فاصل هذا اليوم اسم على مسمى، فاصل يضع مسلسلات رمضان ولو لدقائق على الهامش، ويستدعى بدلا منها صورة الأستاذ رأفت الميهى، المخرج والسينارست والمنتج والمعلم السينمائى الكبير يعانى قهر المرض منذ عامين وأكثر، متاعب فى القلب ثم كسر فى الحوض اضطره إلى التنقل بين عدة مستشفيات بحثًا عن الشفاء الذى هو بيد الله وحده، لكن ظروف الأستاذ المادية لم تصمد واضطر إلى استكمال العلاج فى منزله تحت رعاية زوجته الوفية السينارست علا عز الدين وسط تدهور مستمر لحالته الصحية، كما يقول أصدقاؤه وتلاميذه. الفنان الذى أعاد إحياء استوديو جلال وحوله إلى أكاديمية فنون خاصة، لم يكن يطارد تلاميذه المتعثرين للحصول على المصروفات الدراسية، كما لم يفتح الأكاديمية لكل واهم ومدع، فضل أن يتخرج فيها فقط من يستحق بالفعل أن يصبح مؤلفا أو مخرجا يُشرف السينما المصرية، وتمسك بأسلوبه المتفرد فى كل أعماله الفنية حتى لو لم يحقق نجاحات تجارية، كل ذلك جعله يدخل معركة المرض من دون درع تحميه من فاتورة علاج تتضاعف قيمتها يوما يلو الآخر. والذين مثل رأفت الميهى وسعيد مرزوق رفيقه فى رحلة العلاج وغيرهما من المبدعين لا يرفعون صوتهم أبدًا بالشكوى، حتى من نقابة السينمائيين التى كالعادة تنفذ فقط ما تقوله اللائحة، فالمخرجون الكبار ليس لهم أدنى تأثير على صندوق الانتخابات حتى يتواصل الاهتمام بهم بعد أيام المرض الأولى، والميهى لم يعرف طريقه نحو الإعلام وهو فى عز عطائه فلن يلجأ إليه الآن للشكوى وطلب المساعدة. المطلوب الآن وبسرعة أن نعكس عبارة يوسف شعبان لمحمود عبد العزيز «مصر محتاجة لك يا رأفت» إلى «رأفت محتاج لك يا مصر»، رأفت الميهى يحتاج إلى علاج طويل ومن دون فاتورة لن يستطيع الوفاء بها، وعلاجه متوفر فى مستشفيات القوات المسلحة، وبالأخص المتفردة فى مجال العلاج الطبيعى، هو لن يطلب كما عرفت من المقربين منه، لكن على الأقل يمكن أن نعتبر أن رسالته وصلت وأسرته ومحبيه وتلاميذه فى انتظار الرد. بعد التتر حسب الزميل المخرج أحمد عبد الجواد، الوحيدة التى تسأل بانتظام على المخرج رأفت الميهى هى الفنانة القديرة نادية لطفى.