قفزت جرائم القتل في السلفادور هذا الشهر متجاوزة معدلاتها القياسية السابقة ودافعة رئيس البلاد إلى القول بأن عصابات الجريمة تحاول زعزعة استقرار الحكومة. وتضاعف عدد جرائم القتل في مايو إلى أكثر من ضعفين مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي. وقتل 81 شخصا يومي السبت والأحد الماضيين وحدهما. وقال ميجيل فورتين، رئيس وحدة الطب الشرعي بمكتب ممثل الادعاء، إن 356 جريمة قتل حدثت منذ بداية مايو مقارنة مع 174 في الشهر نفسه من العام الماضي، ليتجاوز معدل جرائم القتل المستويات المرتفعة التي سجلها في أوائل 2012 قبل هدنة بين عصابات الشوارع ذات النفوذ في البلد الواقع في أمريكا الوسطى. وأبلغ فورتين الصحفيين بأن 81 جريمة قتل وقعت في عطلة نهاية الأسبوع أرهقت مسئولي الطب الشرعي الذين لم يتمكنوا من مجاراة الطب على التحقيق في مواقع الجريمة. وكانت هدنة بين أكبر عصابتين للجريمة في السلفادور قد ساعدت في خفض معدل جرائم القتل في البلاد في منتصف 2013 ليصل إلى نحو خمس جرائم يوميا - وهو أدنى مستوى في عشر سنوات - من مستوى مرتفع في أوائل 2012 بلغ 14 جريمة يوميا، الذي كان أحد أعلى المعدلات في العالم. لكن بعد المستوى المنخفض الذي سجل العام الماضي بدأ العنف يتزايد مجددا وقفز عدد جرائم القتل في الأشهر الثلاثة الأولى من 2014 بنسبة 44 بالمائة مقارنة مع الفترة المماثلة من العام الماضي إلى وتيرة بلغت نحو 10 جرائم يوميا. وقال فورتين إن معدل جرائم القتل منذ بداية مايو يبلغ 14.3 يوميا. وقال موريسيو فونيس، الرئيس المنتهية ولايته، الذي ينتمي لجبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني اليسارية التي شكلها مقاتلون سابقون بالحرب الأهلية في البلاد، إن بعض العنف على الأقل سببه جماعات لها «دوافع سياسية» وأضاف فونيس قائلا يوم الاثنين في بداية الأسبوع الأخير لإدارته: «هم يريدون إعطاء انطباع بأنه توجد دولة فاشلة غير قادرة على مواجهة الجريمة». ويتولى الرئيس الجديد، سانشيز سيرين، المنصب رسميا يوم الأحد. وكان فاز بأغلبية ضئيلة في جولة الإعادة في مارس على منافسه اليميني نورمان كيخانو، ليصبح أول زعيم سابق للمتمردين ينتخب رئيسا للبلاد. وتركت الحرب الأهلية التي عصفت بالسلفادور بين عامي 1980 و1992 البلد في انقسام مرير وأذكى فوز سانشيز بأغلبية ضئيلة مزيدا من الانقسامات بعد أن زعم كيخانو - الذي ينتمي لحزب أرينا اليميني المتطرف - وقوع مخالفات واسعة ورفض قبول النتائج.