سيكون حالها بعد الثورة أيضا، مؤسسات ومحافظات وانتخابات ووزارات ومدارس وجامعات واجتماعات وإعلام حكومى وخاص وو وو.. والمحصلة فى النهاية مافيش فراخ بس إيه رأيك فى النظام؟ المشكلة فى مصر أبدا ودايما ومن بداية الخلق هى النظام، أو بالأصح إن مافيش نظام، وعصور التقدم فى تاريخ مصر هى العصور الاستثنائية اللى انتصر فيها النظام وتم فرضه، ودا تقريبا ماحصلش تانى من أيام الفراعنة إلا نادرا، وبعد كدا كل ديكتاتور حكم حاول يفرض نظامه الخاص ومش مهم دا ينفع مع مصر والمصريين ولّا لأ، احتلال إنجليزى واحتلال فرنسى واحتلال تركى، ودا عايزنا حتة من أوروبا والتانى عايزنا حتة من أمريكا والتالت حتة من روسيا، وفى الآخر لا طولنا بلح الشام ولا عنب اليمن، ولا لقينا نظام يرضى أصلا نمشى عليه.. وتعالوا نشوف نظامنا دلوقتى. إحنا أول دولة فى العالم يبقى عندها مرشحين للرئاسة من غير رئاسة أصلا، ناس عمّالة تعمل فى مؤتمرات وندوات ويصرفوا ويتصرف عليهم، وناس تمدحهم وناس تشتمهم وماحدش فيهم أصلا يعرف يعنى إيه رئيس فى المرحلة الجاية؟ ولّا إيه دوره؟ ولّا صلاحياته؟ بس إيه رأيك فى النظام؟ وإيه رأيك فى التزام كل وسائل الإعلام بكتابة المرشح «المحتمل» قبل اسم كل واحد فيهم مع إن فيهم كتير جدا «مش محتمل» أصلا؟ إحنا أول دولة فى العالم يكون عندها نواب برلمان من غير مانعرف إيه دور البرلمان؟ ولّا هيعمل إيه؟ ولّا هيستمر قد إيه؟ ولّا هيشكّل الحكومة ولّا لأ؟ مافيش ثورة فى الدنيا تقوم وينضرب لشهدائها تعظيم سلام من القادة اللى استلموها على طبق دهب، وفى نفس الوقت مايتعاقبش اللى قتل الشهداء دول، لأ ويتفنن «النظام» فى تشويه صورة الشهدا نفسهم ويقول عليهم بلطجية وحرامية؟ يا سلام على النظام! وبعدين فيه «نظام» فى الدنيا يعترف إن اللى ماتوا فى أحداث الثورة المتتالية وآخرها أحداث مجلس الوزرا، يعترف إنهم شهدا ويطالب أهاليهم إنهم يقدموا الطلبات عشان ياخدوا التعويضات والمعاشات وخلافه، وفى نفس الوقت يتهم المصابين واللى نجوا من المجزرة إنهم بلطجية ومخربون؟ يعنى الميت شهيد والمصاب متهم، يعنى إيه جيش حما الثورة وكان واقف صفين طوال جدا بطول المسافة من نزلة السمان فى الهرم إلى ميدان التحرير عشان يوصّل أصحاب الجمال والبغال والحمير ويفتحلهم الطريق لحد ما يوصلوا بالسلامة وينفذّوا موقعة الجمل؟ مش مهم تسأل طب والنبى دى حماية ولّا لأ؟ المهم الناس صدّقت ولّا لأ؟ يعنى إيه ثورة يعملها شباب مؤمن بالحرية والتغيير، فيحكمها عواجيز وعسكر عمرهم ما عرفوا يعنى إيه اختلاف فى الرأى عشان ماتربوش غير على الأوامر، لأ ويعملوا انتخابات يفوز بيها ناس كانوا شايفين الثورة حرام أصلا؟ مش بس كدا دول كمان شايفين إن الديمقراطية اللى بتجيبهم فى الحكم حرام؟! لأ والشباب اللى عمل الثورة نفسه «النظام» يقعد يقنع فى الشعب إنهم عملَا لإسرائيل وأمريكا وصربيا، بذمتكم حد يبقى عميل لصربيا؟ مش مهم بس إيه رأيك فى النظام؟ وأصلا يعنى إيه ثورة يكون أهم خلاف عليها هو إذا كانت هيتم الاعتراف بيها فى الأجندات والنتايج ولّا اليوم هيفضل عيد للشرطة وأهى أجازة والسلام؟ ويعنى إيه ثورة تقوم بقالها سنة والعالم كله يعترف بيها إلا مناهج وزارة التربية والتعليم اللى قعدت تسرد فى إنجازات المخلوع وفى آخر سطر تقول إن رغم محاولاته دى كلها الناس عملت ثورة ضده! يعنى إيه الناس تعترض على وزير للإعلام عشان كان مجرد محرر عسكرى فى يوم من الأيام يقوموا يشيلوه ويجيبوا وزير إعلام كان لِوا فى الجيش؟ نظام نظام يعنى. ويعنى إيه فيه ناس بقت كل اعتراضاتهم على الثورة من نوعية إيه اللى ودّاهم الميدان؟ إيه اللى لبّسها عباية على اللحم؟ بالذمة دى أشكال ثوّار؟ ناقص يقولك ليه مقاس رجله 45؟ بس الصراحة شعب يموت فى النظام. يعنى إيه نتفق على مرحلة انتقالية 6 شهور، فات منها 12 شهرا، ولسه فاضل فيها 6 شهور تانيين؟ إيه البركة فى الوقت دى؟ ويعنى إيه مرحلة انتقالية لحماية الثورة وتحقيق مطالبها يموت فيها أكتر من اللى مات فى الثورة نفسها؟ ويعنى إيه الانتخابات بالنظام السيريالى ده؟ ويعنى إيه المحاكمات الوهمية؟ وفين الفلوس اللى اتهرّبت؟ مافيش بنزين، مافيش أنابيب، مافيش صرف صحى، مافيش صحة، مافيش تعليم، مافيش عيش، مافيش طرق، مافيش قناصة.. ومافيش ثورة أصلا بس إيه رأيك فى النظام؟ بذمتك مش افتكرت إن فيه ثورة؟