تعيين عمر سليمان وشفيق أبرز التطورات كلف الرئيس المصري حسني مبارك اليوم السبت 29/1/2011 الفريق أحمد شفيق بتشكيل حكومة جديدة بعد وقت قصير من أداء عمر سليمان مدير المخابرات العامة اليمين الدستورية كنائب للرئيس في وقت تزداد فيه جموع المحتجين في المدن المصرية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس مبارك، فيما ردد المتظاهرون هتافات تندد بتعيين عمر سليمان نائباً لرئيس الجمهورية. ويتخوف المصريون من عودة العسكر إلى الحكم خصوصاً وأن عمر سليمان وأحمد شفيق كليهما من المؤسسة العسكرية وتزداد المخاوف من تكرار التجربة السابقة التي جعلت العسكر يمسكون بزمام الحكم في مصر منذ قيام الثورة المصرية، فيما تظل الحلول الترقيعية غير مقنعة للمصريين الذين تزداد أعداد المحتجين على مدار الساعة في مختلف المحافظات المصرية. وقد أعلن الجيش المصري أن القوات المسلحة تلقي القبض على خارجين عن القانون في مناطق مصر الجديدة ومدينة نصر والمعادي والقاهرةالجديدة. وتوالت الأحداث سريعاً خلال يوم السبت بعد "جمعة الغضب" التي شهدت تحولاً في سير الأحداث في الداخل والخارج، بعد خطاب الرئيس مبارك الذي جاء مخالفاً لتوقعات الشارع المصري. فقد أعلن التلفزيون المصري اليوم السبت أن أمين التنظيم في الحزب الوطني الديمقراطي أحمد عز قدم استقالته وقال أن الاستقالة قبلت، وقد لعب دوراً بارزاً في تزوير انتخابات مجلس الشعب التي أجريت العام الماضي كما أنه المهندس الفعلي لسياسات الحزب الحاكم. ونفت الفضائية المصرية صحة الأنباء التي ترددت عن سفر نجلي الرئيس مبارك علاء وجمال مبارك إلى العاصمة البريطانية، فيما قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إن أسر الدبلوماسيين الإسرائيليين في مصر ونحو 40 إسرائيلياً جرى إجلاؤهم من القاهرة على متن طائرة خاصة يوم السبت. واستمر آلاف المحتجين المصريين يجوبون الشوارع بعد الساعة الرابعة مساء وهو الموعد الذي حددته السلطات لبدء سريان حظر التجول متحدين بذلك تحذير الجيش بأن كل من سيظل في الشوارع سيعرض نفسه للخطر. ورغم إعلان التلفزيون المصري حظر التجوال في القاهرة والإسكندرية والسويس لتبدأ من الرابعة عصراً إلى الثامنة صباحاً إلا أن المواطنين تجمعوا بمئات الآلاف في الساحات العامة وخصوصاً في ميدان التحرير وسط القاهرة. وقدم مجلس الوزراء المصري بالإجماع استقالته تنفيذاً لخطاب الرئيس المصري في وقت متأخر مساء الجمعة. على الصعيد الداخلي ودعا د. محمد البرادعي أحد أقطاب المعارضة المصرية الرئيس مبارك للتقاعد ووضع إطار لانتقال السلطة كحل وحيد لإنهاء الاضطرابات التي هزت مصر خلال الأيام الماضية. وعبر عن خيبة أمله لخطاب مبارك الذي قال إنه كان "محبطاً للشعب بكافة طوائفه"، ووصف نظام مبارك بأنه "فشل في تحقيق مطالب الشعب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأضاف "نود أن نبني مصر جديدة تقوم على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، المطلب الأساسي أن الرئيس مبارك يعلن صراحة أنه سيتقاعد أو أنه لن يرشح نفسه مرة أخرى". وأضاف "يجب أن نضع الإطار لمرحلة انتقالية ينتخب فيها رئيس مهمته الأساسية وضع دستور جديد ديمقراطي وبعد ذلك تتم انتخابات برلمانية وتبدأ مصر عهداً جديداً وتلحق بركب الحضارة في أن تكون دولة الشعب فيها السيد والحاكم". ذكرت مصادر أمنية ثمانية من نزلاء سجن أبو زعبل المصري شمالي القاهرة قتلوا يوم السبت برصاص قوات الأمن وأن 123 آخرين أصيبوا خلال محاولتهم الهروب من السجن. وفي وقت سابق قالت مصادر أمنية إن نحو ألف شخص فروا من أماكن الاحتجاز في أقسام شرطة مصرية اقتحمها محتجون ونهبوها وأحرقوا أغلبها. وقالت قناة الجزيرة أن ثلاثة أشخاص قتلوا يوم السبت خلال محاولة نحو ألف محتج اقتحام مبنى وزارة الداخلية في وسط القاهرة. وقال شهود عيان أن محتجين في محافظة أسوان أقصى جنوب مصر أحرقوا مقر الحزب الوطني الحاك في مدينة أدفوا واقتحموا مقر البنك الأهلي المصري في مدينة كوم أمبو. وأجبر الجيش المصري المئات من المحتجين على التراجع عن مهاجمة مدخل مبنى تابع للبنك المركزي في إحدى ضواحي القاهرة حيث تطبع فيه العملة الوطنية. واستأنفت شبكات هواتف المحمول في شتى أنحاء العاصمة المصرية خدماتها بعد أن انقطعت قبل يوم من الاحتجاجات، إلا أن الرسائل النصية لم تعمل بعد. وشكل المواطنون لجان شعبية لحماية الأحياء السكنية على الأرض ويتعاملون بكل حدة مع كل أعمال البلطجة ويقومون بحماية المنازل والمنشآت العامة وقاموا بتنظيم الطرقات، ووجهوا أصابع الاتهام لمن يقومون بأعمال النهب والسلب لمجموعات بلطجية تتبع للشرطة السرية ولمجموعات البلطجة التي قامت بتزوير الانتخابات البرلمانية الماضية. المواقف الدولية حث رئيس الوزراء الياباني ناوتو الرئيس المصري حسني مبارك على بدء حوار مع شعبه، وتوقع أن تبدأ الحكومة المصرية حواراً مع كثير من الناس على ا لفور وأن تبدأ إصلاحات وتنشئ إدارة بطريقة تكسب تأييداً عريضاً ومشاركة من جانب الشعب. وقال في كلمة أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إنه يوجه ندائه لأن اليابان لها تاريخ من العلاقات الطيبة مع مصر، وأضاف "إن الدول غير المستقرة سياسياً مثل مصر يجب أن تعيد التواصل مع الذين تم إهمالهم.. الدول غير المستقرة سياسياً، إذا تركت التعساء تعساء فسيجلب هذا اضطرابات سياسية". فيما دعا هيرمان فان رامبوي رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي إلى إنهاء العنف في مصر وإطلاق سراح لمعتقلين السياسيين في بيان صدر السبت 29-1-2011. وقال البيان "أنا أدعو إلى وقف إراقة الدماء وإطلاق سراح جميع المحتجزين ومن فرضت عليهم الإقامة الجبرية لأسباب سياسية ومنهم شخصيات سياسية وبدء عملية الإصلاح الضرورية". وأعرب الملك عبد الله العاهل السعودي عن مساندته للرئيس المصري حسني مبارك في مواجهة احتجاجات المصريين. ونقلت الوكالة السعودية عن العاهل السعودي قوله "إن مصر العروبة والإسلام لا يتحمل الإنسان العربي والمسلم أن يعبث بأمنها واستقرارها بعض المندسين باسم حرية التعبير بين جماهير مصر الشقيقة واستغلالهم لنفث أحقادهم تخريباً وترويعها وحرقاً ونهباً ومحاولة إشعال الفتنة الخبيثة". وأصبحت الحكومات الغربية تواجه موقفاً حرجاً في الاختيار بين تحالفاتها الاستراتيجية وبين خطابها عن الديمقراطية والحقوق والتعاطف السياسي في الداخل مع المتظاهرين. وتوالت التصريحات الأمريكية لتصل إلى الرئيس أوباما وتلقى مصر اهتماماً بالغاً لدى الإدارة الأمريكية نظراً لما تمثله من أهمية لمصالحها في الشرق الأوسط وخصوصاً قضية أمن إسرائيل باعتبارها الحليف الاستراتيجي بالمنطقة. وقال أوباما أمس الجمعة إنه حث مبارك على تنفيذ تعهداته بزيادة الديمقراطية والحرية الاقتصادية بعد فترة وجيزة من إلقاء مبارك كلمة عبر التلفزيون عزل فيها حكومته. وأكد اوباما للصحفيين بعد اتصال هاتفي استمر ثلاثين دقيقة مع مبارك "تحدثت للتو معه بعد كلمته وأبلغته أن عليه مسئولية لإعطاء معنى لكلماته واتخاذ خطوات وأعمال ملموسة تفي بهذا الوعد". وتعتبر أمريكا الرئيس المصري حسني مبارك حليفاً مهماً وركيزة لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية ودرعاً في مواجهة طموحات إيران الإقليمية. جرحى وقتلى بالعشرات ونقلت "رويترز" عن مصادر طبية ومستشفيات وشهود ألا ما لا يقل عن 74 شخصاً قتلوا في احتجاجات بأرجاء مصر، ووردت أنباء عن سقوط نحو 68 قتيلاً في القاهرة والسويس والإسكندرية في احتجاجات يوم الجمعة، فيما أصيب أكثر من 2000 شخص في أنحاء البلاد والعدد مرشح للارتفاع. ووقع تمرد في سجن أبو زعبل، وقامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي على المعتقلين، فيما وردت أنباء عن وقوع عشرات القتلى في اقتحام قوت الأمن لسجن القطا في دلتا النيل. ونقل مراسل الجزيرة أنباء عن حرائق في بعض أقسام السجن الذي يضم مساجين سياسيين بعضهم معتقل منذ نحو عشرين عاماً دون توجيه تهم إليهم في ظل قانون الطوارئ.