سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. قرية الشيخ الشعراوي.. هنا يسكن الأحياء القبور
أسرة تسكن المقابر منذ 30 سنة: "إحنا مواطنين درجة تانية.. وهانعمل فرح بنتنا داخل المقابر لقلة ذات اليد"
يعيشون ويقومون بكل طقوس الحياة اليومية من مأكل ومشرب وقضاء حاجة وعلاقات زوجية... أطفال يلعبون ويلهون بين قبور الموتى.. تلك المأساة التى تحياها عائلة الحاجة نعمة المكونة من سبعة أفراد يعيشون جميعهم بغرفة بمقابر قرية دقادوس التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية والتي تبعد أمتارًا قليلة عن مقام الإمام محمد متولي الشعراوى أحد أبناء القرية. تقول الحاجة نعمة عبد الرحمن إنها مقيمة بتلك الغرفة منذ أكثر من 30 عامًا فلا مأوى ولا ملجأ آخر لها تعيش بتلك الغرفة هي وأولادها وزوجاتهم وأحفادها حتى استطاعوا تكوين مجتمعهم الخاص وسط المقابر. وأكد نجلها أحمد أن الحكومات تتسابق على الكراسي والمناصب وغيرهم يفتقرون إلى أهم وأبسط أساسيات الحياة الآدمية وكأنهم مواطنون "درجة تانية " على حسب وصفه، مطالبًا من المسئولين والجهات المعنية بالتدخل والنظر في حياة الأحياء بالقبور بين الموتى وتوفير سكن آدمي لهم. وأشارت زوجه نجلها إلى أنها تزوجت وعاشت بتلك الغرفة منذ بداية زواجها وأنجبت 4 أولاد هنا وسط الموتى واليوم كبرت ابنتها وأصبحت عروسة وستخرج لبيت زوجها مشيرة إلى أنهم سيقيمون حفل زفافها بالمقابر أيضًا لضيق ذات اليد، مضيفة "إحنا اتعودنا على الحياة دي هنخاف من أيه وإحنا مننا لربنا ونيتنا سليمة". وأضافت ابنتها "تحية" أن زوجها "على باب الله" ولا يوجد لهم مأوى آخر سوى الحياة بين الأموات، موضحة أنه لم يقدم أحد من المسئولين بكل الوزارت والحكومات الماضية للتحدث إليهم أو التعرف على مشاكلهم واحتياجاتهم واقتصرت المساعدات المقدمة إليهم من الجمعيات الخيرية والخدمية فقط فيأتون لتفقد حالتهم والتحدث إليهم ويقدمون إليهم بعض من المساعدات المادية كالأموال أو الملابس وغيرها. وأوضحت أن نجلها "هاني" يعاني من ضعف بالسمع ومشاكل أخرى بصمام القلب وتضطر للذهاب به إلى مستشفي الأطفال بالمنصورة ثلاثة مرات أسبوعيًا، قائلة: مش عاوزة حاجة من الدنيا غير إني أعالج ابني حتى لو هاعيش في المقابر باقي العمر. من جانبه، أكد ناجي عبد الحميد -أحد أبناء القرية- أن دقادوس تعد مسقط رأس الشعراوي كان دائم التردد على القرية باستمرار خاصة في المواسم والأعياد وقام بإنشاء مشاريع عدة منها مجمع الشعراوي الذي يتكون من دار حضانة وعيادة طبية وملحقًا لتحفيظ القران ولجنة زكاة، بالإضافة إلى المعهد الديني الأزهري والمدرسة الابتدائي ومسجد الأربعين والملقب بالجامع الكبير، مشيرًا إلى أن نجله عبد الرحيم الوحيد الذي ظل مقيمًا بالقرية حتى وفاته وكان يحيي ذكرى الشيخ بمولد يحمل اسمه وتوقف مع وفاته لأن أهل القرية كان يرون في المولد شيئًا من المجون، واكتفوا فقط بحلقة ذكر أشبه بأمسية دينية تقام بالمعهد الأزهري في ذكرى وفاته، ويحضرها أولاده وعدد من المقرئين ورجال الأزهر وتُلقى بها خطب وتواشيح دينية. وأضاف أن الإمام عند وفاته طلب من ذويه أن يدفن بمدافن المساكين والفقراء إلا أنهم قاموا ببناء ضريح ومقام له يبعد أمتارًا قليلة عن مقابر دقادوس والتي يعيش بها من لا مأوى لهم. وذكر ماجد منصور أن الشيخ كان بدأ في بناء مستشفى لخدمة المحتاجين وتم التوقف عن استكملها عقب وفاته، مناشدًا الجهات المسئولة بالتدخل واستكمال المستشفى لخدمة أهالى قرية دقادوس ومركز ميت غمر بأكملها والنظر بأحوال الفقراء والمساكين وتوفير سكن آدمي لهم. شاهد الصور :