في زمن الجاهلية وما قبلها كان لكل فئة من الناس صنم يقدسونه ويعبدونه وتنوعت اسماء واشكال الأصنام لارضاء جميع الاذواق فكل انسان احمق كان يختار الصنم المناسب له ولذوقه وكان من اشهر ثلاثة اصنام : اللات والعزى ومناة وكانت الناس متفرقة ودائمة الحروب الاهلية بين ابناء البلد الواحد إلى أن جاء الإسلام وهدمت جميع الأصنام وأصبحت الناس أمة واحدة تعبد رب واحد فقادت العالم تحت راية واحدة وانشر العدل والخير والتقدم في العالم - - - بعد موت الخلفاء الراشدين ربما بدأت شياطين الأنس تنشط قليلا وبدأ يظهر اصنام جديدة ولكنها ليست للعبادة .. بل لتفريق أمة الإسلام فكانت ليست مصنوعة يدويا من الحجارة او الخشب او الفخار بل مصنوعة فكريا بشريا تؤثر في العقل والقلب
كان الصنم الأول هو : الفكر الشيعي ومن مثل هذه البذرة , بدأ طريق تفكيك مفهوم الأمة واحدة
وعلى مر العصور توالت ظهور الاصنام الفكرية الجديدة لتقسيم وتفريق المسلمين وبالفعل قسم المسلم الى انواع واشكال والوان من الافكار والاسماء كأمثلة : السنة والشيعة والسلفية والوهابية والصوفية ,... الخ الخ
ولأحداث تنوع وازدهار عالي في سوق الاصنام ظهرت أصنام فكرية مستوردة من الخارج , متنوعة الافكار والمزايا كأمثلة : اليسارية , والشيوعية .., العلمانية والليبرالية ,.... الخ الخ
ثم تنوعت اشكال الاصنام لارضاء شرائح جديدة من الناس وتم ادخال افكار سياسية تعطي طعم ولون جديد وتساعد أكثر في تقسيم الناس وتفرقتهم كأمثلة : الوطني , الاخوان .., الوفد , الناصري , .. فتح , حماس ... الخ الخ
ومؤخرا تم تنزيل للأطفال والمراهقين صنم مستورد صغير اسمه الإيمو
مع كم هذه الأصنام الفكرية المتنوعة المصنوعة بشريا .. حقا نجحت نجاح باهر في تفكيك وتفريق الناس ولم تعد الناس أمة واحدة بل فرق وقطعا واحزاب مختلفة ومتضادة ومتعاكسة يسهل كسرها وسحقها وإذلالها
مناخ عام من الفرقة , افرز لدى كثير من الناس جمود في العقل ,و كل انسان اصبح تابع لفكره او حزبه او جماعته ,ولديه قناعة من ليس معه فهو عدو فأختفي مفهوم تقبل الاختلاف مع الآخرين واحترامه
- - - حقا الإتحاد قوة عظيمة والفرقة ضعف ربما يكمن الحل في تقدم و إرتقاء وقوة أمتنا في : تكسير وهدم وسحق جميع الاصنام الموجودة وتحرير العقل من الجمود والتبعية العمياء لجماعة او حزب او أي فكر يساهم في الفرقة والتفرق بين افراد الأمة الواحدة حتى يعود المسلمون مجموعة واحدة , يد واحدة ,جماعة واحدة , قوة واحدة . ملتزمون بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام كل فرد منهم يسمي : مسلم . ونضع نقطة بعد كلمة مسلم
أخوة يشدون من ازر بعضهم ويساعدون بعضهم البعض لكل واحد منهم شخصيته المستقلة ورؤيته وطباعه وخبراته وطريقة تفكيره الخاصة , المختلفة عن شخصية ورؤية وطباع وطريقة تفكير الآخرين جميعهم يقدرون ويتقبلون ويحترمون شخصية ورأي وكلام وأهمية ووجود الأخر ثراء كبير في تنوع من الشخصيات والرؤية والطباع وطرق التفكير والخبرات تكامل واتحاد وتعاون في جو من الحب والمودة والاحترام المتبادل بينهم = أمة واحدة قوية
- - - - - - - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)ا فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53)ا فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54)ا صدق الله العظيم سورة المؤمنون آية :.52 , 53 , 54 فَتَقَطَّعُوا = فتفرقوا زُبُراً= قطعا وفرقا وأحزابا مختلفة غَمْرَتِهِمْ = جهالتهم وضلالتهم
- -- - - - - - - - - -- -- -- - - - - - - ربما يكون كل ما كتب مغلوط وغير حقيقي وخاطئي فهي في النهاية وجه نظر قد تكون صحيحة او خاطئة
ولكن الحقيقة فقط في كل ما كتب هي كلام الله عز وجل