حركة «حماس» هى الفرع الفلسطينى لجماعة الإخوان المسلمين، ومثلما تقدّم الجماعة مصلحة التنظيم على المصلحة الوطنية فى البلد الأم، مصر، هكذا تفعل الفروع، ومنها الفرع الفلسطينى. ومعروف أن الحركة انفردت بالسيطرة على قطاع غزة عام 2007، طردت كل العناصر التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية وفرضت سيطرتها التامة على القطاع إلى السلطة كانت رسالة الجماعة للولايات المتحدة أننا الأقدر على رعاية المصالح الأمريكية فى المنطقة ونحن الأقدر على ضبط التفاعلات، ومن ثَمَّ كانت التوجيهات من الجماعة الأم للفرع الفلسطينى عدم القيام بأى عمل مسلح ضد إسرائيل ومنع أى فصيل فلسطينى آخر من القيام بأعمال مسلحة ضد قوات الاحتلال أو المستوطنين، نريد هدوءًا كاملًا والتزامًا شاملًا بالتهدئة، كان الهدف هو توصيل رسالة إلى واشنطن بأن الجماعة قادرة على ضبط التفاعلات فى المنطقة وفرض احترام التهدئة، ومن ثَمَّ كانت السنة التى قضاها مرسى فى السلطة هى أكثر السنوات هدوءًا وأمنًا بالنسبة إلى إسرائيل والإسرائيليين. كانت الحركة مشغولة بتمكين الجماعة من السيطرة على الأوضاع فى مصر، فقد شاركت فى اقتحام السجون المصرية وتهريب عناصر الجماعة، وشاركت فى عمليات القنص وقتل المصريين وترويعهم، كما استهدفت جنود مصر على الحدود بالترتيب مع الجماعة لتنفيذ سيناريو الإطاحة بطنطاوى وعنان، وعملت على خدمة التمكين ومن ثَمَّ وجَّهت مقاتليها إلى العمل على الأراضى المصرية وتحديدًا بعد ترنّح حكم مرسى وثورة المصريين ضده، هنا تسرَّبت عناصر الحركة المسلحة إلى الداخل المصرى وشاركت فى عمليات قتل وترويع المصريين، كما سمحت الجماعة بتسلل عناصر إرهابية تابعة لتنظيمات متطرفة إلى الأراضى المصرية عبر أنفاق التهريب الموجودة على الحدود، كما قامت الجماعة بعمليات استعراض للقوة على الحدود المصرية رافعة شعارات الإخوان ومرددة نفس الهتافات التى كانت تقولها عناصر الجماعة فى المحافظات المصرية. سقط مرسى ورحل عن السلطة ومعه مشروع الجماعة ووضعت قيادات الجماعة فى السجون المصرية، هنا انهار مشروع الحركة وخسرت كل رهاناتها، وهو ما حاولت التغلُّب عليه عبر قبول فكرة المصالحة مع حركة فتح وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو الخيار الذى لم يحقِّق للحركة ما خططت له، هنا كان قرار الحركة بالخروج على تفاهمات التهدئة عبر ترتيب خطف ثلاثة مستوطنين وقتلهم، وهى خطوة تعلم حماس جيدًا ما سوف يترتب عليها من رد إسرائيلى، لا سيما إذا ما لجأت الحركة إلى إطلاق صواريخ على الأراضى الإسرائيلية وهو ما قامت به أيضًا، الهدف هو جر إسرائيل لشن عدوان على القطاع واستخدام وسائل الإعلام فى إثارة وتهييج الرأى العام لإحراج مصر وإجبارها على فتح معبر رفح بشكل دائم وغسل موقف حماس عبر حملة إعلامية تظهرها فى شكل الحركة التى تقاوم الاحتلال الصهيونى، وهى الحملة التى لم تنطلِ على الرأى العام المصرى ولا على الحكومة المصرية، فتكشف ردود فعل الرأى العام المصرى عبر مواقع التواصل الاجتماعى عن وعى متقدّم بمخطط الحركة ومن ثَمَّ لم يطلب أحد من الحكومة المصرية الاستجابة إلى مطالب الحركة ولا خرجت مظاهرات تطالب الحكومة بفتح المعبر، بل كانت التعليقات تقول إن للحركة حساباتها الخاصة التى لا ينبغى على الحكومة المصرية الرضوخ لها، كما فطن الرأى العام المصرى إلى حقيقة فكر الحركة وحساباتها التى تقدّم مصلحة الحركة والجماعة الأم على حساب المصلحة الوطنية الفلسطينية.