أكد كمال الجنزوري -رئيس الوزراء- أنه يجرى اتصالات ومشاورات مع نحو 40 شخصية من جميع التيارات الإسلامية والحزبية والشبابة لعقد اجتماع معهم الأسبوع المقبل؛ لبحث كيفية الإحتفال بذكرى ثورة 25 يناير. وقال الجنزوري -خلال مؤتمر صحفي- ان مصر انجزت الكثير وغيرت النظام ونحجت في تنظيم انتخابات لم يختلف عليها أحد في الخارج، قائلا: «تعالوا نلتقى ونتحدث كشعب وننسى ولو قليلا ما اختلفنا عليه«. ونبه الجنزوري إلى صعوبة تخلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن إدارة شئون البلاد قبل إنتهاء البرنامج الزمني المحدد نهاية يونيو القادم، وتساءل: «من يدير البلد إذا تخلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة الآن؟»، وأضاف: البلد الذى انتظر 60 عاما للتغيير لا ينتظر خمسة أو ستة أشهر أخرى. وأكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري أن الحكومة تعقد اجتماعات ولجانا يومية في مختلف المجالات خاصة مايتعلق بأسر الشهداء ومصابي الثورة وتحقيق الأمن وتحريك العجلة الاقتصاد والاستفادة من الطاقات العاطلة، مشيرا إلى أن الحكومة هى خادمة للشعب المصرى العظيم وتعمل على التواصل معه إعلاميا من أجل وضعه فى صورة مايجرى أولا بأول. وأشار رئيس الوزراء إلى أن اجتماع الحكومة اليوم ركز على ثلاثة محاور رئيسية هى «الأمن والاقتصاد والعنصر السياسى»، إضافة إلى تقديم المزيد من الخدمات للمواطنيين وفى كافة القطاعات، موضحا أنه فى مجال الأمن فان الجميع في مصر والضيوف من مختلف الدول يشعرون بأن هناك تحسنا يوما بعد يوم، خاصة وأن وزير الداخلية يتواجد بشكل دائم فى الشارع ويطوف المحافظات المختلفة من أجل توفير المزيد من الأمن. وأعرب الجنزوري عن تقديره واعجابه بالتعاون المثمر بين المواطنيين والشرطة في الآونة الأخيرة بشأن الإبلاغ عن الخارجين على القانون، وعقد لجان شعبية فى بعض الحوادث والقضايا الهامة خاصة المتعلقة بالوحدة الوطنية مثلما حدث في أسيوط، وكذلك الإسكندرية والبحر الأحمر مؤخرا، موضحا أن هذا التعاون يسهل الأمور على جهاز الشرطة ويجعله فاعلا. وتمنى الجنزورى أن يستمر الشعب المصرى في نهجه الذي سلكه في 25 يناير الماضى، خاصة وإننا على وشك تشكيل مجالس نيابية منتخبة وانتخاب رئيس جمهورية جديد ووضع دستور عصري للبلاد يحقق طموحات هذا الشعب العظيم بكافة طوائفه. ونوه الجنزوري إلى أن مصر أنجزت الكثير منذ اندلاع الثورة وغيرت النظام ونجحت فى إقامة انتخابات حرة أشاد بها الجميع فى الداخل والخارج ومقبلة على أمور ايجابية خلال الفترات القادمة. وعن الوضع الإقتصادي، قال الجنزوري أن الحكومة حاولت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية ان تسعى مع دول العالم غربا وشرقا لتشارك مصر فى مواجهة أزمتها الاقتصادية، وتم التركيز فى هذا الصدد على المشاركة وليس المساندة، موضحا ان مصر قد شاركت من قبل العديد من دول العالم فى مواجهة أزماتها. وأوضح رئيس الوزراء أنه التقى بسفراء الدول الصناعية الكبرى ووزراء من الدول العربية الشقيقية وتم وضعهم فى صورة الوضع الأقتصادى، وقال: تم وعدنا، ولكننا لم نحصل على شىء من هذه الوعود ولذلك كان لزاما علينا أن نعيد النظر فيما بين أيدينا من موارد حيث تم تخفيض الانفاق بحوالى 23 مليار جنيه وسنستمر فى ذلك دون أن يتم التأثير على دخل المواطن أو الخدمات التى تقدم له . وتابع، أن الحكومة فى إطار سعيها لايجاد موارد جديدة قد تمكنت من تحقيق وفورات بقيمة 8 مليارات جنيه دون تأثير أيضا على المواطن . وأشار إلى أنه اذا تأخرت المساعدات الخارجية فاننا نبحث عن موارد اضافية تصل إلى عشرات المليارات من خلال اصدار مرسوم بقانون لتحقيق تسويات مالية مع الضرائب قد يصل ريعها إلى حوالي 20 مليار جنيه، بالإضافة إلى تحصيل فروق أسعار الأراضى على طريقى القاهرة الأسكندرية والقاهرةالإسماعيلية الصحراويين التي تم تحويلها من النشاط الزراعى إلى العمراني والسكني بعد أخذ رأى وزارة الرى، وكذلك عرض قطع أراضى أخرى أمام المصريين فى الداخل والخارج من أجل الحصول على العملة الصعبة. هذا ونوه رئيس الوزراء إلى حزم الخدمات التى أعلن عنها مجلس الوزراء فى اجتماعييه السابقين والتى قدمت التيسيرات للفلاحين وصغار المزارعين والمستفيدين من معاش الضمان الأجتماعى وفى مجال الاسكان وكذلك صندوق رعاية المصابين والشهداء، وكذلك الأهتمام بالمناطق العشوائية خاصة الخطرة منها على حياة قاطنيها. وعما تم اتخاذه اليوم من قرارات تخص المواطنيين، قال رئيس الوزراء انه تقرر دعم واحياء مشروع البتلو من خلال اتاحة 300 مليون جنيه لبنك التنمية والائتمان الزراعى بدون فوائد على ان يعيد اقراضها للمربيين والمزارعين بفائدة بسيطة لا تتعدى 4 بالمائة، وذلك من أجل الحد من استيراد اللحوم من الخارج، مشيرا الى انه سيتم تطوير هذا المشروع فى وقت لاحق من خلال تقديم الأعلاف بأسعار مناسبة، وكذلك توفير 150 مليون جنيه لشركات الغزل والنسج لتحريك المخزون لدى المزارعين.