«يسقط يسقط حكم العسكر». هتاف رجّّ أركان المسرح الكبير فى دار الأوبرا المصرية، فى أثناء احتفالية أقامتها لجنة إدارة الأزمة الليبية فى مصر، التابعة للمجلس الانتقالى الوطنى، لتكريم الهيئات والمؤسسات الداعمة للثورة الليبية، مساء أول من أمس. الاحتفالية كانت هادئة جدا، وسرعان ما انقلب الهدوء إلى ضجيج وصخب بعد إعلان «مقدّم الاحتفالية» عن إلقاء مندوب عن المجلس العسكرى، وهو اللواء عادل عمارة، كلمة. هتافات دوّت فى القاعة «يسقط حكم العسكر». رافقت صعود عمارة، إلى خشبة المسرح، لتعكس رفض الحضور كلمة مندوب «المجلس العسكرى» قبل إلقائها، بل ورفضهم حكم العسكر جُلَّه. فهتفوا أيضا «الشعب يريد إسقاط المشير». ولم تفلح محاولات مقدّم الحفل لتهدئة الحضور، الذين ظلوا يهتفون لدقائق. بعض الحضور انسحب فى هدوء، اعتراضا على وجود قتلة الشهداء، حسب وصفهم. اللواء عمارة، قال كلمته فى أقل من نصف دقيقة، ثم هرول إلى خارج القاعة وسط دهشة الحضور، على أن هذا اللواء هو نفسه اللواء الذى أثار جدلا، بعد ظهور سابق له فى مؤتمر «العسكرى» حول أحداث «مجلس الوزراء»، عندما تحدث لأكثر من ساعة منفردا، رافضا حتى أسئلة الصحفيين! المتحدث الرسمى باسم جبهة دعم المسلمين الجدد، حسام أبو البخارى، كان أحد المنسحبين من الحفل، مستنكرا موقف إدارة الاحتفال عندما قاموا بتقديم اللواء عمارة، مندوبا عن المشير حسين طنطاوى، وقال ل«التحرير» إنه لا يفهم على أى أساس تتم دعوة شخصية من مجلس «العسكر» وهم مانَعوا فى بداية الثورة الليبية جهود المساعدة، مشيرا إلى أنه فهم أنها احتفالية للشعب المصرى، وليست للمجلس العسكرى. وتساءل أبو البخارى «كيف يحتفلون بمن يقتل الثوار، ويفقأ أعين أبطال شارع محمد محمود، هل يعقل أن نحتفل فى مصر بالقذافى مثلا؟، وكيف سيكون ردة فعل الشعب الليبى وقتها؟». عضو المكتب الإعلامى للجبهة السلفية، حامد مشعل، قال إن الانسحاب كان الوسيلة الوحيدة أمامه، لكى تصل الرسالة إلى المجلس العسكرى. «عفوا لا يمكنكم الاستمرار».