قال معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إنه في الوقت الذي تركز فيه الإدارة الأمريكية على دعم مصر لمواجهة الإرهاب في سيناء تزايدت مؤخرا التهديدات الأمنية التي تواجه مصر على حدودها الغربية مع ليبيا. وقال إريك تراجر وجلعاد وينيج الخبيران في الشئون المصرية بمعهد واشنطن، إن تزايد عدم الاستقرار وصعود الجماعات الإرهابية في ليبيا أدى إلى تركيز جهود الحكومة المصرية على تأمين حدودها الغربية خاصة في أعقاب الهجوم الذي تعرض له قوات حرس الحدود في الفرافرة في شهر يوليو الماضي. وأشار الباحثان، إلى الجهود التي بذلتها مصر في الفترة الأخيرة لتوسيع نطاق حملتها العسكرية على الحدود الغربية، بالإضافة إلى تعزيز الجهود الدبلوماسية مع تونس والجزائر والمغرب. وأضاف تراجر ووينيج، أن مصر حاولت على مدى العام الماضي العمل لتحسين الوضع على حدودها الغربية من خلال تعزيز العلاقات الأمنية مع ليبيا، حيث وقعت الدولتان على اتفاق للتعاون العسكري في أبريل 2013 في حين بحث رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب مع نظيره الليبي عبد الله الثني على هامش أعمال القمة الأمريكية الإفريقية الأسبوع الماضي في واشنطن سبل تأمين سلامة المصريين الموجودين في ليبيا. كما اتفقت مصر وتونس والجزائر على تشكيل لجنة استشارية لمساعدة طرابلس في مواجهة مشاكلها السياسية والأمنية، غير أن مثل تلك الاتفاقيات لم يتم تنفيذها نظرا لضعف الحكومة الليبية. وفي شهر يونيو الماضي بحث الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للجزائر سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، كما اجتمع السيسي مع وزير الخارجية المغربي في القاهرة في شهر يوليو الماضي. وأشار الباحثان الأمريكيان إلى الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية لتدعيم التعاون مع القبائل التي تقطن منطقة الواحات في الصحراء الغربية والتي زارها السيسي عدة مرات عندما كان يشغل منصب وزير الدفاع، وذلك بهدف الحيلولة دون تحول الصحراء الغربية إلى «سيناء أخرى» تعاني من الإرهاب. ويرى الباحثان أن عدم الاستقرار الذي يسود ليبيا حاليا يمثل تهديدا خطيرا لحدود مصر الغربية، مشيرين إلى أن الوضع المتدهور في ليبيا أجبر الولاياتالمتحدة ودول أخرى عديدة إلى سحب دبلوماسيها من طرابلس. وأكد أن انهيار الدولة الليبية وتفتت المراكز الأمنية الحدودية وصعود الجماعات الإرهابية كلها أمور تهدد الأمن في مصر كما جعلت الحكومة المصرية تعمل مع الدول المجاورة، وتحسين قواتها الدفاعية للتصدي لتلك التحديات. كما يرى تراجر ووينيج أنه يتعين على إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بذل مزيد من الجهود لدعم مصر لمواجهة التهديدات على حدودها الغربية، مؤكدين أنه على الإدارة الأمريكية الضغط على الكونجرس لاستئناف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر حتى تتمكن القاهرة من الحصول على المعدات اللازمة للقيام بالمراقبة الجوية على الحدود مع ليبيا. وقالا إن استئناف المساعدات الأمريكية العالقة ستمكن واشنطن من إذابة الخلافات السياسية التي تشوه العلاقات بين البلدين وتعزز مصالح الدولتين المشتركة.