وبعد انقضاء شهر رمضان، أتساءل: هل نحن نصوم شهر رمضان فقط أم نصوم عن قول الحق طوال العام؟! قول الحق من عدمه يرجع إلى الشخص ذاته ولا يجب المزايدة على أحد وتزكية أنفسنا. ولكننا هنا نحاول أن نناقش فكرة الصمت والسكوت. ولنتأمل الآتى معًا، أولا: الشرطة تستغل الحرب على الإرهاب لكى تنتقم من الشعب الثائر فى يناير. ثانيا: تبرع شيخ الأزهر بمليون جنيه إلى صندوق تحيا مصر. ثالثا: رجال الأعمال المصريون أعطوا إلى العالم أجمع درسا فى حب الوطن بعد تبرعاتهم السخية فى صندوق تحيا مصر! سؤال: هل يجب قول الحق فى ما سلف أم الأفضل الصمت؟ وهذا على اعتبار أن ما يفعله بعض رجال الإعلام والصحافة من ادعاء أن الشرطة فى خدمة الشعب، وأن فعل شيخ الأزهر عمل جميل، ويجب الاقتداء به ورجال الأعمال بيحبوا أمهم مصر ليس مطروحا كخيار لأن الكذب ليس خيارا! قول الحق يحتم علينا الآتى، أولا: أن نلوم وننتقد الشرطة وأن نعترف أن الشرطة لم تتغير وهذه الممارسات ستؤدى بالوطن إلى الهاوية مجددا. وهذا ليس من باب كراهية الشرطة، ولكنه من باب الاعتبار من أخطاء الماضى والعمل على تطوير جميع مؤسسات الدولة. ثانيا: أن ننتقد فعل شيخ الأزهر (وليس شخصه)! أليس من الأولى التبرع لمؤسسة الأزهر فى محاولة لتطويرها واستعادة مجدها! (ولا هذا التبرع مثل نقطة الأفراح ونحن فى زفة مصر الآن). ثالثا: أن نتساءل عن ربحية تبرعات رجال الأعمال؟ لأنهم لا ينفقون إلا عندما يدرسون ربحية ما ينفقونه، ولا هما تبرعوا خوفا ورعبا (مش من حد معين، أقصد خوفا ورعبا على مصر أمهم وأم الدنيا). وكما قلنا مسبقا قول الحق أو الصمت قرار شخصى، ولكن المشكلة فى ما تربينا عليه من مفاهيم مغلوطة من أن الصمت مثل قول الحق! وكيف لا؟ ونحن تربينا على أن عم عباس الضو رجل صالح وطيب، وبتاع ربنا! ولمن لا يعرف عم عباس؟ هو من أشهر من قالوا «لا» فى وجه الظلم والحرام فى الأعمال الدرامية المصرية! ولكن بعد التأمل قليلا، عم عباس لم يقل «لا» لاحد غير نفسه وأثر الصمت وترك صديق عمره يسرق الكنز، ولم يرده عن الظلم والحرام! (وبالمناسبة نحن نعتبر أن على بابا راجل طيب، لماذا؟ أصله سرق الحرامية! هو من يسرق الحرامى راجل طيب؟! من يسرق الحرامى حرامى بس شاطر!). ولكن السؤال: هل يعتبر السكوت والصمت أبلغ تعبيرا عن قول الحق فى بعض الأمور؟! فى حالة الخيانة مثلا، الأفضل السكوت والصمت لأنهم أبلغ تعبير عن رفض الظلم والكذب. لماذا الكلام؟ ستلوم من خانك عن الكذب ولا عن الظلم! ولكن المدهش أن المجتمع المصرى عادة ما يؤثر الصمت فى جميع الأحيان! فأصبح دليلا على الموافقة والرغبة. يعنى فى جواز البنات يجب الصمت مع نظرة إلى الأرض، وفى مجلس الشعب يجب الصمت مع رفع اليد! سؤال على الهامش، فى مجلس الشعب الجديد يا ترى حيطلعوا على بابا ولا عم عباس ولا حيطلعوا تشكيله؟ ربنا يستر! عرفتوا ليه الفساد انتشر وتوغل فى مجتمعنا؟ المشى جنب الحيط وأن أمكن جوه الحيط هو شعار المرحلة! قال الإمام على كرم الله وجهه «حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل أنهم على حق». يا إمام كيف نقول الحق ونحن نريد لقمة العيش. فى زمننا هذا الحق والعيش لا يجتمعان! أرجو أن لا أغضب أحدا، ولكن قولا واحدا ورزقى على الله «عم عباس الضو» كان شيطانا أخرس و«على بابا» حرامى! السكوت والصمت عن قول الحق ليس حيادية، ولكنه خزلان للحق ومساندة للباطل!