توقيع إتفاقية للبحث عن البترول في خليج السويس بإستثمارات 30 مليون دولار    البورصة المصرية تربح 1.5 مليار جنيه بختام تعاملات الخميس 4 ديسمبر 2025    الإنتاج الحربي يزور أجنحة الشركات المشاركة في معرض EDEX 2025 للاطلاع على أحدث تكنولوجيات التصنيع    فليك يضغط على برشلونة للتعاقد مع شلوتربيك لتدعيم الدفاع    الداخلية تكشف ملابسات ادعاء مرشح بوجود رشاوى انتخابية بإمبابة    رئيس جامعة بنها يشهد احتفالية اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة    مخاوف فقاعة الذكاء الاصطناعي تؤثر على مايكروسوفت وتكبدها خسائر بقيمة 91 مليار دولار    العمل" تُوفر 10 وظائف للشباب في" الصناعات البلاستيكية الدقيقة بالجيزة    الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل ياسر أبو شباب على يد مسلحين فى غزة    واشنطن تحتفل بقرعة المونديال على طريقة ترامب.. وأندريا بوتشيلي أبرز المشاركين    «تطوير التعليم» يطلق برنامجًا مجانيًا لتعلم اللغة الإيطالية لتأهيل الشباب لسوق العمل الدولي    الاستنفار الأمنى يساهم فى زيادة الاقبال على التصويت بسوهاج    الداخلية تضبط شخصا يوزع أموالا على الناخبين بطهطا    رغم جدل البرومو.. الست يُثير إعجاب الجمهور والنقاد في العرض الأول بالمغرب    الوطنية للصحافة تكرم أخبار اليوم كأفضل تغطية صحفية لافتتاح المتحف المصرى الكبير    افتتاح وحدة مناظير الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى حميات طنطا    الأهلي يتحرك لحسم ملف ديانج رسميًا.. وعرض جديد خلال ساعات    إعلان نتائج بطولة الجمباز بدوري الجامعات والمعاهد العليا المصرية رقم 53    أبو الغيط: جائزة التميز الحكومي رافعة أساسية للتطوير وتحسين جودة حياة المواطن العربي    «أخبار اليوم» تنعى شقيق الكاتب الصحفي إسلام عفيفي    الطقس غدا.. تغيرات مفاجئة وتحذير من شبورة كثيفة وأمطار ونشاط رياح وأتربة    لجان لفحص شكوى أهالي قرية بالشرقية من وجود تماسيح    رغم إصابته في أحداث 7 أكتوبر.. نتنياهو يدافع عن قرار تعيين سكرتيره العسكري رئيسا للموساد    رئيس الوزراء يصدر 10 قرارات جديدة اليوم    القاهرة الإخبارية: انتظام التصويت بدائرة الرمل في الإسكندرية.. والشباب يتصدرون    ياسمين الخيام في ذكرى والدها:يرت اسمي خوفا عليه    وفاة الشاعر والإذاعي فوزي خضر وتشييع جثمانه اليوم بعد صلاة العصر    في غياب الدوليين.. الأهلي يبدأ استعداداته لمواجهة إنبي بكأس العاصمة    الزمالك يخوض مبارياته في كأس عاصمة مصر على ستاد المقاولون العرب    «الأوقاف»: تعديل القيمة الايجارية لأملاك الوقف    "تعليم القاهرة" تدعو الطلاب لضرورة الاستفادة من المنصة اليابانية    بوتين: المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا مفيدة لكنها كانت أيضا عملا صعبا    ترقب أمريكى لزيارة بوتين للهند.. توقعات باتفاقات دفاعية وتسهيل التجارة    الليلة.. حفل افتتاح مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025    هل بول القطط نجس؟ وحكم الصلاة فى المكان الملوث به.. الإفتاء تجيب    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى أوسيم دون إصابات    مباحثات مصرية - بريطانية لتعزيز الاستثمارات في مجال الرعاية الصحية    لماذا يرتفع ضغط الدم فى الصباح وكيفية التعامل معه؟    نقيب المعلمين يبحث آفاق التعاون مع اتحاد التعليم في إنجلترا    موعد صلاة الظهر..... مواقيت الصلاه اليوم الخميس 4ديسمبر 2025 فى المنيا    المعرض الدولى الرابع للصناعات الدفاعية ( إيديكس - 2025 ) يواصل إستمرار فعالياته وإستقبال الزائرين    مصر تقيم احتفالية كبرى لوزراء البيئة وممثلي 21 دولة من حوض البحر المتوسط    وزير الزراعة يدلي بصوته في جولة إعادة انتخابات مجلس النواب بدائرة الرمل    محكمة جنح أول الإسماعيلية تؤجل نظر محاكمة والد المتهم بجريمة المنشار    أسيوط.. العثور على جثة مواطن وابنته بترعة الإبراهيمية عقب اختفائه وأبنائه الأربعة في ديروط    الحقيقة الكاملة حول واقعة وفاة لاعب الزهور| واتحاد السباحة يعلن تحمل المسئولية    الصحة: مباحثات مصرية عراقية لتعزيز التعاون في مبادرة الألف يوم الذهبية وتطوير الرعاية الأولية    استمرار الغلق الكلي لمحور 3 يوليو.. تعرف على البدائل    رمضان 2026| سوسن بدر تتعاقد علي «توابع »ل ريهام حجاج    بيراميدز يخسر جهود زلاكة أمام بتروجت    اليوم الثاني للتصويت بالبحيرة.. إقبال لافت من الناخبين منذ فتح اللجان    استقرار أسعار الذهب اليوم الخميس.. والجنيه يسجل 45440 جنيهًا    هل وجود الكلب داخل المنزل يمنع دخول الملائكة؟.. دار الإفتاء تجيب    لو عندى نزلة برد أعمل إيه؟.. الصحة توضح خطوات التعامل والوقاية    اللهم إني أسألك عيش السعداء| دعاء الفجر    دولة التلاوة.. المتحدة والأوقاف    وزير الثقافة يُكرّم المخرج القدير خالد جلال في احتفالية كبرى بالمسرح القومي تقديرًا لإسهاماته في إثراء الحركة المسرحية المصرية    كأس إيطاليا – إنتر ونابولي وأتالانتا إلى ربع النهائي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كريم عبد العزيز: «الفيل الأزرق» انقلاب في حياتي.. ونقلة كنت أحلم بها
نشر في التحرير يوم 17 - 08 - 2014


مروان حامد عبقرى.. ولولاه ما اجتزنا الاختبار
الجمهور لم يخذلنى.. وإيرادات الفيلم كانت مفاجأة
نجاح الرواية لم يفدنا على الإطلاق.. وشعرت بالرعب لأن هناك ملايين يعرفون كل أحداث الفيلم قبل رؤيته
أثق بأن العمل الجيد يفرض نفسه.. والجمهور يشجِّع كل مجتهد
منذ بداية مشواره الفنى وهو حالة خاصة جدا. فنان متميز وممثل يستطيع أن يحقق المعادلة الصعبة التى تجمع بين البساطة والعمق. تمكن من أن يصبح واحدا من أبناء الأسرة المصرية. قريب من القلوب لم يكن يوما بعيدا عن جمهوره أو قضايا الشارع بل عبَّر عنها فى كل أعماله، أصبح المعادل الطبيعى والأول لابن البلد فى السينما.
كريم عبد العزيز المخرج الذى اختار أن يقف أمام الكاميرا بروح الفنان، المخرج المثقف والبسيط فى نفس الوقت يعود بعد غياب نحو ثلاثة أعوام منذ فيلم «فاصل ونعود» بحالة فنية خاصة تضعه فى منطقة جديدة ومفاجئة وناضجة فنيا وجماهيريا بفيلم «الفيل الأزرق» الذى يتعاون فيه للمرة الأولى مع صديقه مروان حامد والمؤلف أحمد مراد والمنتج شريف المعلم، وللمرة الثالثة مع النجم خالد الصاوى الذى يعتبره شريك نجاح وصديق عمر.
كريم عبد العزيز تحدث فى حواره مع «التحرير» عن تجربة «الفيل الأزرق» منذ أن كانت رواية مكتوبة بخط اليد، حتى تحوَّلت إلى مشروع ضخم تكلف 25 مليون جنيه، وعن معوقات العمل وصعوبات التصوير فى ظل تقلبات سياسية وأمنية أجَّلت العمل كثيرا لدرجة جعلته يصوره على مدى عامين. كريم يتحدث أيضًا عن التليفزيون ومشروعه القادم وإقباله على العوده للتليفزيون فى ظل التحديث الكامل لكل تقنيات الدراما المصرية وتطورها المبهر.
■ تأخرتَ نحو ثلاثة أعوام عن السينما منذ آخر أفلامك «فاصل ونعود» فلماذا تعمَّدت الغياب السينمائى بهذا الشكل؟
- بوجه عام لم أكن أقدم فيلما كل عام أو أربط نفسى بمواسم محددة، بل كنت مرتبطا دائما بالعمل الجيد ووجود فكرة ومخرج وموضوع جيد يجعلنى أتحمس، وهذه طريقتى فى العمل، الورق الجيد والموضوع ثم يأتى التوقيت. والفترة الماضية ربما لم تكن هناك فكرة أو عمل يجذبنى للعودة بقوة خصوصا أننى عاهدت نفسى أن أغيّر جلدى تماما وبشكل جذرى، وكان قرارا لا رجعة فيه، ولم أتراجع إلا بعد أن عرض علىَّ مروان حامد رواية «الفيل الأزرق».
■ كيف كان رد فعلك عقب قراءة هذه الرواية خصوصا أنك ممثل ارتبط لدى الجمهور بأنك واحد من الناس وتقدم قضايا المواطن البسيط، ألم تشعر بخوف من هذه النقلة؟
- إحساسى كممثل فور قراءة الرواية كان رائعا، فهذا العمل لم أقرأ مثله ولم أجسِّد أى دور من أدواره فى حياتى منذ بدايتى، ونهم الممثل نحو الجديد أقوى من أى حسابات، فهناك أدوار نتمنى تقديمها لكن قد تكون ظروف السوق والإنتاج غير ملائمة أو حتى الجمهور نفسه سيكون تلقيه للأدوار الغريبة التى ترضى الممثل غير مضمون، وقد قررت تنفيذ الرواية على الفور رغم أنها وصلتنى على ورق «A 4» وبخط اليد.
■ هل وجود مروان حامد مخرجا للرواية وهو صديق لك كان سببا فى تنفيذها والمخاطرة بتجسيد شخصية وعمل بهذا الشكل؟
- لن أخفى أن مروان مخرج رائع وصديقى الصدوق ووجهة نظرى فيه كمخرج أنه من أفضل المخرجين رغم صغر سنه وكانت هناك نية لأن نعمل معا منذ سنوات لكن لم يكن هناك عمل متوفر أو فكرة مناسبة حتى فوجئت به فى أغسطس 2011 يعرض علىَّ الموضوع، ورشحنى منذ الوهلة الأولى لدور «يحيى» وقال إنه رآنى فيه منذ أن قرأ الرواية، ووجدتها فرصة رائعة ومغامرة فنية وجذرية بكل المقاييس لى ولكل المشاركين وتوكلنا على الله وبدأنا التصوير.
■ الفيلم يندرج تحت فئة الأفلام عالية الإنتاج وتم تصويره فى وقت تعانى فيه السينما من أزمة اقتصادية طاحنة.. ألم يكن هذا نوعا من الضغط عليك؟
- أعترف أن الفيلم باهظ التكاليف وبحكم موضوعه ومنذ أول قراءة كنا نعلم جميعا كأسرة واحدة أن هذا الفيلم مغامرة إنتاجية مضافة إلى المغامرة التمثيلية والإخراجية، لكن المنتج شريف المعلم تحمس منذ البداية وأُحب أن أشكره بوجه خاص على كل الإمكانيات التى سخّرها للفيلم حتى وصلت تكلفته إلى خمسة وعشرين مليون جنيه ومع ذلك لم يتراجع يوما أو يشعرنا بالخوف من المغامرة، بالعكس كنا على قلب رجل واحد حتى تخرج التجربة والمجازفة على أكمل وجه والحمد لله أنها نجحت بكل المقاييس.
■ الفيلم مدته ساعتان ونصف تقريبا وهو من النوعية الطويلة التى لم يعد المشاهد يرى مثلها لدرجة أن الفيلم كان يستغرق حفلتين، فهل أثر ذلك على الإيرادات التى كان يمكن أن تتضاعف لو كان أقصر؟
- طبعا الفيلم تجربة جديدة على السينما فى كل النواحى ومنها مدة عرض الفيلم وفعلا لم تعد هناك أفلام طويلة فى دور العرض السينمائى إلا تجارب قليلة، وقطعا اضطررنا إلى أن يعرض الفيلم فى حفلتين متصلتين بدلا من حفلة واحدة وهذا يعنى أننا لو كنا أقصر زمنا كان يمكن أن يتضاعف عدد حفلاته وبالتالى إيراداته، ورغم هذه المخاطرة فإن الفيلم حقق إيرادات رائعة ولم يخذلنا الجمهور وتصدر مراكز متقدمة فى إيرادات العيد رغم كل الظروف.
■ الفيلم كسر قاعدة أن يكون فيلم العيد كوميديا خفيفا، هل كان فى حساباتكم أن تطرحوه فى موسم أكثر ثقلا من العيد؟
- طبعا أعلم أن هناك انطباعا سائدا أن أفلام العيد لا بد أن تكون خفيفة وكوميدية فقط، لكن أنا دائما ضد وضع تابوهات لأى موسم، وأنا من أنصار قاعدة العمل الجيد يفرض نفسه أيا كان الزمان والمكان، وكنت بالفعل مرعوبا من كل شىء بدءا من تلقى الناس للفيلم ومرورا بتوقيت عرضه وتحديات السوق وكل هذه الأشياء، لكن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، من المستحيل أن يهدر الله مجهود فريق تعب لمدة عامين حتى خرج هذا الفيلم إلى النور.
■ ألم يضايقك تصدر فيلم «الحرب العالمية الثالثة» شباك التذاكر؟
- بالعكس أنا سعيد جدا بانتعاش الموسم السينمائى وأوجّه تحية وتهنئة إلى أبطال فيلم «الحرب العالمية الثالثة» على نجاحهم، وأنا مؤمن بالمنافسة وسعيد بهم وبوجود كل أنواع الأفلام السينمائية فى موسم واحد فهناك الكوميدى وهناك الاجتماعى التراجيدى وهذا ينعش السوق ويقدم خدمة متنوعة لكل أنواع وأعمار وأذواق الجمهور، وأهنئ أحمد حلمى وياسمين عبد العزيز أيضًا على فيلميهما وأتمنى للجميع النجاح، فكلنا «بنشغّل بعضنا»، وتنوّع الأفلام يجذب الجمهور، والجمهور يحيّى الصناعة السينمائية ومَن وراءها من عمال وصناع وفنيين، وحركة الإنتاج تعود على الجميع، ومن هنا أريد أن أقول للجميع «لنعمل جميعا بكل قوتنا حتى تعود صناعة السينما ويعود الاقتصاد».
■ موسم العيد كان مفاجأة للجميع وحقق أسبوع العيد فقط ما يزيد على 35 مليون جنيه.. ماذا يعنى ذلك لك ولصناعة السينما؟
- هذا مؤشر إيجابى جدا خصوصا أن الموسم الماضى كانت الإيرادات كلها لا تتجاوز 20 أو 25 مليونا أما الآن فالعيد فقط حقق 35 مليونا وهذه زيادة ملحوظة، وما زالت الأفلام تحقق إقبالا كبيرا والإيرادات فى طريقها للصعود لتصل إلى أرقام ضخمة، كل هذا يعنى أننا بدأنا نقف من جديد على أقدامنا وسنعود أقوى بفضل الجمهور الواعى والمتحمس والمحب للفن الجميل.
■ الفيلم تعرض لظروف صعبة جدا فى أثناء التصوير مثل توقف العمل أكثر من مرة بسبب الأحداث الأمنية، فهل أثر ذلك على إحساسك بالشخصية واللوك الذى حافظت عليه عامين كاملين؟
- بالتأكيد كانت الأحداث المتوالية تؤثر علينا جميعا وتوقف الفيلم أكثر من مرة حتَّم علىَّ الحفاظ على شكلى وأدائى بشكل ثابت حتى أكون جاهزا للتصوير فى أى وقت، وفكرة أن أقدم شخصية ممزقة نفسيا ومحبطة والحفاظ على هذا الإحساس حتى أعود للتصوير فى أى وقت كان بالفعل أمرا مرهقا جدا.
■ حدِّثنا عن شخصية «يحيى».. وهل قرأت الرواية قبل أن يعرضها عليك مروان حامد؟
- «يحيى» من أصعب الشخصيات والتحديات التى واجهتها فى حياتى فلم أقدم من قبل شخصية الطبيب النفسى، بالإضافة إلى أنه شخص أقرب إلى أن يكون مريضا نفسيا يحمل إحساسا بالذنب لأنه تسبب فى موت زوجته وابنته، هو مدمن للخمر ومريض بالسكر ومهزوز ومشوَّه نفسيا وفى نفس الوقت عاد ليمارس عمله بعد انقطاع خمس سنوات ليقابل صديقه الحميم «شريف» الذى كان سببا فى حرمانه من حب حياته والزواج من «لبنى» شقيقته.. وللشخصية أبعاد كثيرة فهو يندم ويستعيد حبه ل«لبنى»، ثم يشعر باضطرابات ويشك فى أنه مريض نفسى بالشيزوفرنيا وتهتز ثقته بنفسه فى أكثر من مرحلة، لذلك فالشخصية مليئة بالمنحنيات الدرامية والنفسية الصعبة وكان مروان حامد معى لحظة بلحظة منذ قراءة الرواية وحتى التنفيذ، ولم أكن قد قرأت الرواية من قبل فلم تكن قد طُرحت فى السوق وقتها.
■ نجاح الرواية هل كان عاملا مساعدا على الدعاية للفيلم قبل طرحه أم عاملا سلبيا لأنه حرق الأحداث التى يفترض أنها فى إطار تشويقى لا يجب كشفه؟
- نجاح الرواية لم يفدنا على الإطلاق ففكرة أن يكون ملايين يعرفون كل أحداث الفيلم بالإضافة إلى أنهم سرحوا بخيالهم بين أروقة الرواية وشخصياتها يرسمون أشكال الشخصيات والأماكن كما يحبون وينفعلون بطريقتهم مع الأحداث ويتصورون بيت «يحيى» وشريف وشكل «لبنى» والعفريت «نائل»، كل هذا أشعرنا بالرعب، وقد كانت مهمة مروان حامد أصعبنا جميعا فنحن فى النهاية نمثل مشاهد ونجسد إحساسا لكن كل ما يخص الصورة والخيال يقع على عاتق مروان، وفور نجاح الرواية فوجئ بالجميع يقولون له «ها، هتعمل إيه يا شاطر بعد نجاح الرواية وإن كل قارئ بقى مخرج وشافها بخياله»، وهنا رد مروان، سأخرج الرواية كما أراها أنا بخيالى كأن «مافيش حد قاللى حاجة».
■ فكرة قبولك لعمل له علاقة بالجن والعفاريت أو الميتافيزيقا -كما يقولون- ألم تجده غير متسق مع طبيعتك أنت ومروان وخالد الصاوى؟
- هذه النوعية من الأفلام موجودة فى السينما العالمية وتجد نجاحا عند عرضها فى مصر وأعرف أنها قد تكون غريبة على المشاهد المصرى من حيث أن تكون صناعة مصرية وليس منتجا أجنبيا يتناسب مع طبيعة خارج مصر، كان هذا هو التحدى هل سيتقبلنا الجمهور فى عمل يشبّه الأفلام العالمية بصناعة مصرية، وهل سيتقبل الطفرة الحادثة للجميع من حيث الأدوار والتكنيك والموضوع، كل هذا كان أمام أعيننا طوال التصوير، لكننا فى النهاية سلّمنا أنها مغامرة وراهنّا على ذكاء المشاهد وحبه للتغيير وهذا ما أكده لنا النجاح الكبير للفيلم.
■ تخليت عن ابتسامتك وبراءة وجهك المعهودة فى الفيلم وحتى الشكل والاستايل فى الملابس فكيف تم هذا التغيير الجذرى؟
- وأنا أقرأ شخصية «يحيى» تصورت أن هذا الرجل التعيس المحبط الذى فقد ابنته وزوجته لا يمكن أن يكون سعيدا أو مبتسما، بالتأكيد هو عابث الوجه زائغ العينين، مستحيل أن تظهر على وجهه ابتسامة أو إشراقة أو حتى لمحة أمل، لا بد أن يسيطر عليه الوجوم والحزن وتختفى البراءة فهو فى نظر نفسه قاتل لابنته وزوجته، وفاقد لحب عمره ولم يحقق أى شىء يسعد من أجله حتى فى عمله، وقد ساعدنى مروان والمؤلف أحمد مراد فى الوقوف على كل هذه الملامح، وكان اقتراح مروان أن ألبس نظارة سوداء طوال الوقت فأنا شخص أخاف حتى من النور والمواجهة، أما الملابس فكانت ناهد نصر الله هى مفتاح شكل ما أرتديه فى الفيلم، وأشكر مدير التصوير أحمد مرسى والموسيقار هشام نزيه فلولا الموسيقى والتصوير كان الفيلم لن يخرج بهذا الشكل أبدا.
■ هناك رأى يقول إن دور الطبيب النفسى لم يظهر بوضوح، فلم تمارس عملك بالشكل المحترف بل ظهرت كشخصية إنسانية أقرب من فكرة الطبيب؟
- رغم التركيز على شخصية «يحيى» الإنسانية ورسم أبعادها وملامحها وذكر تاريخها إلا أن «يحيى» كان طبيبا يمارس عمله وفى لقاءاته مع شريف الدائمة كان يمارس عمله كطبيب وليس من منطلق صداقته بشريف أو كونه شخصية عادية، لكن خارج المستشفى كان «يحيى» مستسلما لشخصيته الإنسانية البعيدة عن الطب، وحتى أجسد شخصية الطبيب ويكون متقنة استشرت العديد من أطباء النفس الذين علَّمونى كيف أفهم لغة الجسد وأحلل الشخصية من انفعالاتها فقد كان هذا ضروريا أن يكون موجودا فى خلفيتى وأنا أجسد دور الطبيب.
■ ألم يكن مرهقا وخطرا أن تكون موجودا فى كل مشاهد الفيلم أو كما يقولون «من الجلدة للجلدة» فلا يوجد مشهد من دونك؟
- فعلا كانت مغامرة إجبارية وشىء شديد الإرهاق فوق الخيال فكل مشاهد الفيلم أنا موجود بها مع كل الأبطال المشاركين، وهذه هى طبيعة الرواية، ف«يحيى» شخصية محورية مع كل الأبطال، وهناك مشاهد كانت أكثر صعوبة وهى مشاهدى بمفردى فقد كانت صامتة والمفروض أن أعبر عن توترات نفسية وانفعالات عنيفة دون أى كلمة، وهذا أرهقنى جدا خصوصا أن تلك المشاهد وصلت لنحو 47 مشهدا.
الصاوى من أفضل الممثلين فى مصر.. وفخور به على المستوى الفنى والإنسانى
■ للمرة الثالثة تتعاون مع خالد الصاوى فما سر تكرار المشاركة بينكما؟
- خالد الصاوى من أقوى الممثلين فى مصر والوطن العربى وهو محترف لدرجة تتيح له التلون والتقمص بشكل رائع وهو أقدر الممثلين على تجسيد شخصيات «نائل وشريف والمأمون» بكل ما فيها من تحديات، وأنا أحبه وأحترمه كممثل وكصديق رائع على المستوى الشخصى، وسعيد بتكرار تجربتنا معا للمرة الثالثة فى السينما وأتمنى أن نكررها مرات أخرى.
■ نجاحك فى دور مخالف لشخصية رجل الشارع والشاب الفقير المكافح هل سيجعلك تبتعد عن منطقتك وتتجه إلى أدوار مختلفة مثل الأطباء ورجال الأعمال؟ وهل مللت من دور ابن البلد؟
- مستحيل «أزهق» أو أبعد عن أدوار ابن البلد والرجل البسيط، ونجاحى فى «الفيل الأزرق» لا يعنى اتخاذى قرارا بمقاطعة أدوار الشاب المكافح وابن البلد، وعموما أنا كلامى محدد جدا فسأقوم بأى دور يعجبنى.. كوميدى، رومانسى، بلدى، أرستقراطى المهم أن يكون به فكرة جديدة، ودور ابن البلد سأقدمه بتنويعات جديدة المهم أن توجد أفكار مميزة وقضايا جديدة لأظل أعبر عن السواد الأعظم من الناس فهذا يشرّفنى.
■ تعاقدت مع المنتج وائل عبد الله على فيلم ومسلسل فمتى ستبدأ التنفيذ؟
- فعلا حدث تعاقد بينى وبين وائل على فيلم ومسلسل وغالبا سأبدأ بالمسلسل لرمضان 2015، والآن نحن فى رحلة بحث عن الورق والفكرة والموضوع، أما الفيلم فسنرى متى يمكن البدء فيه بمجرد الوصول لسيناريو جيد.
■ لماذا تعود للدراما رغم الاتهامات الدائمة بأنها تحرق نجم السينما وتراجع بعض نجوم السينما عن مشاريع تليفزيونية؟
- لا بد أن نتفق على أن الدراما لم تعد مثل الماضى ولم تعد تحرق نجم السينما أو تؤثر عليه سلبا بدليل أن نجوم السينما عندما قدموا أعمالا تليفزيونية نجحوا جدا وأضافوا إلى التليفزيون وأفادهم التليفزيون فى الانتشار فى الدول العربية وهذا رفع أسهم نجوميتهم وأعلى من سعرهم حتى فى السينما، والدراما المصرية الآن تغيرت كثيرا وأصبحت رائعة من حيث الصورة والتكنيك والموضوعات المشوقة، وعموما أثق بأن العمل الجيد يفرض نفسه ويضيف إلى الفنان ولا يحرقه سواء عرض فى التليفزيون أو السينما.
■ كلامك يعنى حماسك للوجود كل عام فى الدراما مثل النجوم الذين يحرصون على ذلك سنويا بمسلسل؟
- لا أقصد الوجود كل سنة فرغم حماسى للدراما وجودتها فأنا أفضل الوجود كل ثلاث أو أربع سنوات خصوصا أن هناك مواسم سينمائية قد تتعارض مع موسم الدراما، ولهذا يجب تقنين الأمور والتوازن بين الظهور السينمائى والتليفزيونى، وأنا قدمت مسلسل «الهروب» منذ ثلاث سنوات وسأعود فى 2015 إن شاء الله، وهذا فارق زمنى معقول جدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.