لست من المحبطين اوالمكتئبين الذين خرجوا يبكوا وينتحبوا علي فشل الثورة بعد ان وضعتنا الانتخابات الرئاسية امام خيارين كلاهما مر وشخصين احدهما يرتدي تحت سترتة المتمدينة جلباب دولة دينية بحتة و اخر يرتدي بلوفر منتج في نظام سابق فاسد، فالخيارات حتي وان اختلفنا معها او عليها هي خيارات شعب عرضنا عليه بضاعتنا الثورية والمدنية والدينية والليبرالية واليسارية والاشتراكية والقومية فاخرج لنا هذه النتيجة المرة من صندوق العسل . صندوق الانتخابات الحر والنزيه الذي لم يره الشعب طوال تاريخه منذ ايام الفراعنة وحتي الان هو صندوق العسل الذي انتجته تلك الثورة العظيمة لشعب عاش من قديم الازل يحكمه فرعون او ملك او رئيس مفروض عليه وهو انتصار تاريخي يضعنا الي جوار دول عتيقة في الديمقراطية حصلت علي حريتها وصندوقها بعد كفاح ونضال عشرات السنين فانجزته ثورتنا وشعبنا في عام ونصف ، راجعوا تاريخ اوروبا وثورتها ضد الظلم والاستبداد والفساد وسنوات التضحيات التي دفعتها تلك الشعوب حتي وصلت لما حققناه نحن بارادة شعبنا واصرار ثورته في زمن قياسي وهو مايعرف في تاريخ الشعوب باللا زمن. ان تصدير التشاؤم والاحباط للشعب امر يخدم تيار الثورة المضادة ويدفع الناس و الجمهور البسيط الذي لايمكن باي حال ان ينتقل في تلك المدة القصيرة من حالة الخمول والكسل وعبادة وتقديس الفرعون المتغلغلة في ثقافته الشعبية او الدمج بين التزامه الديني واختياره السياسي الي حالة الوعي والنضج والتفكير المنفتح ، فمعاقبة الناس علي اختياراتها واهانتها والسخرية من صوتها امر ياتي بنتائج عكسية ويقودهم للكفر بالثورة ، فكيف لك ان تهين وتسخر ممن تريد منه ان ينتخبك في المرة القادمة او يتضامن معك في قضاياك الثورية التي لن تنتهي حتي يستقر نظام حكم ديمقراطي لدولة مدنية حديثة ، فهولاء الناس الذين جاء تصويتهم علي غير مانتمني هم جمهورك وشعبك فلا تعزله او تقصيه او تهينه بل اذهب اليه وحاوره ووعيه فهولاء الناس الطيبون تم تجريفهم وتغيب عقولهم في سنوات حكم فاسدة وهؤلاء يحتاجون منا للعمل والتوعية والتثقيف بدلاً من السخرية والاهانة . ثم كيف تقولون ان الثورة خسرت في الانتخابات وحمدين صباحي احد رموزها الشرفاء والمناضلين قبل قيامها بسنوات حصل علي مايزيد عن 5 مليون صوت وخرج من الاعادة بفارق ضئيل ، فرسالة الصادقين الانقياء الثوار الحقيقين والمخلصين في حب الوطن الذين لم يتلوثوا باتفاقات او ومهادنات مع النظام المخلوع وصلت للناس دون مساندة من تيار يخيرنا بين انتخاب القرأن او انتخاب الكفار او مدعوم من بقايا نظام فاسد يتمسك بالحياة وهو يلفظ انفاسه الاخيرة ودون اللجؤ لخطاب انتهازي يجمع الشمال والجنوب واليمين واليسار و الليبرالي والاسلامي والمتبرجة والمنقبة ، حمدين بامكانيات معدومة وبقروش قليلة ودون تنظيم كبير نجح ان يصل للناس كرمز حقيقي للثورة ومعبر عن شبابها وطموحات شعبها ، اما وان التوفيق لم يحالفه فهذا ليس سقوط او فشل يدعونا للبكاء والنحيب وهدم المعبد بل يعطينا دفعة قوية وتفاؤل ان خيار الشعب القادم سيكون للثورة بالكامل شرط ان نذهب للناس ونوعيها ونثقفها بحقوقها ونرفع مخلفات الجهل التي القي بها النظام السابق في مصارف عقول البسطاء اما ان نحتقرها ونهينها ونترفع عليها ونتهمها انها شريكة في قتل الثورة ويدها ملوثة بدم الشهداء فهذا خطاب سيصرف الناس من حولنا ويقود البلاد اما لدولة دينية من يختلف معها او يعارضها فهو يعارض شرع الله او نستنسخ دولة قمعية من بقايا نظام المخلوع. الثورة نجحت وفرضت نفسها واقامت انتخابات حرة وكتبت اول واهم السطور في كتاب الدولة المدنية الحديثة وعلينا ان نفرح به ونحافظ عليه من قوي رجعية متخلفة وفاسدة تريد ان تخطف منا القلم حتي لانستكمل كتابة ملحمة ثورة 25 يناير . ومن الخطأ والخطر ونحن نقترب من انتخابات الاعادة بين د.محمد مرسي والفريق احمد شفيق ان يتورط لاعبي الكرة او الاندية في تأييد مرشح رئاسي او باعلان التعاطف مع حزب سياسي الا ان هذا لايحول دون حق اي شخص يلعب الكرة او ينتمي لمؤسسة رياضية ان يعطي صوته لمن يراه الاصلح من وجهة نظره لقيادة البلاد ، والخطأ الذي اتحدث عنه هو خطأ معنوي بالنسبة للاعب او النجم وخطأ قانوني للمؤسسة ، فالنجومية التي يحصل عليها اللاعب والشعبية التي يتمتع بها جاءت من مزاولته لنشاط رياضي ليس له علاقة بالانتماءات السياسية او الايدلوجية وبغض النظر عن مدي تعمقه الشخصي في الشأن السياسي او ولاءه لهذا الاتجاه او ذلك الحزب فان علاقته بالناس وارتباطهم به لم تكن ستوجد لولا موهبته الكروية وانجازاته الرياضية والمساحة الاعلامية والصحفية التي منحت له لتفوقه او تميزه او ارتباطه بنادي جماهيري ، فالراي العام احب ابوتريكة وبركات ( الاول يؤيد محمد مرسي والثاني متعاطف مع الفريق احمد شفيق) لانهما لاعبا كرة مميزين وموهوبين ويلعبا في النادي الاهلي والاخير اعطاهما الشهرة والنجومية والاعلام فلو ان ابوتريكة ظل في الترسانة وبركات لم يغادر السكة الحديد لم يكن رايهما ذا ثقل يسعي له المتنافسون علي الساحة السياسية وموقفهما الشخصي لن يوثر في محيط ابعد من اسرتيهما ، ومن ثم فان تورطهما في الاعلان عن تاييد مرشح او حزب ( وبالاخص ابوتريكة الذي حرص علي تاييد مرسي في مقطع فيديو باحدي القنوات ) فيه استغلال غير اخلاقي لنجوميتهم وابتزاز للجماهير وخلط بين الكرة والسياسة في غير موضعها السليم في مجتمع يسعي نحو دولة مدنية حديثة تقوم دعائمها علي الشفافية وعدم الخلط او الاستغلال او الابتزاز . هذا فيما يخص خطأ النجوم اما بالنسبة لخطأ المؤسسات الرياضية فهو قانوني فالاندية الجماهيرية التي تملك القدرة علي توجيه جماهيرها مازالت مؤسسات خاضعة لاجهزة الدولة ويحكمها لوائح يضعها المجلس القومي للرياضة وهو جهة تابعة للسلطة التنفيذية ومن ثم لا يحق لاي موظف يعمل في تلك الاندية ان يخرج ويعلن تأييده لمرشح او حزب وفي هذا الاطار اري ان البيان الذي اصدره النادي الاهلي لم يكن دقيقاً ولايعبر عن واقع الحال حيث قال( .. يؤكد مجلس إدارة النادى على تقديره الكامل لكافة المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية .. وأن رئيس وأعضاء المجلس وكافة مسئولى النادى وأجهزته الفنية والادارية ولاعبيه يقفون على مسافة واحدة من كل المرشحين متمنين أختيار الأصلح لمصلحة الوطن .. وأوضح المجلس أن ما تردد فى وسائل الاعلام المختلفة خلال الأيام الماضية خاصة على مواقع التواصل الأجتماعى ( الفيس بوك وتويتر ) بشأن قيام مجلس إدارة الاهلى أو أى من أعضائه أو لاعبيه فى مختلف اللعبات الرياضية بالدعاية لأى من مرشحى الرئاسة .. كلام عار تماما من الصحة وغير موجود على أرض الواقع) فالواقع والفيديو بالصوت والصورة يظهر فيه ابوتريكة وهادي خشبة يؤييدا حزب الحرية والعدالة ومرشحه د. محمد مرسي وهو مايؤكد عدم صحة ماجاء في البيان وان طرحه في الاسواق الان مجرد معالجة ضعيفة لواقع يقول ان هناك من استغل اسم المؤسسة للدعايه لاطراف انتخابية ( ليس مرسي وحده ) خاصة الكابتن هادي خشبة وهو موظف نظامي يخضع مباشرة لسلطة مجلس الادارة الذي اصدر هذا البيان الهزيل . اما عن الخطر الذي اتحدث عنه فهو استغلال النجوم والمؤسسات الرياضية الشعبية التي لا تملك اية رؤية سياسية في تجهيل الطبقة البسيطة ومحدودة التعليم التي قد تنساق وراء النجوم او النادي لثقتها فيه رغم ان خياره ربما لايكون الاصلح او الافضل او مبني علي مصلحة خاصة .