1- مقالى، فى انتظار دراكيولا، تحدث عن صفقة الإخوان والعسكر وأننا نعيش الآن مرحلة «اللمسات النهائية» باختيار الرئيس الذى تريده المؤسسة العسكرية ودعم الإخوان له. فى اليوم التالى مباشرة صرح محمود غزلان بأن الإخوان يبحثون عن مرشح رئاسى «من خارج الأسماء المطروحة» لكى يمنحوه تأييدهم. وبدأت حملة «أخرى» ضد البرادعى من قناة «الناس» ومن مصطفى بكرى، ومنع عبد المنعم أبو الفتوح من إجراء حوار على التليفزيون الرسمى. ترقبوا رجلا يظهر قريبا يملأ الأرض جورا وظلما، بعد أن ملئت جورا وظلما. 2- أو يكون غرض المؤسسة العسكرية من ملء الأرض بالذعر، بعد الظلم والجور، التمهيد لمرشحها على أنه الملاذ الوحيد من الخراب، على أنه المخلص والمنقذ. هذه الوسيلة مكتوبة فى كل كتالوجات حكم العسكر، فى الفصل الأول المعنون: «قبل أن تبدأ». 3- ثم إننى أتساءل كيف ندعى أننا نخوض انتخابات حرة، بينما جهاز الدعاية الرسمى فى يد جهة معينة تمنع عنه من المرشحين من شاءت وتسمح لمن شاءت؟ كيف سنخوض انتخابات حرة إذا كان من الممكن منع مرشح رئاسى كعبد المنعم أبو الفتوح من إجراء حوار تليفزيونى؟! كيف؟ لا بد أن يكون الجهاز الإعلامى الرسمى فى يد طرف «ثالث». 4- حصول الإسلامجيين على الأغلبية البرلمانية له جانب إيجابى. أنه يضعهم فى خانة أصحاب مصلحة فى الحد من نفوذ العسكر فى الصراع السياسى (إلى درجة معينة). لا يغرنكم تحالفهم الحالى مع العسكر، إحنا ماشفناش حاجة، لو انهزموا لتحالفوا مع العسكر تماما، ولسمعت نفس تصريحات قادتهم التى يعرضون فيها خدماتهم «فى التطهير» ولكن على مستوى أوسع. 5- إخواننا الغاضبون من المجلس العسكرى بسبب ما يروجه عن مؤامرات لتقسيم مصر، بعضهم أنكر على من انتقدوا «محمد حسنين هيكل» ونظرياته اللوذعية عن الثورات العربية. انظروا جيدا: ليس ثمة فرق بين طرحه وطرح العسكر وطرح بكرى وطرح توفيق عكاشة إلا فى اللغة المستخدمة. توقفوا عن عبادة الأوثان يرحمكم الله. لا فرق بين العصا التى تضربك والعقل الذى نشر الفكرة التى تبرر ضربك. 6- بعض الإسلامجيين يعتبرون السياسة رجسا كالزنى، لكنهم لا يفعلون شيئا لتطهيرها سوى البسملة قبل «الإيلاج» والتكبير قبل القذف. 7- فوز عمرو الشوبكى فى الدائرة التى تضم إمبابة (والعجوزة والدقى) يلفت أنظارنا إلى تعدد مستويات الاختيار عند الناخب، ويؤكد لنا مرة أخرى أن الناس تنتخب من تعرفه. نفس المنطق الذى اختاروا به حزبى الحرية والعدالة والنور. 8- أمامهم شخص يشد بشرا من شعورهم، ويركلهم ويضربهم حتى وهم مصابون. بغض النظر عن الظروف الأخرى. هل يحتاج فعل كهذا إلى نبى لكى يدينه؟ إن المستوى الأخلاقى الذى كشفت عنه الأيام السابقة لا يجعلنا نتساءل كيف نرد على ادعاءات البعض، بل من أين نأتى بأحذية نسد بها أفواههم. لا تفهمينى خطأ. ليس هذا قمعا. بعض المناقشات لا طائل من ورائها، ولا ينبغى لك أن تخوضيها، بل أن تقولى لمجادليك «سلاما». نستطيع أن نختلف حول الفرعيات المتعلقة بإنسان ما. لكننا لا نستطيع أن نتجادل حول كونه إنسانا أم أرنبا. هذا مضيعة للوقت. فى موقف المواطنين الذين ضربوا فى قصر العينى حتى وهم منهارو القوى ومستسلمون تماما: لو كان هذا المضروب كلبا أو قطة لما تقبل الحس السليم ضربه بهذه الطريقة. ولا عزاء للبشر. انتهت الجملة. 9- حين كنت مراهقا، كانت وسيلتنا إلى الهروب من القناة الأولى وكتب التربية القومية الموجهة هى ميكروفونات المساجد، الوسيلة الوحيدة لتقديم خطاب مختلف. الآن صارت وسيلتنا للهروب من القناة الأولى ومن كتب التربية القومية ومن الخطاب السياسى المقدم من ميكروفونات المساجد هى فيسبوك وتويتر وصحافة المواطنين. إنها يا إخوانى حقبة جديدة، وستثمر بعد حين. التاريخ لن يتوقف، المجد للإنسان، إلا بالنسبة للجالسين أمام القناة الأولى.