"الرسالة التي بعثتها فتح وحماس للعالم: انتهى عصر فلسطين المنقسمة"، هكذا بدأت صحيفة "هآرتس" العبرية افتتاحيتها معلقة على اتفاقية المصالحة بين الحركتين الفلسطينتين مضيفة أن " الطريق لتأسيس حكومة موحدة مليئة بالألغام، إلا أن الظروف التي تمر بها فتح وحماس تساهم في تحقيق المصالحة السياسية". وأوضحت أن تصريحات اسماعيل هنية رئيس حكومة غزة الاحتفالية عن نهاية عهد الانقسام ومباركته لمحمودعباس على اتفاق المصالحة هي فقد بداية تطبيق اتفاقيات المصالحة الموقعة في مايو 2011 ، لافتة إلى أن هذه التصريحات "تهدف إلى إيصال رسالة قوية إلى الحكومة الإسرائيلية والحكومة الأمريكية، بأن فلسطين لم تعد منقسمة، وأن من يريد سلاما مع الشعب الفلسطيني ويسعى لانهاء الصراع لا يمكن أن يستبعد وجود حماس وغيرها من المنظمات". لكن الصحيفة العبرية أشارت إلى أن الاتفاق المبدئي للمصالحة بين الجانبين لا يحل مسألة نزع الأسلحة التي تملكها حركة حماس، وخضوع قواتها المسلحة لقيادة عسكرية موحدة، وتوزيع ميزانيات المعونات بشكل يسمح لحماس بتمويل مؤسساتها، ولا يضع حلا أيضا لعملية إجراء الانتخابات الفلسطينية القادمة. ولفتت "هأرتس" إلى أن ما دفع حماس إلى المصالحة هو عدة أسباب منها الضائقة الاقتصادية والسياسية التي تمر بها وخلو خزانتها المالية ، والحصار الذي تفرضه القاهر على غزة والعلاقات المتدهورة مع إيران والضغط الداخلي في القطاع نفسه، كل هذا دفع الحركة إلى اتفاق المصالحة. وختمت افتتاحيتها بالقول " إذا استمر المصالحة في طريقها، سستطيع عباس حينها إصلاح الخطأ التاريخي الذي وقع به حينما ابتعدت غزة عن سيطرته واستيلاء حماس عليها، وحتى إذا لم يصل لاتفاق سلام مع تل أبيب، فعلى الأقل سيصبح في نظر الفلسطينيين الشخص الذي وحد شعبهم". وأضافت " على الصعيد العملي سيضطر عباس إلى التعامل مع رد الفعل الإسرائيلي على مصالحته لحماس، فبالرغم من أن يعلن أن اتحاده مع حماس لا يتنافى مع مفاوضات السلام، إلا أن تل أبيب لا ترى ذلك، وتعتبر ما حدث انتهاكا لاتفافية أوسلو وخروج عن قواعد اللعبة، أما فيما يتعلق بالولاياتالمتحدة، فهل ستقبل على نفسها التعامل مع حكومة فلسطينية تضم بين أعضائها ينظر لهم على أنها أفراد منظمة إرهابية". وأجابت عن السؤال بالقول إن "الولاياتالمتحدة سمحت لنفسها بالتعاون مع حكومة لبنان التي من بين أعضائها أفراد تابعين لحزب الله، كما أنها ساهمت في المصالحة بين حكومة أفغانستان وبين فصائل طالبان، وساعدت تنظيمات راديكالية اسلامية في سوريا". بدورها توقعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية ألا تصمد المصالحة الفلسطينية؛ موضحة في تقرير لها أنه "مع خوض الطرفين في التفاصيل يمكن أن تظهر خلافات قد تهدد الاتفاق بينهما". وأضافت أن "المستوى السياسي في إسرائيل ليس واثقا بعد بأن اتفاق المصالحة حقيقي"، ونقلت عن مصادر سياسية قولها "علينا أن ننتظر ونرى ماذا سيحصل بعد ذلك، لقد شهدنا في السابق محاولات مماثلة، قد يكون كل ذلك مجرد استعراض لا أكثر"، لافتة إلى أن رام الله بعثت ب"رسالة طمأنة لإسرائيل في أعقاب التوقيع على اتفاق المصالحة وأنه لا يشكل تناقضا مع المفاوضات". وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن "هناك بعض القضايا التي ستشكل حجر عثرة أمام المصالحة؛ كمصير الأجهزة الأمنية التابعة لحماس، وهل ستحل أم ستدمج في أجهزة السلطة؟"، مضيفة "هل ستوافق حماس على الاعتراف باتفاقات أوسلو التي وقعتها منظمة التحرير حينما تنضم لها؟". صحيفة معاريف العبرية ذكرت من جانبها أن الخارجية الإسرائيلية تشك في تحقق المصالحة الفلسطينية خاصة مع ضبابية الاتفاق بين فتح وحماس وصياغته بخطوط عامة". ولفتت إلى أن القسم الاستخباري بالخارجية الإسرائيلية يرى أن "الاتفاق يعيد الذاكرة إلى تفاهمات سابقة تم التوصل إليها بين الجانبين ولم تنفذ"، وأنه "برغم التقاء المصالح وأجواء التفاؤل إلا أنه لا زالت هناك أجواء شك وعدم ثقة بين فتح وحماس. والطرفان بعيدان عن رأب الصدع فيما بينهما".