ما زال الإسبان مُصرّين على إمتاع عشاق الساحرة المستديرة وعلى إضافة مذاق فريد إليها عبارة عن مزيج من المتعة والإثارة والتشويق. فبعد أن تأهل ناديا العاصمة إلى نهائى الشامبيونزليج فى سيناريو هيتشكوكى، تأتى نتائج الليجا هذا الأسبوع بمفاجآت ولا فى الأحلام، تمثلت فى عدم تمكن فرسى الرهان -أتليتيكو مدريد أو الريال- من الفوز على منافسيهما، مما سمح لبرشلونة بالعودة إلى دائرة المنافسة بعد أن كان قد خرج منها حسابيًّا. الجماهير المتابعة لهذه البطولة المجنونة صرخوا من الأعماق «شوَّقنا أكتر شوَّقنا» بعد أن وجدوا أنفسهم مجددًا أمام ثلاثة مرشحين لكل منهم حظوظه وآماله وإن تفاوتت النسب. الخطوط تشابكت والعملية تعقدت بعد مباريات الجولة الماضية التى لخبطت الجميع، ولكننى سأحاول معكم قراءة الوضع الحالى لكل فريق وما النتائج التى تلزمه فى قادم المباريات حتى ينال المراد من رب العباد: - أتليتيكو مدريد: خسر أمام مضيفه ليبانتى بهدفين نظيفين، وكان من الواضح تأثر اللاعبين بالمجهود الكبير الذى بذلوه لتخطى عقبة تشيلسى الأربعاء الماضى. خرج المدير الفنى سيميونى بتصريح محترم قال فيه إن خسارة فريقه تعتبر شيئًا جيدًا لجماهير كرة القدم لأنها ستزيد الصراع على لقب الدورى وستضفى على باقى الليجا مزيدًا من المتعة، ولم ينسَ الإشادة الشديدة بمنافسه الذى تفوق واستحق الفوز! - الروخى بلانكوس يمتلك 88 نقطة ويتبقى له مباراتان، إحداهما أمام مالاجا فى مدريد، والثانية أمام برشلونة فى الكامب نو. يحتاج إلى الفوز فى الأولى ويكفيه التعادل فى الثانية لكى يصل إلى النقطة 92 التى ستضمن له البطولة دون انتظار نتائج منافسيه.. هو الوحيد بينهم الذى يملك تحديد مصيره بنفسه. - ريال مدريد: أضاع فرصة ذهبية للاقتراب بقوة نحو المركز الأول بعد أن تعادل على أرضه الأحد الماضى أمام خفافيش بالنسيا الذين لعبوا مباراة العمر وتقدموا مرتين قبل أن يتعادل الدون كريستيانو بكعبه فى الدقيقة 92! الفريق لديه 83 نقطة وأمامه ثلاثة لقاءات -أحدها كان مؤجلًا- اثنان خارج ملعبه والثالث فى السانتياجو. كى يتوج بطلًا يلزمه أولًا الفوز بها جميعًا ليصل إلى الرقم السحرى 92 ثم سينتظر أن يخسر أتليتيكو ثلاث نقاط، ولن يكون مهمًّا وقتها نتائج البارسا. لن يفيده التساوى فى عدد النقاط مع الروخى بلانكوس الذى ستكون له الأفضلية بحساب نتائج مباراتيهما معًا. - البارسا: ما زال مُصرًّا على إضاعة اللقب بيديه وما زال مصممًّا على رفض هدايا منافسيه! فرّط فى تقدمه أمام خيتافى المتواضع الذى سجل فى آخر اللحظات ليفرض نتيجة التعادل التى كانت قد أنهت تمامًا حلم البارسا فى الليجا قبل أن يتجدد أمله الضئيل بعد نتائج منافسيه المخيبة. برشلونة لديه 85 نقطة وأمامه مباراتان، الأولى أمام ألتشى خارج ملعبه، والثانية على أرضه أمام أتليتيكو مدريد. يحتاج طبعا إلى الفوز بهما ثم سينتظر تعثر الريال أو تعادله فى أى لقاء.. وقتها سيصبح البارسا الملك المتوج وستردد الجماهير: سبحان العاطى الوهاب!