إلى متى يستمر نزف الدم العربي بلا توقف، ولا انتباه ،ودون أي ذنب جناه ،سوى الجرم الكبير الذي يرصع جبيننا كنجمة متلألئة، ونفخر بهذا الذنب، رغم الوجع منه وبه، فعروبتنا ذنب ،لا أتمنى أن يغتفر رغم اختلاف المسميات ،والأشخاص، يربض ويجثم فوق صدورنا ،جميعا ،في الوطن العربي من محيطه إلى خليجه أنظمة صهيونية ..للأسف ! ترى العيب فيهم ،أم فينا، لأننا تركناهم حتى تمكنوا منا وتوحشوا و استأسدوا علينا إلى هذا الحد، في حين أنهم في المواقف التي تحتاج إلى الاستئساد واستعراض القوة، نجدهم أليفين ،مستأنسين ،كالقطط الصغيرة ،أو حتى كالفئران ! o تنفذ أنظمتنا الصهيونية مخططات الصهاينة، بمنتهى الدقة والتفاني ،ولا يتوانى أي نظام منهم عن تنفيذ تلك المخططات بحذافيرها، لدرجة جعلتني أراهم مخلصون للصهيونية أكثر من أبناء صهيون ، ولا أدري هل إثبات منتهى الولاء يجعلهم ملكيون أكثر من الملك !، أم أننا بتنا في لحظة تستوجب البحث في الجذور ، علنا اكتشفنا أن جميعهم منحدرين من أصول صهيونية ؟!، فباستعراض خارطة الوطن العربي ، لانجد بقعة صغيرة منه إلا طالتها أيديهم المتصهينة ،نفاذا للمخططات ذاتها ، وأغلب الظن أن الضعف أو الجهل أو حتى العمالة لايمكنها أن تقوم بكل ذلك ، وبهذه الكيفية، فإن ما يحدث من تقسيم وتفتيت وضرب الوحدة الوطنية وانهيار البنية الأساسية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية ...إلخ ينبيء عن مخطط واضح . o o تلك الأنظمة التي تعاقب أحرارنا بالقتل تارة فيسقطون شهداء ، وبالأسر أخرى فيذيقوهم أشد صنوف العذاب داخل السجون والمعتقلات لأنهم يدافعون بشرف عن قضايا الحق والعدل وعن حرية الوطن ، تلك الأنظمة التي تحاصر أبناء شعبنا البطل في فلسطين الحرة ، وتمد يدها للعدو بلا حياء أو خجل ، غضت الطرف عن ضياع فلسطين ، ونامت عن كل ما يحدث للأقصى وكنيسة المهد . o o لم تستح أنظمتنا فسلمت العراق للاحتلال الصهيو أمريكي ، دون خجل من جنسيات عربية ،لا زالو ينتمون إليها أو يحملونها، وكما أسلمت لبنان للحرب الأهلية التي نخرت كالسوس في عظام ذلك الجزء الجميل من وطننا ، ولم تدمع أعينهم على تناحر الأشقاء ، وعز عليهم أن يتوحد عرب لبنانيون شرفاء تحت لواء المقاومة ، وخرجت علينا تصريحات تكيل الاتهامات للمقاومة هنا وهناك. o o تلك هي الأنظمة التي توقع أبناء العروبة في تونس والجزائر والمغرب شهداء بسلاح الأعداء ،ولمصلحتهم . o o بالأمس القريب ،وفي غياب جلي للأنظمة وأجهزتها الأمنية استهدفت مكونات وطننا العربي الواحد في محاولة لضربها في الصميم ،وبنظم واحد ، وعزف على الوتر نفسه، عبر تفجيرات كنيسة سيدة النجاة في العراق ، وكنيسة القديسين في الإسكندرية كما سبقت الأخيرة أحداث كنيسة العمرانية . o o وأخيرا حصدت الصهيونية ما جنته أيدي عملاءها ، بتفتيت السودان وتقسيمه ، لتضيف نصرا جديدا لحصيلتها ، وننتكس به نحن انتكاسة تهزنا في العمق. o o أليس واضحا الخيط الذي يربط كل ما يمر بنا من أحداث ، ومن فاعليه أو مخططيه، ومن أصحاب المصلحة الحقيقية في حدوث كل تلك الأحداث التي تقع على رؤوسنا دون أن تخرج من صدورنا أهة وجع أو غضب . إلى متى ، سيظل الحال هكذا ،لكني في لحظة يأسي تذكرت قول شاعرنا العربي فتيقنت من أنه لابد لليل أن ينجلي وتشرق شمس نهار جديد عليك يا وطني ،وصدق شاعرنا حين قال: اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر كذلك قالت لي الكائنات وحدثني روحها المستتر ودمدمت الريح بين الفجاج وفوق الجبال وتحت الشجر: إذا ما طمحت إلى غاية ركبت المنى ونسيت الحذر ومن لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر رحم الله شاعرنا ، ورحم شهداءنا الأبرار ، و لينصرك الله يا وطني