تحولت مقابر الدقهلية من اماكن لتكريم الموتي الي مرتع لمتعاطي المخدرات ومعتادي ممارسة الرزيلة وسط غياب كامل من اجهزة الدولة التي تركت تلك المقابر نهبا للبلطجية واللصوص والمنحرفين. تجولنا داخل مقابر العيسوى بمدينة المنصورة فاذا بكميات هائلة من السرنجات التى تبين فيما بعد انها لاشخاص يتعاطون العقاقير المخدرة فلا عن كميات كبيرة من فوارغ العقاقير المخدرة وبقايا ما يترك من مخلفاات الاعمال المنافية للاداب. يقول عبدالرحمن توحيد " صاحب مقبرة " جئت اليوم لتركيب بوابة حديدية جديدة بعد ان تم سرقة بوابة القبر وانتزاعها بالكامل بواسطة عدد من حرامية الخردة الذين ياتون فى اليل ويقومون بسرقة المعادن مضيفا ان المقابر فى الليل تكون مظلمة نتيجة كم الاهمال الشديد الذى لحق بها على ايدى التنفيذيين الذين تركوا تلك المنطقة مرتعا للبلطجية وتجار المخدرات . وفى مفابر طلخا فتجد مناطق مضيئة تقع تحت حراسات امنية كونها منطقة بها محطات للضغط العالى تابعه لهيئة الكهرباء ومناطق اخرها مظلمة يسكنها البلطحية وتحار المخدرات الذين يظهرون فى الليل. يقول احمد محمد جعفر " احد سكان مدينة طلخا " ان المقابر تحولت الى منطقة معروفة للاتجار بالمواد المخدرة خاصة مع خوف قوات الشرطة دخولها ليلا لدرجة ان عددد كبير من تجار المخدرات اصبحوا يقومون بمزاولة نشاطهم داخل تلك المقابر ويرتاد عليهم كل من يريج قضاء حاجتة من اقراص مخدرة او بانجو وحشيش وخلافة من المواد المخدرة مضيفا ان الرقابة من قبل مسؤولى مجلس المدينة انعدمت تماما لدرجة ان عدد من الجمعيات الخيرية واصحاب المقابر تبنوا عملية تجديد شوارعها واضاءتها بعدما اهملها المسؤولون وتجاهلوا دورهم المنوط بة بالاهتمام بتلك الاماكن وعدم جعلها مرتعا للبلطجية وتجار المخدرات وكل من سالت لة نفسىة ان ينتهك حرمات الموتى. اما فى مقابر قرية دقادوس "مسقط راس الشيخ محمد متولى الشعراوى بمركز ميت غمر فتجد مقابر تحولت الى مساكن يسكنها الاهالى فبدلا امن ان تكون منازل للاموات اصبح يحتضنها الاحياء نتيجة قلة الرزق وعدم القدرة على متاعب الحياة والغلاء. تقول نعمة عبد الرحمن اقيم بتلك الغرفة منذ اكثر من 30 عاما فلا ماوي ولا ملجأ اخر لى حتى اعيش فاصبحت اسكنها انا واولادى وازواجهم وابنائهم حتى استطاعنا تكوين مجتمع خاص بنا وسط المقابر. واضاف نجلها " أحمد ان الحكومات تتسابق علي الكراسي والمناصب وغيرهم يفتقرون الي اهم وابسط اساسيات الحياة الادمية وكانهم مواطنون " درجة تانية " علي حسب وصفه مطالبا من المسئولين والجهات المعنية التدخل والنظر في حياة الاحياء بالقبور بين الموتي وتوفير سكن ادمي لهم. واشارت زوجه نجلها انها تزوجت وعاشت بتلك الغرفة منذ بداية زواجها وانجبت 4 اولاد هنا وسط الموتي واليوم كبرت ابنتها واصبحت عروسة وستخرج لبيت زوجها مشيرة الي انهم سيقيمون حفل زفافها بالمقابر ايضا لضيق ذات اليد وقالت " احنا اتعودنا علي الحياة دي هنخاف من ايه واحنا مننا لربنا ونيتنا سليمة ". واوضحت إبنتها " تحية " ان زوجها " علي باب الله " ولايوجد لهم ماوي اخر سوي الحياة بين الاموات موضحة انه لم يقدم احد من المسئولين بكافة الوزارت والحكومات الماضية للتحدث اليهم او التعرف علي مشاكلهم واحتياجاتهم واقتصرت المساعدات المقدمة اليهم من الجمعيات الخيرية والخدمية فقط فياتون لتفقد حالتهم والتحدث اليهم ويقدومن اليهم يعض من المساعدات المادية كالاموال او الملابس وغيرها مشيرة الي ان نجلها " هاني " يعاني من ضعف بالسمع ومشاكل اخري بصمام القلب وتضطر للذهاب به الي مستشفي الاطفال بالمنصورة ثلاثة مرات اسبوعيا قائلة " مش عاوزة حاجةة من الدنيا غير علج ابني خت لو هعيش في المقابر باقي العمر ". من جانبه قال ناجي عبد الحميد احد ابناء القرية ان فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى كان دائم التردد علي القرية بإستمرار خاصة في المواسم والاعياد وقام بإنشاء مشاريع عدة منها مجمع الشعراوي الذي يتكون من دار حضانة وعيادة طبية وملحقا لتحفيظ القران ولجنة زكاة بالإضافة الي المعهد الديني الازهري والمدرسة الإبتدائي ومسجد الاربعين والملقب بالجامع الكبير مشيرا الي ان نجله عبد الرحيم الوحيد الذي ظل مقيما بالقرية حتي وفاته وكان يحيي ذكري الشيخ بمولدا يحمل اسمه وتوقف مع وفاته لان اهل القرية كان يرون في المولد شيئا من المجون واكتفوا فقط بحلقة ذكر اشبه بأمسية دينية تقام بالمعهد الازهري في ذكري وفاته ويحضرها اولاده وعدد من المقرئين ورجال الازهر وتلقي بها خطبا وتواشيح دينية مضيفا ان الامام عند وفاته طلب من ذويه ان يدفن بمدافن المساكين والفقراء إلا انهم قاموا ببناء ضريح ومقام له يبعد امتارا قليلة عن مقابر دقادوس والتي يعيش بها من لا مأوي لهم. وذكر ماجد منصور ان الشيخ كان كان بدأ في بناء مستشفي لخدمة المحتاجين وتم التوقف عن استكملها عقب وفاته مناشدا الجهات المسئولة بالتدخل واستكمال المستشفي لخدمة اهالي قرية دقادوس ومركز ميت غمر بأكملها والنظر بأحوال الفقراء والمساكين وتوفير سكن ادمي لهم.