فى البداية كانت تعبيرات الدهشة وعدم التصديق والهمهمات بين المارة فى الشارع النيويوركى: «هل هؤلاء.. هما.. فعلا؟»، كان المشهد ملفتا للغاية، رجلان تجاوز كل منهما سن الستين ارتديا البدلات السوداء، وربطات العنق الأنيقة، وكل منهما اعتلى صهوة حصان، وسارا وسط الشارع يردان تحيات المارة. لم يتوقع المارة أبدا أن يظهر فى الشارع رجالا بملابس رسمية تليق بسهرة أو احتفال مسائى يمتطون خيولا، وأن يكون من يمتطى أحد الخيول النجم العجوز «هاريسون فورد»، وأن يكون الآخر نجم التوك شو المذيع الأمريكى الشهير «ديفيد ليترمان»، الاثنان فاجآ الجمهور برحلتهما الغريبة فى شوارع وسط مدينة نيويورك كنوع من الدعاية لفيلم «هاريسون فورد» الأخير الذى سيبدأ عرضه نهاية الأسبوع الحالى وعنوانه (رعاة بقر وكائنات فضائية) Cowboys and Aliens، وهو الفيلم الذى يشارك فى بطولته نجم سلسلة أفلام جيمس بوند الممثل «دانيال جريج» وأخرجه «جون فافيرو». وقد يكون «هاريسون فورد» الذى كان قبل رحلته تلك يسجل فى الاستديو مع ليترمان أراد أن يثبت لليترمان وجمهوره أنه ما زال لائقا كنجم حركة، وأراد أن يثبت لكل من انتقد عودته لإكمال سلسلة أفلام «أنديانا جونز» أن هوليوود لن تتخلى عنه ببساطة، ولن تعامله كخيل الحكومة العجوز، فهو ما زال قادرا على العطاء، وما زال نجم أفلام مغامرات وأكشن حتى لو شاب شعره ورسم الزمن تجاعيد الشيوخ على وجهه . وقد هبط الفارسان ووقفا وسط الجمهور لالتقاط الصور والحديث عن الفيلم الجديد، وهو الفيلم الذى يجمع بين عالمين برعت هوليوود فى تقديم عديد من الأفلام عنهما، الأول عالم رعاة البقر الذى أصبح نوعا من السينما يحمل صفات ومميزات خاصة به أهمها هى تلك المعارك المثيرة التى تقوم بين الأشرار والأخيار الذين يركبون الخيول ويتبادلون إطلاق النار بمسدساتهم فى الصحراء وبين الجبال، والنوع الآخر سينما الخيال العلمى عن عالم الكائنات الغامضة التى تحضر من كواكب مجهولة لغزو الأرض، ويروى الفيلم قصة غريبة لمركب فضائى يهبط فى أريزونا عام 1873 فى محاولة لغزو الأرض يبدأ من الغرب الأمريكى.