أنا بصراحة مش فاهم السادة المجلس العسكري مستنيين إيه عشان يغيّروا حكومة أحمد شفيق، الشارع السياسي شبه إجتمع على رفضُه (ورفض أغلب حكومته)، ولو حَد ماكانش عندُه مشكلة معاه قبل كده، يبقى أكيد بقى عندُه مشكلة معاه بعد تصريحات وزير داخليته في التليفزيون (فيما يخُص يعني العناصر المُندَسّة، والناس اللي كانوا فوق العمارات بيتكلّموا بلهجة غير مصرية، وأخيرًا وليس آخرًا "الشرطة ضربت نار فقط على العناصر اللي كانت مُسلّحة أثناء المُظاهرات) كذب تاني!!، تااااني!! ولا كإن حصل حاجة! طب وبعدين!؟ هُو السيّد محمود وجدي ماكانش واخد بالُه إننا عملنا ثورة من أهم أسبابها الكذب البيّن دَه، ولّا كان واخد بالُه بس عايز الثورة دي تنتهي بإقصاء الرئيس السابق ونكمّل بَقَه كُل حاجة زي ما كنا؟ ولّا فاكرنا هُبل؟ (هو احنا كُنّا مقهورين طول عمرنا آه، بس ماكُنّاش هُبل) ولّا مُصرّ يتعامل معانا زي أسلافه؟ ولو الإجابة أيًّا مما سبق، طب السيد رئيس الوزراء ماخدش بالُه هُوّ كمان، ولا ماسمعش حوار وزير الداخلية، ولّا سمعُه وعاجبُه فيبقى موافق عليه؟ ليه مُصرّين يشتغلوا بنفس الطريقة كده؟ قصدُهُم يعني يقولولنا إن مافيش حاجة حصلت!؟ لأ على فكرة فيه حاجة حصلت، فيه حاجة مُهمّة جدًّا حصلت، وفيه ناس كتير أوي مش حيتراجعوا عن إنّ حكومتهم تُقر بإنّها حصلت. عشان يضمنوا ولو بقدر، إنّها فعلًا حتشتغل على تحقيق مطالبهم بصدق وأمانة مش يعملوا نفسهم زي مايكونوا بيحقّقوا المطالب. دي ماكانتش ثورة عالحرامية اللي عمّالين يمسكوهم دول، دي كانت ثورة على كُل ما أدّى للوضع البشع اللي كُنّا عايشين فيه؛ ثورة على الطريقة، على أسلوب التعامل، على طريقة التفاهُم، على العلاقة بين المواطن ونظامه الحاكم. بعد ما تسرّبت أنباء عن حل جهاز أمن الدولة، قالت القوّات المُسلّحة ما معناه، إنُّه جهاز مهم ولا يمكن الإستغناء عنّه وبدل حلُّه حيتغير نشاطه واهتماماته عشان يبقى جهاز بيحافظ على أمن الدولة فعلًا مش بيعتدي على أمن المُواطن بانتهاك حقوقه، وبدل ما نحصل على تصريح بهذا الشأن أو مُحاسبة أو إعتذار أو أي حاجة من قِبَل الداخلية، نحصُل على تصريح من وزير الداخليّة بيقول إن ده جهاز وطني ورائع وجميل بس هُمّ كانوا بيشتغلوا بطريقة معيّنة قبل كده ودلوقتي بقه حيشتغلوا بطريقة تانية خالص، وخلاص كده خلص الموضوع! طب بالذمّة ده اسمُه كلام!؟ وبالنسبة للسيد المحترم مدير أمن دمنهور، اللي شفناه رأي العين ده وهُوّ بيوصّي رجالُه إنّهم يضربونا بالجزمة لو ماعَجبناهُمش، بما إنّهم أسيادنا طبعًا على حَد قوله!.. هو بصراحة الراجل قال "إللي يمد إيده على سيدُه" وأعتقد إن كُلّنا متّفقين على مسألة إن ماينفعش مواطن يقل أدبه ولا يمد إيده على عسكري حتّى، زي ماهو مامحدّش ينفع يمد إيدُه على حَد، بس واضح إن في خلاف في وجهات النظر بينّا وبين السيد مُدير أمن دمنهور حول حكاية الأسياد والعبيد دي.. يقول حاجة بَقَه وزير الداخلية أو رئيس الوُزرا، أبدًا، ويقولوا ليه يعني! سكوت برضُه عادي، مافيش مؤتمر صحفي؟ مافيش عَزلُه عن منصبُه، مافيش تحقيق معاه إزّاي يتكلّم كده عن "الشعب" إللي هو بيحميه، الشعب اللي لسه يادوب متعلّم يثور عشان حقوقه وكرامتُه؟ مافيش حتّى إجباره على الإعتذار! أمّال عايزين الناس تتصالح مع الشرطة إزّاي مش فاهم؟ كُل مديرين الأمن في كُل المُحافظات اللي مات فيها مُتظاهرين بالرّصاص دول من غير ما يتحاسبوا، النّاس حتتصالح مع الشرطة في وجودهم إزّاي تفتكروا؟ أهالي الشهداء دول حتبرد نارهم إزّاي تفتكروا؟ أنا فاهم طبعًا إن دي محاكمات ومحتاجة إجراءات وتحقيقات ووقت، بس أضعف الإيمان يعني، إن ناس قُتِلت من قوّات بتشتغل تحت إمرتك، يبقى تُعزل لحد ما ييجي عليك الدور في المُحاكمة، أقل واجب يعني.. عايزين وزير داخلية كده يطلع في التليفزيون بملامح حازمة لكن كمان صادقة وآملة يقول: "يا مصريين، أنا بعتذر بإسم الشرطة على كُل ما اقترفه الجهاز من أخطاء في الماضي، بس احنا لازم نفتح مع بعض صفحة جديدة النهارده، عشان يقدر ظابط الشرطة ياخد فرصة إنّه يخدم هذا الوطن الجديد ويقوم بدوره في ثورة المصريين.. أعاهدكم إن مافيش خطف مواطنين ولا إعتقالات من غير أمر قضائي، ومافيش غير معاملة حسنة من الشرطة وهي بتخدم شعبها، على أن يكون هذا الإحترام مُتبادل، مُتكاتف حول هذا الوطن؛ يكفل للمواطن كرامته ولرجل الشرطة هيبته واحترامه اللي بيكتسبهم من القانون اللي يمثّله. التغيير مابيحصلش في يوم وليلة بس لو عُزنا فعلا نعمل حاجة حنعملها. عاهدوني وأعاهدكم أن نُبقي مصر آمنة." مجنون أنا؟ ماينفعش يحصل كده أبدًا؟ مافيش وطن يقدر يعيش من غير شرطة تحمي أمن المواطن، وخصوصًا في ظل ظروف صعبة زي اللي بنمُر بيها، في رأيي "الفشل الكامل التام" لحكومة الفريق أحمد شفيق لحد دلوقتي في التعامل مع قضية شديدة الأهمية والحساسية والخطورة زي قضية علاقة المواطن بجهاز أمنُه، يكفي في رأيي لإقالة تلك الحكومة، بغض النظر عن أي حاجة تانية "عايزين نتغيّر" العدل أساس المُلك والتغيير يبدأ بالتغيير نشر بتاريخ 26 فبراير لينك ال Note http://www.facebook.com/note.php?note_id=10150121616471473