الإعلام قُنبلة موقوتة قادرة على الإنفجار في أي وقت، يستطيع من يتحكم فيها أن ينزع فتيلها، فتأكل الأخضر واليابس وتتحول معها الوجوه الضاحكة إلى عابسة، و يتولد الحزن والألم والضياع، فمجزرة بورسعيد كانت جزء صغير من صراع الإعلام الأعمي بين شباب صغير وُلد على التعصب بفضل القنوات الإعلامية المختلفة، فكانت الضحية الجثث والدماء والترحم على الشهداء. تحولت كرة القدم من مباريات إلى معارك لإستعراض القوة والعضلات بفضل إعلام غير مدرك، إعلام يُحركه الإنتماءات والإعلانات التجارية التي تدفع الأجور وتُحقق الربح ولا عزاء للنتائج والعواقب، فالرقص مباح حتى ولو على حساب جثث الشباب، ومهما نلنا من دروس لا يمكن أن نتعظ أو نتعلم، فسرعان ما نسارع إلى النيران الخامدة حتى نُشعلها من جديد.
ورغم أن الأحداث هادئة في دوري ممل وجو كروي مقرف في ظل غياب الكثير من مقومات النجاح، إلا أن البعض حاول تسخين الأمور قبل المواجهات المرتقبة بين الأهلي والزمالك في بطولتي الدوري ودوري أبطال أفريقيا، وتحديدا الإعلامي" الزميل" خالد الغندور والثنائي عدلي القيعي وإبراهيم المنيسي.
فالغندور يُصر رغم مرور 13 عاماً على حصول الأهلي على نادي القرن في أفريقيا أن الأهلي حصل على الجائزة بالمجاملات والكوسة وأن سكرتير الاتحاد في ذلك الوقت مصطفي مراد فهمي كان الكل في الكل وهو من وضع المعايير ومنحها للأهلي في ظل وجود شلة حمراء للأهلي داخل الكاف وحرم الزمالك من اللقب، وقناة الأهلي ردت من خلال الثنائي القيعي والمنيسي بوثائق تؤكد أن الكاف لم يجامل الأهلي وأن كلام الغندور كذب وافتراء.
المباراة بين الثنائي مشتعلة، فالغندور يدافع عن ناديه ببسالة ومعه الصحفي أيمن أبو عايد الزملكاوي، رئيس القسم الرياضي بالأهرام، والأهلي يرد في قناته، وللأسف لم يدرك الغندور أن الوقت الحالي قاتل، وكلامه يُشعل نيران التعصب، ومهما حاول وفتش وبحث لن تُفلح محاولاته لتجريد الأهلي من اللقب ولن نستفيد سوى مجزرة جديدة نصحو عليها ولن ينفع مصر لقب نادي القرن وقتها.
صديقي العزيز خالد الغندور.. أعلم أنك تُحب الزمالك بشدة وهذا حقك ولكن فات الميعاد، ولا داعي للنبش في ماضي تم حسمه ولقب تم كتابته بحروف من ذهب للأهلي، فمن أجل المصلحة الكروية لا تكن سبباً في أزمة جديدة دون أن تدري نندم عليها جميعاً، فعلى الطريقة البلدي الأهلي البطل بالذوق والعافية.
أيمن أبو عايد.. لا أفضل مطلقاً توجيه النقد لزملائي من أساتذتي في الصحافة، ولكن ما سمعته منك بالأمس مع الغندور يجعلني أقول لك بكل فخر "عيب ثم عيب ثم عيب، فالحرب مكانها الميدان وليست في الرياضة، فلا تجعل ميولك تُسيطر على قلمك وتصريحاتك، فالوقت ليس مناسباً لمثل هذا الهراء.