إن كنت مُحبَطًا لأن أهدافك وآمالك لا تتحقق، وتشعر أن حياتك تتبخر من بين يديك سدى، وأنك تسير فى الطريق الخطأ أو فى طريق لم تختره ولا تريده، فلدىّ لك وصفة سهلة وناجحة ويمكنك تجربتها اليوم بنفسك. هات ورقتين وقلما، فى الورقة الأولى اكتب ما تريد أن تكونه فى كل مجالات حياتك. قسم هذه المجالات إلى خانات: العمل، الصحة، الحب، الأسرة، التعلم، المال، السكن، إلى آخر ما يتراءى لك من خانات. فى كل خانة اكتب ما تحلم بأن تكونه، ولا تكن واقعيا بل أطلق لخيالك وأحلامك العنان واكتب ما تحلم به مهما بلغت عبثيته. مثلا إن كنت تحلم بأن تكون عالما كبيرا، أو مليارديرا، أو رئيسا للدولة، اكتبها ولا تخف (ولا تُرِ الورقة لأحد غيرك). اكتب حلمك -أو أحلامك- فى كل خانة، وعندما تنتهى من تدوين الأحلام، ضع هذه الورقة أمامك. فى الورقة الثانية، اكتب نفس الخانات الرئيسية لجوانب حياتك (العمل، الصحة، إلخ)، وفى كل خانة ضع ما تنوى وما تستطيع فعله خلال العام القادم كى تقترب من حلمك ولو خطوة. إن كنت تحلم بأن تصير عالما كبيرا، فماذا ستفعل هذا العام الذى يبدأ غدا من أجل التقدم على هذا الطريق؟ هل ستدرس فى مكان ما؟ أم ستعد نفسك كى تدرس فى مكان ما؟ هل ستقرأ أو تكتب شيئا؟ اكتبها ولا تخَف، حتى لو كانت خطوة بسيطة، لكن اكتب شيئا، افعل شيئا هذا العام يأخذك ولو مسافة قصيرة نحو هذا الحلم، حتى لو كان ذلك الشىء هو أن تفكر فى ما يجب عليك فعله كى تقترب من هذا الحلم. املأ بقية الخانات. اعمل لنفسك شايا، فالجو برد، وسيأخذ منك هذا التمرين وقتا. عندما تنتهى من كتابة الورقة الثانية يكون قد أصبح لديك برنامج عمل للعام القادم وقائمة بالأحلام. أخفِ الورقتين فى مكان لا يطوله أهلك أو أصدقاؤك (كى لا يفضحوك)، لكن لا تمعن فى إخفائهما بحيث لا تعثر عليهما أنت شخصيا (وينتهى الأمر بأن يجدهما أحد غيرك وبرضه يفضحك). أبقِ الورقة الثانية بالذات -برنامج العمل- قريبة منك كى تراجعها خلال العام. فى مثل هذا الوقت من العام القادم أخرج الورقتين مرة أخرى. راجع قائمة الأحلام لترى إن كان فيها تغيير -وصدقنى إن الأحلام تتغير مع الوقت- ثم راجع برنامج عمل العام لترى ما أنجزتَه وما عجزت عن تحقيقه وما تفوقت فيه على توقعاتك. إن كنت قد حققت معظم ما خططت له، فستشعر بالرضا لأنك تقدمت ولو خطوة نحو تحقيق أحلامك البعيدة، وإن كنت قد فشلت فى ما خططت له فستضع يدك على أس المشكلة، وهو أنك إما لا تحسن التخطيط، فتغالى فى تصور ما يمكنك تحقيقه، وإما تقلل من أهمية العقبات، أو لا تلتزم بما تعزم عليه لأنك تنسى أو تتكاسل. فى حالة النجاح -حتى إن لم يكن كاملا- سيعطيك شعورك بالرضا ثقة تدفعك لتخطيط العام الذى يليه كى يأخذك خطوة إضافية نحو أحلامك. وفى حالات الفشل، وإن لم يكن كاملا، سيمكّنك ذلك من تعقب مصدر الفشل وسببه، بدلا من أن ينتابك إحباط عامّ إزاء حياتك وأحلامك وشخصك نفسه. هذا التمرين، أو اللعبة إن شئت، وإن بدا طفوليا للوهلة الأولى، يُحدِث تغييرا هاما فى علاقتك بأحلامك. فبدلا من أن تطاردك هذه الأحلام سرا، يكشفها لك ويضعك أنت فى موقع القيادة إزاءها، ويمنحك فرصة للتخطيط لها بشكل واقعى، أو بَرْوَزتها وحبسها فى قائمة تزورها كل عام وأنت تعلم أنها لن تغادرها. جرّب وقل لى النتيجة فى العام القادم، وكل عام وأنت بخير.