لم تتخلص الدراما حتى الآن من عار العنصرية والسخرية من البشر لأسباب تتعلق بجنسهم أو بلون بشرتهم أو عيوب خاصة بشكلهم، كالسمنة والقصر وضعف السمع والخرس، وكل هذه العاهات المرضية لا يليق السخرية منها، كما لا يليق بالدراما التى ترتقى بوجدان ومشاعر المشاهد أن تتدنى لتتسول ضحكة مشاهد بإفيه على فتاة بدينة، أو شخص أسمر البشرة، أو صعيدى قادم من الريف للمدينة. من مساوئ الصدف أن إحدى شخصيات مسلسل «كيد النسا» فتاة بدينة يسخر منها كل عابر سبيل فى المسلسل، بينما بطلتا المسلسل سمية الخشاب وفيفى عبده أنفسهما لديهما مشكلة كبيرة مع البدانة؟ ألم يسمع صُناع المسلسل وبُدناؤه المثل الذى يقول «اللى بيته من زجاج مايحدفش الناس بالطوب». من مساخر المسلسل أن تواجه سمية الخشاب ببدانتها فتاة بدينة فى مشاجرة بالحارة لتسخر منها وتصفها بجبل المقطم يتحرك على الأرض! السخرية من البدانة تتركز فى المسلسل فى شخصية كريمة، وهى واحدة من بنات المعلمة كيداهم الثلاث، وهى شخصية يتلخص دورها فى المسلسل فى التهام كل أنواع الطعام وبكميات كبيرة مبالغ فيها، لا توجد فى مشهد إلا وبصحبتها أطباق الطعام الكثيرة، ويتفنن الممثلون فى تحيتها بالإفيهات الساخرة والمهينة كلما ظهرت فى مشهد ما، بل إن السيناريو يقيم حفلات سخرية على بدانتها بمشاهد خاصة من حين لآخر. وفى مسلسل «مسيو مبروك» نرى شيئا مشابها تقوم به الممثلة نورا السباعى التى تعتمد على بدانتها المفرطة فى التمثيل، وهى لا تقوم بتجسيد شخصية بدينة فى أحداث الحياة العادية، بل إن بدانتها هى مادة التندر والسخرية والإفيهات فى المسلسل، فهى تقوم بدور فتاة بدينة اسمها «خزينة»، وكما نلاحظ الاسم فى حد ذاته تكريس للإهانة، وهى ابنة كريمة مختار والزوجة الثانية التى يتزوجها المدرس رمضان مبروك بعد زوجته الأولى نسرين إمام. لا يخلو مسلسل «الزناتى مجاهد» من السخرية من شخصية الصعيدى التى تظهر فى غاية الغباء طوال الحلقات، ويعيد سامح حسين إنتاج شخصية الصعيدى من تراث الدراما النمطى الذى يقدم الصعيدى دائما مرادفا للشخص الساذج قليل الذكاء.