فى المشهد الأخير من مسلسل عائلة الحاج متولى (2001) يوصى الحاج متولى ولده سعيد بعدم تكرار تجربته فى تعدد الزوجات، قيل وقتها إن النهاية هدفها إسكات غضب المنظمات النسائية التى رأت فى المسلسل دعوة صريحة لزواج كل رجل من أربع سيدات، وهو ما يبدو أن أسرة المسلسل اضطرت إليه فعلا، والدليل أن الابن -أى مصطفى شعبان- بمجرد أن جاءته البطولة المطلقة لم يدخر وسعا فى تتالى المسلسلات التى تتعدد فيها زيجاته وعلاقاته النسائية، من «الزوجة الرابعة» ل«مزاج الخير» ل«دكتور أمراض نسا» ينطلق السؤال التالى: لماذا لا يصارح مصطفى شعبان جمهوره بأنه لا يثق فى نجاحه خارج هذه الشخصية وأن الأداء الحركى فى فيلمى «مافيا» و«فتح عينيك» كان استثناء وراح، لماذا لا يتفادى الانتقادات السنوية ويقدم مواسم متعددة لنفس الشخصية، على الأقل كان سيدخل أى موسوعة مهتمة بهذا النوع من الدراما، موسوعة ترصد قدرة ممثل على تقديم 10 مواسم متتالية تحت اسم واحد، وليكن «عائلة ابن الحاج متولى» يفعل ذلك فى هوليوود، الممثل الذى يجيد شخصية بعينها يحمل المسلسل اسمه وتتعدد المواسم حتى تُزهق روح آخر مشاهد متمسك بمتابعته، أما أن يضطر الصحفيون كل سنة إلى نشر أخبار عن مسلسل جديد لمصطفى شعبان، بينما ملخص المسلسل لا يختلف عما قدمه العام الماضى وسيقدمه العام المقبل، والذى يتغير الاسم فقط فهذا أمر مزعج أكثر ربما من أداء مصطفى شعبان، وإن كان له حتى الآن جمهور يُقبل عليه ويرى فيه بطلا لأغنية حسام حسنى الشهيرة «كل البنات بتحبك كل البنات حلوين»، وبينما أتوقع أن يدور مسلسل العام المقبل عن طيار يقع فى غرام كل المضيفات والراكبات، عندى أمل أن لا تمر الثلاثون حلقة من «دكتور أمراض نسا» على نفس الوتيرة وأن نرى اهتمامًا من الدكتور عمر الذى يجسده مصطفى بأى شىء بعيدًا عن تاء التأنيث، فنراه مثلا يشارك فى مظاهرة تطالب بتطبيق كادر الأطباء و... الطبيبات طبعًا حتى نضمن وجود مصطفى. بعد التتر شفى الله الفنان الكبير نور الشريف، لو عاد لتجسيد شخصية المزواج سيعود مصطفى شعبان أتوماتيكيا إلى شخصية الابن المغلوب على أمره.