قضيت 3 رمضانات وأنا فى "طره" وخرجت بعدما رأيت رؤية إطلاق سراحي أرفض الرقابة على المساجد ولكن سيطرة الحكومة عليها أهون من سيطرة الأشخاص منعت من "الخطابه" فى عهد مرسي بتعليمات من أسامة ياسين ولم أمنع فى عهد السيسي أقول لفصائل المقاومة بغزة: أن الله لا يمنح نصره لشعب أو لأمة ممزقة أو متنازعة! القيادى الإخوانى السابق مختار نوح ، هو أحد قيادات الإخوان الذين انشقوا عن الجماعة وتركوها إعتراضا على سياسات مكتب الإرشاد ، "نوح" المحامي الضليع الذى كان يستعين به الإخوان لحل كافة مشاكلهم القانونية والحزبية داخل نقابة المحامين بإعتباره أحد جهابزة الجماعة فى القانون آنذاك ، ترك الجماعة غير آسف عليها ومنذ تولى الرئيس الأسبق محمد مرسي رئاسة مصر ، وقف له "نوح" بالمرصاد وانتقد آداؤه طوال سنه كامله هى مدة حكم مرسي .. بعيدا عن هموم السياسة ومشاكلها كان هذا الحوار الرمضاني مع مختار نوح فإلى نص الحوار.. س:ماذا يمثل رمضان بالنسبة لك ؟ لقد أصبح رمضان هو شهر المعارك الحقيقية ضد الإرهاب وأنا ألاحظ أن هذا الشهر هو شهر إبتلاء حقيقى لمصرنا الغالية ففى رمضان الماضى فقدنا عشرات الجنود ونفس الأمر تكرر فى رمضان 2014 وكأن الإرهاب يتخير هذا الشهر ليبعد عنا فرحة إستقباله ويجعلنا نعيش لحظات جهاد أعلى من مجرد الصوم ويضعنا جميعاً فى إختبار الثقة بنصر الله كنت أتصور أن إسرائيل هى أعدى أعداء الإسلام ولكن الأيام قد أثبتت أن من أنفسنا وأبنائنا من هم أكثر عداوة للإسلام فإذا كانت إسرائيل هى العدو الواضح فالإرهاب هو العدو الذى يعيش بيننا وللأسف فهم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا لذلك فقد أصبحت ذكريات رمضان السعيدة فى إجازة قصيرة ، حتى يتم نصر الله . س:هل تذكر بعض المواقف النادرة لك فى رمضان ؟ ومن المواقف الجميلة فى شهر رمضان أنى سألت الله وأنا فى سجن طرة وكنت محبوساً على ذمة قضية سياسية عسكرية وذلك فى عهد الرئيس الأسبق "حسنى مبارك" وطلبت من الله أن أعرف عدد السنوات التى سيحكم على بها فرأيت فى المنام أنه سيمر على وأنا فى السجن شهر رمضان لثلاث مرات وبعد المرة الثالثة بأيام سأخرج من السجن وبالفعل حكم على بثلاث سنوات مر خلالها رمضان لثلاث مرات . هل تتذكر موقف معين داخل السجن خلال رمضان؟ -ومن الجميل أن أذكر أيضا أننى فى كل الإعتقالات السابقة كان يمر علينا فيها شهر رمضان لمرة واحدة على الأقل ففى عام 81 مثلاً سمحت لنا إدارة السجن بالإفطار الجماعى فكانت كل زنزانة تعد وجبة ولكن لا تأكلها ثم يتم خلط الطعام بعضه ببعض ويجلس الجميع أمام الطعام دون إنتقاء وكان عدد المسجونين فى العنبر فى ذلك الوقت أكثر من ألف سجين فكان المظهر العام جميلاً والروح السائدة طيبة . وماذا عن رمضان الطفولة؟ فى طفولتى فقد إرتبط رمضان فى ذهنى بالشيخ "محمد رفعت" الذى كانت الإذاعة المصرية تقوم بتكرار قراءته فى كل يوم قبل أذان المغرب وقد حفظت سورة "مريم" بتكرار الإستماع إلى الشيخ "محمد رفعت" ولا أعرف لماذا توقفت هذه السنة المصرية فى الإذاعة المصرية . س:تركت الإخوان مؤخرا ولكن كم "رمضان" مر عليك وانت معهم؟ قضيت أكثر من خمس وعشرين رمضان تقريبا ولكنى أؤكد أن القيادات الذين كنت أعيش معهم فى رمضان يختلفون كل الإختلاف عن تلك القيادات التى تمارس طغيان الإدارة فى هذه المرحلة ، وهم أفضل 100 مره من القيادات الحالية س :هل جمعتك زكريات معينه مع مرشد الاخوان خلال رمضان صاحبت مرشد الإخوان الأستاذ "عمر التلمسانى" فى رمضان عام 83 وكان من حسن حظي أن التقيت بهذا الرجل وتعلمت منه الكثير فهو رجل يعلم الناس بالصفات وليس بالكلمات فقد كان متواضعاً خلوقاً ووطنياً مخلصاً وأنا اعتبره أحد الذين بذلوا جهدهم فى القضاء على بعض الأفكار التكفيرية الموروثة عن المرحلة القطبية وأنه كان يؤمن أن حركة الإخوان هى حركة إصلاحية داخل المجتمع وليست حركة تسلط على المجتمع . س: هل تشاهد التلفزيون والفضائيات فى رمضان ؟ وما هو المسلسل او البرنامج الذى تشاهده؟ طبعاً أشاهد التلفزيون فى رمضان ولكن الحقيقة أن المسلسلات التى تذاع هى مسلسلات دون المستوى من حيث الموضوع كما أن البرامج المتعلقة بالحيل "والمقالب" كما يطلقون عليها هى مجرد تقليد لأفكار غربية لا تثير إبتسامتى ولكن يعجبنى دائما بعض مسلسلات جيدة الإخراج حتى ولو لم تكن مصرياً مثل المسلسل الإيرانى "يوسف الصديق" وكذلك مسلسل "الظاهر بيبرس"وتتسم هذه المسلسلات بأمانة العرض التاريخى فضلاً عن الروعة فى الإخراج والتصوير وهذا النوع من المسلسلات هو الذى يطلق عليه إسم الأعمال الفنية بما تتسم به من جوانب إبداعية أما المسلسلات التى نشاهدها الآن فى مصر فهى مجرد عرض لأداء متواضع فى التصوير والإخراج والتمثيل والقصة ويؤلمنى أيضا أن محاولة الدعوة أو الحديث فى الدين فى رمضان يأخذ شكلاً مملاً كما أنه يكون على هيئة أداء الواجب وينقصه الإبتكار مع أن قضية الدعوة إلى الإسلام هى قضية ملحة فى هذه الأيام وتحتاج إلى عرض صحيح وجذاب . أما من ناحية الأفلام فمصر نجحت فى أن تخترق حاجز الإسفاف الإنتاجى وأن يضع المنتجون فى مصر لمساتهم فى العديد من الأفلام الرائعة التى أثبتت عالميتها وهذه الأفلام إذا ما عرضت فى رمضان فأنا أتابعها وأشاهده . س :هل هناك فرق بين المساجد فى عهد مرسي و فى عهد السيسي خلال الرقابة عليها فى رمضان؟ المساجد عامرة بالناس فى أى عصر وفى أى وقت ولم ينجح أى نظام فى فرض أى رقابة عليها وأنا شخصياً أرفض الرقابة على المساجد أو السيطرة عليها ولكن أحب أن أقول أن سيطرة أى حكومة أهون من سيطرة الأشخاص اللذين يحملون فكراً خاصاً حتى ولو كان صحيحاً ثم يفرضونها على الناس جبراً وأذكر أنه عند التصويت على دستور 2012 وقف إمام المسجد يخطب عن حرية الرأى فى الإسلام إلا أنه بعد ساعة تقريبا من الخطابة قام بدعوة الناس إلى أن يقولوا "نعم" للدستور وأن الذى لن يقول "نعم" فإنه فى قلبه مرض وإنه سيأثم بفعله وقد تعجبت يومئذ من هذا الشيخ الذى يتحدث عن حرية الرأى ثم يفرض على الناس رأياً معيناً ويصف ما سواه بالإثم وبأسوأ الصفات أنا أعتبر أن سيطرة مثل هذا الشيخ هى أسوأ من سيطرة الحكومة ، إلا أننا نصرخ فى وجه الحكومة إذا ما أرادت أن تفرض رأيها ولكننا لا نصرخ فى وجه هؤلاء الذين يفرضون علينا مجرد رأيهم الشخصى بل إنهم فى أغلب الأحوال يكسون هذا الرأى بكساء الدين ذلك أنهم يعتبرون أن ما يقولونه إنما هو شريعة ودين وأنا أعتبر أن هذه هى المشكلة الكبرى . س :هل يتم منعك من قول خواطر دينية فى المسجد الذى تصلى فيه ؟ فى عهد حسنى مبارك كنت ممنوعاً من كل شىء من الخطابة ومن الإجتماع ومن إقامة الحفلات الخاصة ولكنى كنت أصر على أن أفعل كل ذلك ولا أستجيب للمنع حتى المنع من السفر كنت أحاول أن أسافر ثم أمنع فى المطار . لكن من المضحك أنى منعت فى عهد الرئيس مرسى من الخطابة أثناء إقامة شباب مدينة المحمودية لقاءا سياسياً لى فقام وزير الشباب وقتئذ وكان اسمه "أسامة ياسين" فقام بإرسال خطاب إلى النادى الإجتماعى بمدينة "المحمودية" يأمرهم فيه بإلغاء اللقاء وكالعادة أقمنا اللقاء فى شارع من شوارع البلدة أمام النادى . أما فى عهد الرئيس السيسى فأنا لم أمنع من شىء حتى ولو كان إنتقادى للسيسى نفسه ففى أحد الندوات إنتقدت السيسى فى أنه لم يتخذ مجلساً إستشارياً حتى الآن ومع ذلك وبالرغم من أن المؤتمر كان قد أعده أنصار السيسى إلا أنهم جميعاً طلبوا منى لقاءات أخرى متتالية . س:ياتى رمضان هذا العام تزامنا مع ضرب الاحتلال الصهيونى لغزة .. ما تعليقك؟ الحقيقة أننا كنا نحزن قبل ذلك بسبب ما تقوم به إسرائيل فى مواجهة غزة أو حتى فى مواجهة الضفة ولكن إستمرار هذه القضية لعشرات السنين جعلنا نؤمن بأن من المستحيل أن يأتى نصر الله على أمة متفرقة ولا يمكن أن يكون طغيان الصهاينة على شعبنا الضعيف أو المستضعف إلا عنواناً لحقيقة نعيشها وهى أننا أقل من أن ينزل علينا نصر الله فمن السنن فى نصر الله أن الله لا يمنح نصره لشعب أو لأمة ممزقة أو متنازعة وإلا كان النصر على إسرائيل هو بداية لمرحلة الأسوأ تسيل فيها دماء المسلمين بيد المسلمين والعجيب أن هذا يحدث الآن ونظرة واحدة إلى حال شعب فلسطين الذى يعيش وسط أكثر من عشرين فصيلاً كلهم ينادون بالمقاومة فقد إنقسم الشعب حتى وهو تحت ظلم الإحتلال فماذا كان سيكون الأمر لو إنتصر شعب كان يتقاتل ويتصارع وهو فى أضعف حالاته ، فالضفة الغربية يحكمها غير من يحكم غزة والفصائل الفلسطينية تستجيب لرأى قادتها ولا تستجيب لرأى دولة واحدة فهل ينصر الله الذين لا يؤمنون بالوحدة ولا بالتوحد والغريب أن كل الفصائل والأقاليم لا تقيم إنتخابات ولا تعرف للديمقراطية سبيلاً ويفرض كل قائد نفسه على فريقه لذلك فأنا أحزن لما يلاقيه شعب غزة وشعب الضفة والفلسطنيون فى المهجر وأقول إن ذلك من جراء ما يفعله المتسلطون عليهم جبر وقسر وانظر معى فى ذلك الطغيان الأخير على "غزة" فإذا كان من المتفق عليه ان العدو الإسرائيليى هو عدو مغتصب ظالم جبار فلماذا إختلفت امامه فصائل المقاومة وانقسم فى مواجهته الشعب المستضعف المعتدى عليه ولماذا تنتقد "حماس" جهد عباس ولماذا ينفصل عباس عن إدارة "غزة" ولماذا تحتاج الفصائل المقاومة إلى إجتماع إذا ما أرادت أن تصدر قرارا يضم هذا الإجتماع اكثر من عشرين ممثلاً لها فإذا ما تيقنا ان إسرائيل دولة غاشمة فهل نحن على ذات اليقين أننا قمنا بالواجب الذى يؤدى إلى النصر من اجل ذلك فإن ألمى فيما تتعرض له "غزة" هو ألم مزدوج جزء منه هو حزن على الضحايا وجزء منه هو حزن على الشعوب . س:ما فريقك المفضل فى كرة القدم؟ وشجعت من فى مباريات كأس العالم؟ مبارايات كأس العالم انا لا اتابعها إلا كفن من فنون الرياضة اما فى مصر فأنا شديد الإعجاب باللاعب "حسام حسن " رغم أنى لم أقابله قط ذلك أنى رأيت فيه صورة من صور الإصرار على النجاح وإن كنت آخذ عليه "كثرة الإنفعال" إلا أنى أعتقد انه هذب نفسه بنفسه وأنا دائماً أراه نموذجاً للشجرة المثمرة التى أثارت غيرة الآخرين فحاولوا أن يقذفوها بالحجارة . س:ماذا لو لم يتم عزل مرسي قبل رمضان؟ كان سيتم عزله فى شوال أو ذو القعدة . س:بماذا تنصح شباب الإخوان فى رمضان؟ أنصح شباب الإخوان فى رمضان بأن يقوموا بعزل قادتهم فوراً وإعادة صياغة أفكارهم وتحركاتهم ولابد ان يعلموا أنه لايوجد مسلم يصوم ثم يفطر على دم أخيه المسلم ، فإما ان يستنكروا هذه الجرائم بنفس الشدة التى يتحدثون فيها عما يسمونه "بجرائم رابعة " وإما عليهم ان يعتذروا إلى الناس عن الأخطاء التى وقعت منهم سواء أكان هذا الخطأ بسبب الصمت الذى أصابهم أمام الجرائم الإرهابية أم كان هذا الخطأ بسبب إنحدار المنهج التربوى فى السلوك العام لشباب الإخوان .