كتب- محمود عبد الرازق جمعة يبدو أن الصراع فى تركيا بدأ ينحو منحًى جديدًا، فحركة «الخدمة» التى يُلقِى عليها رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان تبعات فساده والتى يتهمها بأنها «دولة موازية» موالية للغرب وإسرائيل، والتى الذى عمد مؤخَّرًا إلى شراء وسائل الإعلام ووضعها تحت سيطرة رجاله حتى تواجهها وتشوِّهها، هذه الحركة تحاول حاليًّا مواجهة أكاذيب أردوغان الإعلامية، ونشر ذلك فى العالَم العربى لتوضيح الصورة الحقيقية أمام العرب والمسلمين، فمؤخَّرًا أعلنت الحركة تدشين قناة تليفزيونية جديدة هى قناة «حراء»، اتى انطلق البث التجريبى لها، كأول قناة تركية خاصة ناطقة باللغة العربية، وبشعار «لسان الحقيقة»، بالتزامن مع بدء فاعاليات المؤتمر الدولى «الاجتهاد والقياس» فى إسطنبول منتصف الشهر الماضى، حسبما أعلنت وكالة أنباء «جيهان» التركية. وقد صرَّح يوسف أجار، المدير العام للقناة، ل«جيهان» بقوله: «مشروع تأسيس القناة العربية كان قديمًا، فكرة وأهمية تأسيس القناة كانت تراودنا منذ 3 أو 5 سنوات، لكن يبدو أن الشروط لم تكن متوافرة، و الظروف لم تكن تساعد على ذلك»، موضحًا فى حواره مع الوكالة التركية: «غايتنا هى بناء جسور للمحبة والتعارف بين الشعوب، وأريد أن أؤكد على نقطة مهمة هنا؛ وهى أن القناة لن تخاطب البلدان العربية فحسب، بل ستخاطب كل الناطقين بلغة القرآن، بدءا من إيرانوجنوب شرق تركيا، مرورا بحدود سورية ولبنان وحتى جنوب السودان وغرب إفريقيا، سنعمل على أن يصل بثنا كل هذه الجغرافيا التى تتحدث وتتابع القنوات العربية والتى يصل تعداد سكانها إلى 400 مليون نسمة، وهذه الجغرافيا سميناها «جغرافية حراء». ومن الملاحظ أنه عند انتهاء نطاق خدمة قناة حراء، ينطلق نطاق خدمة قناة «إبرو إفريقيا» ضمن مجموعة سمانيولو، الأمر الذى سيمكّننا من تغطية كلّ القارة الإفريقية. وعن محتوى قناة حراء أوضح أجار أن «قناة حراء لن تكون قناة متخصصة فى الفن أو الثقافة أو الأخبار فقط، بل ستكون لنا برامج تتناول مختلف مجالات الحياة وتعالجها انطلاقًا من ثقافة مجتمعاتنا، ستكون هناك برامج موجهة للمرأة والطفل، ومسلسلات مدبلجة كمسلسل «هضبة الأمل» و«الدولة العميقة فى العهد العثمانى»، وبرامج فنية وثقافية وتعليمية أخرى، إضافة إلى هذا سنقدم مواعظ ودروس الأستاذ محمد فتح الله كولن باللغة العربية، وإشراقات من تجربة أبناء الخدمة. ستكون لنا شبكة من البرامج المتنوعة والمميزة بإذن الله. تعالى»، مضيفًا: «وحتى يبدأ أى بث تلفزيونى لا بد أن يكون لدينا مخزون لا بأس به من البرامج، ونحن نملك هذا المخزون ولله الحمد بفضل الرصيد السابق لقنوات سمانيولو. فى البداية سنعتمد على برامج مجموعة سمانيولو بعد أن تتم دبلجتها. وبعد أن نسجّل تطورات ملحوظة فى هذا المسير، كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه، سنعمل على إنتاج برامج خاصة بنا، وستكون برامج عربية وبمذيعين ومقدمين عرب. مثلا نفكر أن يكون لنا برنامج يقدم مختلف الثقافات الشعبية باللغة العربية، وقد نسعى لإنتاج مسلسلات متنوعة من هذه المناطق العربية». وعن رد فعل العرب حول هذه القناة أوضح أجار «لقد أعجبهم الأمر كثيرًا، وهناك تشجيع كبير لنا سواء من تركيا أو من العالم العربى، وردود الأفعال التى تلقيناها كانت مبعث أمل لنا». أما العناصر والموارد البشرية التى ستنطق بالعربية فى القناة فقال عنها أجار: «هناك كثير من إخوتنا ممن هاجروا إلى البلدان العربية قبل عشرات السنين، لربط وشائج المحبة والأخوة، وقد كان منهم من درس الجامعة هناك وتعلم اللغة العربية جيدا، بل منهم من تزوج من هذه البلدان. نريد أن نعتمد على هؤلاء ليشكلوا أساس مواردنا البشرية، لأنهم درسوا هناك وتعلموا العربية من جهة، ولأنهم يعرفون طبيعة وثقافة هذه المناطق من جهة ثانية. سنعتمد عليهم وسنعتمد كذلك على كل من يسعى لنثر بذور المحبة بين الشعوب». وعن الانتقال من مرحلة البث عبر الإنترنت إلى البث الفضائى أوضح أجار: «نحن لم نكن نفكر بالبث لمخاطبة المواطنين فى تركيا. وإذا لاحظنا أن البثّ باللغة العربية صعبة حتى عبر الإنترنت، فارتأينا أنه ليس من الصواب أن نبدأ البث الفضائى دون أن نكون جاهزين لذلك بما فيه الكفاية، لذلك سنكتفى بالبثّ عبر الإنترنت، ثم سنسعى إلى أن ننتقل للأقمار الاصطناعية فى أقرب وقت ممكن».