في ذكرى الحرب العالمية الأولى.. «أعداء الأمس أصدقاء اليوم»

زعماء وممثلون لأكثر من 83 دولة اجتمعوا في بلجيكا لإحياء الذكرى المائة لضحايا الحرب
بعد مرور مائة عام على الحرب العالمية الأولى، التي بلغت فيها خسائر الدول أكثر من 37 مليون جندي بينهم أكثر من ثمانية ملايين قتيل، وقف الأمير ويليام، دوق كامبريدج، وولي العهد البريطاني، أمس الاثنين، في المدينة البلجيكية لييج، وقال خلال كلمته في الذكرى المائة للحرب «إنها قوة المصالحة.. لقد كنا أعداء أكثر من مرة واحدة خلال القرن الماضي، واليوم نحن أصدفاء وحلفاء».
وأضاف ويليام خلال كلمته، «إن وجود رؤساء ألمانيا والنمسا وفرنسا هنا اليوم يعبر عن حقيقة واحدة هي قوة المصالحة».
وكان أمس الاثنين يوافق الذكرى رقم 100 لاجتياح القوات الألمانية لمدينة لييج البلجيكية، والذي أشعل فتيل الحرب العالمية الأولى التي استمرت لأربع سنوات، وأحيا قادة الدول التي اشتركت في الحرب هذه الذكرى في مدينتي «لييج» البلجيكية، و«جلاسكو» الاسكتلندية.
حضر إلى «لييج» قادة وممثلين ل 83 دولة في العالم، أمس الاثنين، أبرزهم الأمير ويليام، دوق كامبريدج، وزوجته الأميرة كايت، والملك فيليبي العاهل الإسباني، والرئيس الألماني يواكيم جاوك، بالإضافة إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، في ضيافه الملك البلجيكي فيليب، وزوجته الملكة ماتيلدا.
وألقي فيليب ملك بلجيكا خطاب الافتتاح قبل أن يفسح المجال أمام كل من فرانسوا أولاند ويواكيم جاوك والأمير وليام ورئيس الوزراء البلجيكي البلجيكي إيليو دي روبو لإلقاء كلمة.
وذكرت صحيفة «مترو» البريطانية، أن زعماء الدول دعوا لوقف الصراع والعنف في أوكرانيا وغزة، في مستهل إحياء ذكرى ضحايا الحرب العالمية الأولى.
وقام الحضور بوضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري في المدينة، في حين لعبت الفرقة البلجيكية «سلاح الجو الملكي» مجموعة مختارة من المسيرات العسكرية.
وندد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، بالعنف الموجود في أماكن عديدة في العالم، وقال في كلمته «كيف يمكننا البقاء على الحياد أثناء إطلاق النيران على طائرة مدنية في دول أوروبية – في إشارة لسقوط الطائرة الماليزية في أوكرانيا – والمدنيون يقتلون في العراق، والأقليات تعاني من الإضطهاد في سوريا؟».
وأشار إلى الوضع الراهن في الشرق الأوسط وقال «الصراع القاتل في غزة مستمر منذ أكثر من شهر، ونحن لا يمكن أن نبقى على الحياد، لدينا إلتزام للعمل».
ولم يكن الرئيس الفرنسي هو الوحيد الذي أشار إلى خطورة التهاون في الصراعات الدولية، حيث نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» تصريحات رئيس الوزراء البلجيكي، إيليو دي روبو، الذي أكد فيها «التاريخ يبين لنا أن التكامل الاقتصادي والتجاري لا يخلق الوحدة الوطنية وحده، أوروبا يجب أن تقاوم كل أشكال العنصرية وكره الأجانب ومعاداة السامية».
وفي نهايه الحفل، جري إطلاق اثنتي عشره قذيفة مدفعية للتذكير بالمقاومة البطولية لأبراج «لييج» المحصنة الإثني عشر في مواجهه الاجتياح الألماني، وتوجهت الوفود بعد ذلك إلى قصر المقاطعة لتناول الغداء.
وكانت المنازل والمحلات والمؤسسات العامة في بريطانا، قد قامت بإطفاء أنوارها، لمدة ساعة، أمس الاثنين، إحياءً لذكرى مرور 100 عام على خوض بريطانيا الحرب العالمية الأولى.
وأكدت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أن هذا الإجراء يعم أرجاء المملكة المتحدة، سنويًا لتذّكُر الذين قتلوا في الحرب العالمية الأولى.