وجه الناقد الرياضى اسامة خليل انتقادات حادة للثنائى محمد ابوتريكة ومحمد بركات بسبب انتخابات الرئاسة المصرية . حيث قال خليل فى مقاله بجريدة "التحرير" "من الخطأ والخطر أن يتورط لاعبو الكرة أو الأندية فى تأييد مرشح رئاسى أو إعلان التعاطف مع حزب سياسى، إلا أن هذا لا يحول دون حق أى شخص يلعب الكرة أو ينتمى إلى مؤسسة رياضية أن يعطى صوته لمن يراه الأصلح من وجهة نظره لقيادة البلاد. والخطأ الذى أتحدث عنه هو خطأ معنوى بالنسبة إلى اللاعب أو النجم وخطأ قانونى للمؤسسة.
فالنجومية التى يحصل عليها اللاعب والشعبية التى يتمتع بها جاءت من مزاولته نشاطا رياضيا ليست له علاقة بالانتماءات السياسية أو الأيديولوجية، وبغض النظر عن مدى تعمقه الشخصى فى الشأن السياسى أو ولائه لهذا الاتجاه أو ذلك الحزب، فإن علاقته بالناس وارتباطهم به لم تكن ستوجد لولا موهبته الكروية وإنجازاته الرياضية والمساحة الإعلامية والصحفية التى منحت له لتفوقه أو تميزه أو ارتباطه بنادٍ جماهيرى.
فالرأى العام أحب أبو تريكة وبركات (الأول يؤيد محمد مرسى والثانى متعاطف مع الفريق أحمد شفيق) لأنهما لاعبا كرة مميزان وموهوبان ويلعبان فى النادى الأهلى، والأخير أعطاهما الشهرة والنجومية والإعلام، فلو أن أبو تريكة ظل فى «الترسانة» وبركات لم يغادر «السكة الحديد» لم يكن رأيهما ذا ثقل يسعى له المتنافسون على الساحة السياسية، وموقفهما الشخصى لن يؤثر فى محيط أبعد من أسرتيهما، ومن ثم فإن تورطهما فى الإعلان عن تأييد مرشح أو حزب (وبالأخص أبو تريكة الذى حرص على تأييد مرسى فى مقطع فيديو فى إحدى القنوات) فيه استغلال غير أخلاقى لنجوميتهما وابتزاز للجماهير وخلط بين الكرة والسياسة فى غير موضعها السليم فى مجتمع يسعى نحو دولة مدنية حديثة تقوم دعائمها على الشفافية وعدم الخلط أو الاستغلال أو الابتزاز.
هذا فى ما يخص خطأ النجوم، أما بالنسبة إلى خطأ المؤسسات الرياضية فهو قانونى. فالأندية الجماهيرية التى تملك القدرة على توجيه جماهيرها ما زالت مؤسسات خاضعة لأجهزة الدولة وتحكمها لوائح يضعها المجلس القومى للرياضة وهو جهة تابعة للسلطة التنفيذية، ومن ثم لا يحق لأى موظف يعمل فى تلك الأندية أن يخرج ويعلن تأييده لمرشح أو حزب، وفى هذا الإطار أرى أن البيان الذى أصدره النادى الأهلى لم يكن دقيقًا ولا يعبر عن واقع الحال حيث قال «.. يؤكد مجلس إدارة النادى تقديره الكامل لكافة المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية.. وإن رئيس وأعضاء المجلس وكافة مسؤولى النادى وأجهزته الفنية والإدارية ولاعبيه يقفون على مسافة واحدة من كل المرشحين متمنين اختيار الأصلح لمصلحة الوطن»..
وأوضح المجلس أن ما تردد فى وسائل الإعلام المختلفة خلال الأيام الماضية، خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر» بشأن قيام مجلس إدارة الأهلى أو أى من أعضائه أو لاعبيه فى مختلف اللعبات الرياضية بالدعاية لأى من مرشحى الرئاسة كلام عار تماما من الصحة وغير موجود على أرض الواقع. فالواقع والفيديو بالصوت والصورة يظهر فيه أبو تريكة وهادى خشبة وهما يؤيدان حزب الحرية والعدالة ومرشحه د.محمد مرسى، وهو ما يؤكد عدم صحة ما جاء فى البيان، وأن طرحه فى الأسواق الآن مجرد معالجة ضعيفة لواقع يقول إن هناك من استغل اسم المؤسسة للدعاية لأطراف انتخابية (ليس مرسى وحده)، خصوصا الكابتن هادى خشبة وهو موظف نظامى يخضع مباشرة لسلطة مجلس الإدارة الذى أصدر هذا البيان الهزيل.
أما عن الخطر الذى أتحدث عنه فهو استغلال النجوم والمؤسسات الرياضية الشعبية التى لا تملك أى رؤية سياسية فى تجهيل الطبقة البسيطة ومحدودة التعليم التى قد تنساق وراء النجوم أو النادى لثقتها به، رغم أن خياره ربما لا يكون الأصلح أو الأفضل أو مبنيا على مصلحة خاصة.