وحده هو التيار المدنى، جديده وبعض من قديمه، الذى بمقدوره تشكيل ظهير سياسى للرئيس الجديد، وحده هذا الخيار يحقق للمصريين حلم نجاح ثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو. والسؤال هنا هو هل بمقدور هذه القوى الفوز بأغلبية أو على الأقل أكثرية مقاعد البرلمان القادم ومن ثم التعاون مع الرئيس فى تشكيل الحكومة وتحويل مواد الدستور المصرى الجديد إلى تشريعات؟ الإجابة هى بالقطع نعم، ولكن لا بد من تحركات سريعة وإبرام تحالفات انتخابية تضمن الحصول على هذه النسبة من مقاعد البرلمان، وفى تقديرى أن هناك قوى سياسية جديدة شكلت أحزابا سياسية بعد الخامس والعشرين من يناير، وأخرى قديمة كانت تعمل فى ظروف صعبة للغاية زمن مبارك مثل التجمع والوفد، وهناك الأحزاب السياسية التى تشكلت من رحم الثورة مثل «الديمقراطى الاجتماعى»، و«المصريين الأحرار»، وأحزاب أخرى من قوى تقليدية جددت فى الرؤى والشخوص مثل حزب المؤتمر وحزب الحركة الوطنية، وعشرات الأحزب الصغيرة والقزمية. لو شكلت هذه الأحزاب والقوى السياسية تحالفا انتخابيا عريضا، أمكنها حصد غالبية المقاعد فى البرلمان القادم. يتبقى عدد من الأحزاب السياسية قديمها وجديدها، أتصور أنها ستحصد نسبة من مقاعد البرلمان وسوف تجلس على مقاعد المعارضة، سواء لأنها تريد ذلك وترى فى نفسها قوة معارضة «الدستور، التحالف الشعبى، وربما المصرى الديمقراطى الاجتماعى» أو لصعوبة سداد ثمن استيعابها «حزب النور مثلا». يبدو واضحا أن هناك إمكانية لتشكيل ائتلاف انتخابى واسع يضم قوى مدنية قديمة وجديدة، تتوافق فى الرؤية، بمقدوره حصد أغلبية أو أكثرية مقاعد البرلمان، ومن ثم تشكيل الحكومة بالتوافق مع الرئيس الجديد والعمل على التعاون معه من أجل ترسيخ استحقاقات خارطة المستقبل والتغلب على كل المشكلات المثارة، فالرئيس الجديد يريد برلمانا قويا متعاونا لا برلمانا يعمل على عرقلته وإفشاله، يريد برلمانا يتعاون معه فى تشكيل حكومة قوية لها ظهير قوى، ويريد غالبية برلمانية تلبى له استحقاقات تحويل مواد الدستور إلى مشروعات قوانين. لكل ذلك يبدو مهما للغاية ترتيب الساحة الحزبية فى مصر اليوم، من أجل وضع أساس هذا التحالف الانتخابى بأسرع ما يمكن، وأتصور أن تحركات البعض لتشكيل جبهات جديدة تحت مسميات مختلفة بدعوى دعم الرئيس، هى تحركات ضارة بأكثر مما هى نافعة، فالمطلوب إتاحة الفرصة للقوى والأحزاب السياسية التى قدمت الدعم المفتوح للمشير عبد الفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة، كى تنسق خطواتها وتصل إلى بناء تحالف انتخابى عريض، وأتصور أن كثرة الاجتهادات وتعدد الجهود سوف يكون ضارا، ويصيب الرأى العام بالاضطراب والبلبلة، لذلك أتصور أن يتحرك عدد من قيادات هذا التيار من أجل وضع أساس التحالف الانتخابى المأمول، ويمكن دعوة حزبى المصريين الأحرار والمؤتمر لأخذ زمام المبادرة فى تشكيل هذا التحالف الانتخابى، مع التأكيد فى الوقت نفسه خطورة مواصلة السير فى خطوات إنشاء حزب سياسى جديد والترويج له باعتباره حزب الرئيس الجديد، فحزب من هذا الطراز سيكون حزب رجال المصالح من ناحية، ويحسب على الرئيس الجديد بأكثر مما يحسب له.