تياجو كاسترو يكتب: إفريقيا.. كانت قريبة

كانت قريبة.. إفريقيا كانت على وشك أن تقتنص فرصة تأهل اثنين من فرقها للدور ربع النهائى، لقد كان من شأنها أن تصبح لحظة تاريخية يمكنها أن تغير عام 2014 بصورة دراماتيكية للجميع.
كان سيصبح بمثابة توزيع ديمقراطى للجميع أن تكون كولومبيا وكوستاريكا والجزائر ونيجيريا بين الفائزين فى دور الثمانية، مع الوضع فى الاعتبار أن إيطاليا وإنجلترا وإسبانيا أوروجواى والبرتغال وفرنسا وألمانيا خرجوا من البطولة، لكن القدر لا يريد تحقيق هذا الأمر.
فرنسا احتاجت إلى 79 دقيقة للتسجيل فى مرمى نيجيريا، لقد قدم إنياما حارس مرمى نيجيريا مباراة عظيمة، لكنه ارتكب خطأ واحدا فقط ليتبخر حلمه وحلم منتخب بلاده فى ملعب «مانى جارينشا» فى برازيليا.
بعد بضع ساعات، كانت الجزائر تقدم مباراة رائعة ضد ألمانيا، وكانت لديها فرصة حقيقية للفوز على فريق يواكيم لوف، وألمانيا كانت بحاجة إلى وقت إضافى كى تفوز وتذهب إلى الدور ربع النهائى.
منذ كنت طفلا وأنا أسمع مقولة: «إفريقيا هى مستقبل كرة القدم». المستقبل ها قد أتى، وعام 2014، كان فرصة طيبة لأن يسطع نجم تلك القارة. البرازيليون يحبون إفريقيا، لأنها جزء حيوى وهام فى تاريخهم، عمالقة أوروبا عادوا إلى الوطن مبكرا، والطريق بات مفتوحا أمام «الحمير الوحشية» (اللقب البرازيلى المستخدم بدلا من الحصان الأسود). كانت الجزائر ونيجيريا تعلمان كيفية الاستفادة من تلك الفرصة، وقدمتا مباراتين جيدتين، وكادتا أن تكونا فى دور الثمانية، لكن الآخرين كان لهم رأى آخر..
نتوقع دوما ما هو أفضل من كوت ديفوار، لكن أكبر خيبات الأمل جاءت من غانا والكاميرون مع ظهور المشكلات خارج الملعب، يكون من الصعب تقديم كرة قدم حقيقية. غانا والكاميرون كانا مرتبكين جدا، وقدما انطباعات سيئة للغاية هنا فى البرازيل.
فى الكاميرون، هدد إيتو وزملاؤه بعدم السفر إلى البرازيل بسبب عدم تقاضيهم أموالا، وهذا يظهر أن كأس العالم ليس أولوية بالنسبة لهم، لذلك كانوا أسوأ فريق فى المسابقة (ثلاث هزائم، وهدف واحد أحرزوه، ودخل مرماهم تسعة أهداف). غانا بدأت البطولة بشكل جيد، وقدمت مباراة طيبة أمام ألمانيا، وبدا وكأنها يمكن أن تذهب إلى دور ال16، لكن بصورة فجائية، كل شىء تغير، اللاعبون قرروا عدم خوض التدريبات إذا لم يتسلموا أموالهم.
وفى مشهد لا يصدق: تأتى طائرة مع 3 ملايين من الدولارات الأمريكية إلى برازيليا عشية مباراتهم ضد البرتغال لتدفع اللاعبين للمشاركة فى اللقاء. وكان هناك ما هو أكثر من ذلك: بواتينج، نجم الفريق، ومونتارى، تم استبعادهما من المشاركة من قبل الاتحاد الغانى لكرة القدم، بعد مشكلات وعراك مع باقى مجموعة اللاعبين والجهاز الفنى، والنتيجة؟ فازت البرتغال عليهم بهدفين لهدف وحيد، وغانا عادت إلى وطنها.
للأسف، إفريقيا خرجت من كأس العالم. آمل أن نرى فريقا إفريقيا يذهب لأبعد من تلك المرحلة بعيدا فى عام 2018، والشىء الأكثر أهمية أن يتم تحسين عمل الاتحادات، لكن حقيقة، اللاعبون يحتاجون إلى العيش فى أجواء كأس العالم، ينبغى أن يتركوا الأمور الثانوية جانبا. عندما يحدث ذلك الأمر، سيكون هذا هو وقت إفريقيا، وقت ال«واكا واكا».
نحن على وشك أن نشهد مجموعة من المشاهد واللقطات التاريخية فى كأس العالم، لكن للأسف من دون أى فرق إفريقيا.
البحث عن السامبا
البرازيل بحاجة إلى تحسين كبير لإقناع مشجعيها بأنها قادرة على الفوز بالمونديال
أظهرت مباريات كأس العالم أول من أمس كيف أن كفة المتنافسين متوازنة. نعم، عانت البرازيل كثيرا كى تعبر تشيلى بركلات الترجيح، واضطرت هولندا إلى أن تسجل فى الدقائق الأخيرة، كى ترسل المكسيك إلى وطنها. لكنّ فريقين آخرين مرشحين واجها المشكلات أيضا، فرنسا وألمانيا، وكان يمكن أن يخسرا اللقاءين، ويثبتا أن تلك البطولة لا تعترف حاليا بأى فرق مرشحة.
إذا ما تغلبت الأرجنتين على سويسرا، مونديال 2014 يمكن أن يكون به دور نصف نهائى لا يصدق، فبتلك الطريقة البرازيل يمكنها أن تواجه إما ألمانيا وإما فرنسا، وهولندا قد تواجه الأرجنتين. مع العلم أن كولومبيا وكوستاريكا وسويسرا وبلجيكا والولايات المتحدة فرق جيدة، ويمكنها أن تشكل مفاجآت كبيرة.
البرازيل بحاجة إلى تحسين كبير لإقناع مشجعيها بأنها قادرة على الفوز بالبطولة فى لقائها أمام كولومبيا يوم الجمعة فى فورتاليزا. اللاعبون بحاجة إلى أن يحسنوا من مستوياتهم فنيا وعاطفيا، ومدرب البرازيل لويس فيليبى سكولارى يعمل على ذلك الأمر، حتى إنه قال: «لدى حاليا خياران: إما الاستمرار فى اللعب بنفس الطريقة التى نلعب بها مع إحلال وتبديل بعض اللاعبين، وإما تغيير النظام برمته وبعد ذلك يمكن أن نبدأ باللعب كما فعلنا فى كأس العالم 2002، بثلاثة مدافعين».
أظهر سكولارى أيضا قلقا إزاء جيمس رودريجز، مهاجم منتخب كولومبيا، وهداف كأس العالم حتى الآن، بتسجيله خمسة أهداف. ومع ذلك، قال المدرب إنه يحتاج إلى إيجاد وسيلة لوقف الفريق المنافس بأكمله، وليس فقط جيرسى صاحب القميص رقم 10.
وأضاف سكولارى: «إننا لا نعمل على وقف جيرسى فقط، لأن لدينا فريقا كاملا من كولومبيا يحتاج إلى الإيقاف، إنه فريق يلعب الكرة السهلة، ويلعب كرة قدم جميلة، هادئة ومنظمة بصورة جيدة، وإنه أمر مهم فى لعبة كرة القدم».
وتابع: «سوف نستعرض بعض نقاط قوة منتخب كولومبيا، وبعض نقاط الضعف التى علينا استغلالها، حتى نتمكن من الحصول على وضعية أفضل مما كانت عليه فى المباريات السابقة».
الحالة الحماسية لمنتخب البرازيل مثار قلق عدد كبير من اللاعبين والمختصين والمدربين السابقين. كارلوس ألبيرتو بيريرا، قائد الفريق المذهل الذى فاز بكأس العالم 1970، انتقد صراخ وبكاء تياجو سيلفا المبالغ فيه قبل ركلة الجزاء المحتسبة فى لقاء تشيلى، وقال: «مثل كل البرازيليين، كنت قلقا، وفكرت فى ذلك الوقت، كيف أن تياجو سيلفا قائد الفريق، والمفترض أن يكون قدوتهم، الذى يساعد زملاءه ويشجع الجميع، والمفترض أن يرفع روحهم المعنوية، ولكنه يبدو أنه سار فى طريق إحباطهم بصورة أكبر، لم تكن مجرد صورة تياجو سيلفا وهو يبكى أمام التليفزيون فقط، بل كانت أمام زملائه أيضا، تياجو سيلفا لديه التزام رئيسى بتشجيع ودعم زملائه».
البرازيل تحتاج إلى أن يعمل لاعبوها معا وإلا ستكون هى الضحية التالية لكأس العالم، التى أصبح لا يوجد مرشحون بالفوز فيها.