رصدت صحيفة " لوس انجلوس تايمز" الأمريكية مرور ثلاثة أشهرعلى المفاوضات مع ايران بشأن برنامجها النووي، مسلطة الضوء على مفاجأة ايران للجميع بحرصها الواضح على التوصل الى اتفاق بهذا الشأن. وذكرت - في تقرير بثته الليلة على موقعها الالكتروني- أن المفاوضين الايرانيين التزموا بجميع تعهداتهم في ضوء اتفاق نوفمبر الموقت، مقدمين عددا من التنازلات حول بعض نقاط الخلاف الرئيسية، بجانب مشاركتهم في عدد من الاجتماعات ذات مستوى عال بدون أي نوع من المشاحنات، التي سادت طيلة عقد كامل من المفاوضات غيرالمثمرة، إذ أن حكومة الرئيس الايراني حسن روحاني تحاول النأي عن أمريكا وحلفائها حول قضية، تعتبر الأكثر أهمية على الإطلاق. وأضافت الصحيفة أن الموضوع ببساطة يتلخص في أن القوى العالمية الست تريد من ايران الحد من تخصيبها لليورانيوم خشية تصنيعها للقنبلة النووية، حيث أن هذه القوى تريد من إيران ان تخفض عدد أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من 19 الف لبضعة الاف، بالرغم من أن ايران تعمل على زيادة الاف أخرى من الأجهزة التي تقول إن استخدامها سيأتي لغرض مدني. ورأت أنه مع استئناف المحادثات المقررة الاسبوع الجاري في فيينا، يبدو أن هناك نزاعا ما يلوح في الأفق كأكبر تهديد لاتفاق نووي شامل بين الجانبين، قبل ال 20 من يونيو القادم كموعد نهائي، وذلك من أجل تخفيف العقوبات الاقتصادية على ايران، والتي قال عنها روبرت اينهورن مستشار وزارة الخارجية الامريكية لشؤون منع الانتشار النووي " إذا تمسكت إيران بمطلبها، لن يكون هناك أي اتفاق". وتابعت الصحيفة موضحة أن هدف القوى العالمية هو تعطيل ايران أكبر وقت ممكن عن تخصيب اليورانيوم اللازم لصنع قنبلة نووية، لو قررت بالفعل العمل على برنامج يقول عنه مسؤولون أمريكيون أنه سيستغرق حوالي شهرين، حيث أن الغرب بحاجة إلى سنة أو أكثر من أجل أن يطمئن على أنه قادر على إيقاف الجهود الايرانية. وانتقلت الصحيفة لتصريحات المسؤولين الايرانيين، والذي جاء على رأسهم المرشد الإيراني علي خامنئي والذي أعلن مرارا وتكرارا بأنه ينوي توسيع، وليس تفكيك، البنية التحتية النووية الإيرانية "البالغ تكلفتها حتى الآن 100 مليار دولار"... كما تعهد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي بتركيب 300 ألف جهاز طرد مركزي إضافي لتخصيب ما يكفي من اليورانيوم كوقود لمحطة "بوشهر" الايرانية، التي تستخدم حاليا اليورانيوم الروسي، وقال إنه يتم الترتيب لإنشاء عدة محطات أخرى على غرار "بوشهر". ورأت "لوس انجلوس تايمز"، أنه من الممكن للبعض أن يرى مثل هذه التصريحات بمثابة مساومات تكتيكية للحصول على عدد من التنازلات والمكاسب من القوى العالمية الست، إلا أن آخرين يرون أن ايران غير راغبة بالفعل في التخلي عن واحدة من اهم انجازات حكومة على خامئني... في هذا الصدد قال جاري سامور كبير مستشاري اوباما بشأن القضايا النووية: " إن الايرانيين ليسوا مخادعين، بالرغم من تلويحهم بأنهم راغبون في تجميد المفاوضات الايرانية، مقابل التخفيف من بعض العقوبات الاقتصادية، ولكن بعد ذلك ستصبح إيران قادرة كأي دولة على بناء مستوى صناعي لها يزيد من قدرتها على التخصيب. وقالت الصحيفة "بالطبع ان انتهاج هذه الطريقة غير مقبول بالمرة لإدارة أوباما وحلفائها، لأنه سيعطي لإيران المهلة اللازمة لتصنيع القنبلة"، مشيرا إلى أن هذا النوع من الاتفاق الذي تريد التوصل اليه سيقيدها لسنتين، وليس لعشر سنوات أو أكثر كما تريد واشنطن وحلفاؤها"... ورأت أن العقبة الأخرى هي أن المفاوضين الايرانيين يريدون رفع العقوبات بشكل دائم بمجرد توقيعهم للعقد، بخلاف ما تريده واشنطن وحلفاؤها من أن تبقى العقوبات معلقة فقط دون إلغائها، لكي يضمنوا تقويض ايران اذ ما أخلّت ببنود الاتفاق.