كشفت دراسات علمية جديدة أجريت فى فرنسا وأمريكا وكندا أن عملية التمرد ورفض الخضوع لأوامر السلطة ترجع إلى عام 1961 فى عصر الجريمة الناتجة عن حرب النازية، حيث ظهر اليساريون والمرأة المناضلة والفوضاويون الذين رفضوا الامتثال للأوامر وفضلوا عليها الثورات. وقد أجرى عالم النفس الاجتماعى الأمريكى «ستالى ميلجرام» تجربته التى تحمل اسمه فتبين أن 60 % من الأشخاص الذين أجريت عليهم التجربة وافقوا على الطاعة بينما الثلث رفض الخضوع. وهذا الاكتشاف كان صدمة للباحثين الذين واصلوا أبحاثهم على شخصية الإنسان فعالم الاجتماع الأمريكى «فيليب زمباردو» من جامعة «ستانفورد» الأمريكية ركز على الجرائم فى سجن أبو غريب، وأوضح أن الذين ارتكبوا الجرائم ليسوا أشخاصًا سيئين، وإنما هم موجودون فى مستنقع شرير أو ذي تأثير سيئ، ويعلق على ذلك الباحث الفرنسى «لوران بيجو» فى جامعة «جرونوبل» الفرنسيه بقوله إن هناك مواقف هى التى تؤدى إلى العصيان والتمرد، وهو يركز فى بحثه على شخصية وأيديولوجية الشخص المتمرد، وقد أجرى العالم وفريقه على 80 شخصًا فى 2009 وشاهدوا فى مارس فى مارس 2010 برنامجًا تلفزيونيا على محطة فرانس. ثم أجروا عليهم اختبار «الحياة الكبيرة» الذى يساعد على تحديد خمس نقاط رئيسية فى الشخصية الإنسانية وهى: العقل الواعى – التأديب الذاتى (أى احترام القوانين) – الانفتاح الخارجى (أى الاهتمام بكل ما هو خارج الذات ولطيف مستحب من الآخرين) - ومزعزع الانفعالات والعواطف. إذن فإن الإنسان اللطيف ولديه عقل واعٍ مرتبط بالطاعة والامتثال للأوامر، وهذا ليس بمدهش، حيث إن الشخص الواعى يحترم القوانين ويرضى الآخرين، على عكس ذلك نجد الشخص اليسارى يميل لعدم الرضوخ وإطاعة للأوامر، وخصوصًا المرأة المناضلة، وهذا ليس بالغريب، لأن معظم الدراسات التى أجريت فى هذا الصدد كشفت ذلك، وأن الشخص العاصى أو المتمرد يرى أنه يقوم بعمل بطولى، كما أن الشخص الواعى لديه أمل فى حياة أفضل، وأنه يرى نفسة مؤثرًا ومحبًّا للغير.