هانم رحلت عن عالمنا ولكن مازالت أعمالها خالدة تنير زمن الفن الجميل، فتافيت السكر التي وضعت مذاقها الرائع في كل عمل شاركت فيه؛ إنها الراحلة "زوزو ماضي". ولدت فتنة داوود سليمان أبو ماضي الشهيرة ب"زوزو ماضي" في 14 ديسمبر عام 1914 في محافظة بني سويف، ودرست بإحدى المدارس الفرنسية، وأجادت العزف على البيانو منذ نعومة أظافرها، ولكن طفولتها هذه لم تدم طويلا، فقد تزوجت من ابن عمها في سن صغير جدا، وأصبحت أم لطفلين في الخامسة عشر فقط من عمرها. قدّمت زوزو ماضي أولى تجاربها السينمائية عام 1938 بفيلم "يحيا الحب" مع الفنان الراحل محمد عبد الوهاب والقديرة ليلى مراد،ثم التحقت بفرقة خليل مطران، ومنها إلى فرقة رمسيس عام 1940، وقدّمت أفلاما رائعة أثرت تاريخ السينما المصرية، كما قدّمت عددا من المسرحيات، وصل عددها إلى 70 مسرحية، كان أبرزها: "أوديب ملكا"، و"الست هدى"، و"قطر الندى"، و"بنات الريف"، و"لوكاندة الأنس"، وغيرها، كما قدمت عددا من المسلسلات التليفزيونية والإذاعية؛ منها: "نادية"، و"شيء في صدري". استطاعت زوزو ماضي التحرر من حياتها الزوجية التي فرضت عليها في سن صغير، و عام 1955 التقت في إحدى السهرات برجل أعمال اسمه كمال عبد العزيز وتزوجت منه بعد عشرة أيام فقط، إلا أنها ولسوء الحظ ألقي القبض عليها وزوجها الذي لم تكن تعرف عن عمله شيء، واتضح أنه كان ينضم لعصابة تجارة وتهريب المخدرات، فقضت 9 أشهر في الحبس إلى أن ظهرت براءتها عام 1957، ويذكر أنها قامت بتوزيع كل ملابسها على المسجونات قبل مغادرتها السجن. فتافيت السكر هانم قدّمت عددا من الأفلام الرائعة؛ كان أبرزها: "سيدة القصر"، و"موعد على العشاء"، و"الخروج من الجنة"، و"سكر هانم"، و"لقمة العيش"، و"الطريق المسدود"، و"المجرم"، و"قلوب حائرة"، وكان "القضية رقم واحد" هو آخر أفلامها. رحلت زوزو ماضي عن عالمنا في مثل هذا اليوم (9 أبريل) عام 1982.