مين قال إن الثورة ماعملتش حاجة وماغيرتش شىء، بالعكس ده فى حاجات كتير حصلت وتغييرات تمت، إنما احنا كده مش عاجبنا حاجة، فمثلا قبل الثورة كانت أمانة السياسات والأخ بتاع الحديد أحمد عز محتكرين كل شىء من الإبرة للصاروخ، تسليم مفتاح يعنى، ابتداء من الحديد وانتهاء بالأسمنت، حتى الفكر والإعلام محتكرينه وكل اللى كان بيظهر فى الفضائيات تابع للجنة السياسات، بل كتير من المعارضة كانوا كده وكده يقولوا بقّين وهمّ فى الحقيقة مع لجنة السياسات وبيعدوا للتوريث، لكن بعد الثورة الوضع اتغيّر والظروف اختلفت، ومِن كام يوم صديقى العزيز والمرشح المحتمل دائما لدائرة الجمرك بمجلس الشعب الكاتب الصحفى جلال عامر، طلع مرتين فى يوم واحد بالتليفزيون، مرة الصبح فى «القناة الثانية» الحكومية، وفى المساء مع تليفزيون «الحياة»، فى اللحظة دى اعتبرت أن ظهور عم جلال تغيير جذرى ودليل أن الثورة قامت ودخلت البيوت بيت بيت زنجا زنجا زى ما بيقول العقيد الركن رحمة الله عليه معمر القذافى.. لكن بصراحة اكتشفت أن تصورى خاطئ وغير صحيح وأن الحاصل أن جلال عامر ضحك علىّ لعدة أسباب، أولها إنه احتكر الشاشة بدليل إنه ظهر الصبح وبالليل وسيطر عليها لوحده مع إن احنا كل يوم مع بعض، لكن الظاهر إن عملية الاحتكار بتتم فردى مثل أمانة السياسات لما كان عز يحتكر الحديد وغيره الأسمنت، وبعدين جلال عامر طلع فى قناة «الحياة» اللى صاحبها رئيس حزب الوفد، مع إنه هو فى حزب التجمع ومش عارف ده اسمه إيه.. تحالف قوى الشعب العامل.. ثالث حاجة إنه ظهر فى قناة خاصة صاحبها رأسمالى بينما هو راجل اشتراكى، طب ازاى؟.. شفتو بلطجة أكتر من كده، اشتراكى ويسارى محتكر وبيتحالف مع الرأسمالية على حساب قوى الشعب العامل.. عم جلال وقع فى الخيّة ومافتكرش إن فيه أى قناة تقدر تجيبه بعد كده علشان أنا ناوى أقدم بلاغ رسمى أتهمه فيه باحتكار الشاشة وأطالب بمحاكمته فى نفس قفص الاتهام مع أحمد عز علشان تبقى محاكمة المحتكرين مع بعض، واحد حديد والثانى شاشة.. وصدقونى إن ده أكبر عقاب له بالجلوس مع عز مش الحكم عليه.. بصراحة عم جلال عامر ده نموذج واضح لكل اللى بيحصل فى الثورة.. أول الدنيا ما بدأت تنور مع الثوار والشباب فوجئوا بسيل اتهامات زى اللى أنا رميتها على الرجل الطيب اللى لا له فى الاحتكار ولا غيره، وبقدرة قادر أصبح الثوار بلطجية وانتهازية زى عم جلال اللى بقى محتكر الشاشة مع إنه ماطلعش فيها إلا بعد عذاب.. خوفى الحقيقى على الثوار فى ميدان التحرير أن يتحول جلوسهم الطويل فى ميدان التحرير إلى قضية احتكار ويتقدموا إلى المحاكمة بتهمة احتكار ميدان التحرير والاستيلاء عليه، ونلاقى الثوار اللى حاربوا وناضلوا وكافحوا علشان يحاكموا المحتكرين والمفسدين والظالمين معهم فى نفس القفص بتهمة احتكار ميدان التحرير والاستيلاء عليه، ودى تهمة واضحة وضوح الشمس وماحدش يقدر يطلعهم براءة منها.. الكارثة الحقيقية إن ممكن عز يأخذ براءة، لكن المحتكرين الجدد ماعتقدش، لأن تهمتهم ثابتة بجلوسهم فى التحرير اللى الدنيا لفت وخلتها قضية احتكار. اعتصام المجارى: عمرك شفت ناس تعمل وقفة احتجاجية بسبب المجارى؟! لو الكلام ده حصل فى قرية أو نجع يبقى معقول، لكن فى الإسكندرية اللى المفروض إنها عروس البحر المتوسط، ده يبقى كارثة ومصيبة، لكنه حصل مش بس كده ده مواطن سكندرى راح عمل محضر للمحافظ يتهمه فيه إنه سايب شغله وهربان قاعد فى الفضائيات علشان يلمع نفسه فى الوقت اللى المجارى طافحة فيه فى كل أنحاء الأنفوشى، والكارثة زادت لما المحافظ خاف على نفسه علشان فى تغيير فى المحافظين، وطلع يجرى، قال ينزل يلف عليهم يحاول يقنعهم إن موضوع المجارى مش اختصاصه، وتحولت قضية الصرف الصحى إلى مشكلة ولا مشكلة طابا ما بين معتصمين من المواطنين يبحثون عن حقوقهم الآدمية ومحافظ كل شغلته يتهرب بطرق مختلفة.. مرة الميزانية ومرة ده مش شغلى ومرة الحكاية دى مش تبعى.. مسكينة الإسكندرية وقعت فى كارثة كبيرة أخطر من كارثة المجارى ومشكلة أكبر من مشكلة اللاجئين بوجود محافظين كل قضيتهم الحفاظ على كراسيهم.. نفسى المحافظ اللى موجود يقول لى على حاجة واحدة عملها من يوم ما جِه غير إنه قاعد فى اجتماعات ولقاءات وندوات وحفلات تكريم وحكايات ماعتقدش إنها تحل أى مشكلة فى اسكندرية، والمؤكد أن المشكلة الحقيقية فى عروس البحر مش المجارى، لكن فى إيجاد محافظ يقدر يحل مشكلة المجارى، وغيرها من الكوارث الأخرى بالمحافظة.