الملك فؤاد الثانى رجع.. لم يعد ليطالب بالشرعية طبعًا، وإنما طالب بأن تتدخل الجهات المعنية للتصدى إلى ما وصفه بمهزلة مسلسل «سراى عابدين» الذى أهان ذكرى الخديو إسماعيل، حسب البيان الصادر عن آخر ملوك مصر، وبعد 15 حلقة بالتمام والكمال بات واضحا أن الأخطاء التاريخية متعمدة ومن الصعب حصرها، خصوصًا عندما وصل الأمر إلى وفاة الأمير فؤاد الذى حكم مصر منذ عام 1917 حتى عام 1936، وبالتأكيد سيعود فؤاد آخر إلى الحياة بشكل أو بآخر، إلا لو كانت مؤلفة المسلسل هبة مشارى حمادة، تنوى أن تضيف حكامًا من لديها إلى الأسرة العلوية، فيتضح لنا بعد تتابع الأجزاء أن ثورة يوليو قامت لخلع الملك ماجد، أما عبارة «دراما مستوحاة من قصة حقيقية» فتحتاج إلى إعادة ضبط، فالأقرب لما نراه على الشاشة هو «دراما مستوحاة من اتصالات برنامج (أنا والنجوم وهواك)»، وحتى ينتهى هذا الاشتباك ومع التأكيد على عدم اقتناعى بأن المسلسل مؤامرة على هوية مصر، لكن هناك باب نقاش يجب أن يُفتح على مصراعيه، وينال حظه من الاهتمام ونحن نصب أغلب غضبنا يوميا على المؤلفة أولا ومن بعدها المخرج عمرو عرفة، ثم الجهة المنتجة، النقاش هنا يخص سكان سراى عابدين -الممثلين المصريين تحديدًا- هل ليس من حقّنا مساءلة الممثلين أبناء البلد حول موقفهم من تلك الأخطاء على أساس أنهم مكلَّفون فقط بأدوارهم حتى لو كانت تمس تاريخ مصر، أم أنه على هؤلاء النجوم أن يخبرونا على أى أساس قبلوا تجسيد شخصيات تتكون من علاقاتها على الشاشة سلسلة درامية نالت كل هذه الانتقادات، بسبب الخلط الرهيب بين الوقائع التاريخية الثابتة وحق المؤلفة فى تخيل ما كان يدور بين الشخصيات ما دام ابتعد هذا الخيال عما هو ثابت تاريخيًّا، السؤال موجَّه إلى كل ممثل مصرى شارك فى «سراى عابدين»، ما عدا الفنانة يسرا، لأنها لو ردت علينا باللغة التركية التى تتكلم بها كخوشيار هانم لن نفهم منها شيئًا. بعد التتر فى انتظار واقعة تبرع الأميرة فاطمة بنت إسماعيل بأموالها لتأسيس أول جامعة مصرية، هل ستتركها هبة مشارى كما هى أم ستجعل فاطمة تتبرَّع لإنشاء مستشفى «57357»؟