· اعترضت كثيرا علي إهمال تدريس المناهج الدينية في المدارس دون جدوي! · مبارك اتصل بي مرة واحدة في حياته يسألني عن حكم الصلاة لابنه الذي كان بالخارج وقتها · أطالب ثوار التحرير بمنع الاختلاط في الخيام الرمضانية.. وتمنيت أن أكون من شهداء ثورة 25 يناير · وفاة الشيخ طنطاوي أعادت للأزهر بريقه وريادته .. ورمضان امتلأ بالعادات السيئة تصوير: صلاح الرشيدي طالب معتصمو التحرير بمنع الاختلاط وارتكاب المخالفات الشرعية في خيامهم الرمضانية بالميدان مثلما كان يحدث في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.. وكشف عن أن نظام مبارك كان يعتبر خريجي المدارس الأزهرية «ارهابيين» ولذلك حرمهم من الالتحاق بكليات الشرطة خوفا من توجهاتهم الدينية المتطرفة كما يري وأكد أن وفاة الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق كانت محطة مهمة في تحول الأزهر بقيادة الدكتور أحمد الطيب نحو البريق والريادة، كما تمني أن يكون من شهداء ثورة 25 يناير نظرا لطهارة أهدافها ونبل مقاصدها.. إنه الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق الذي حاورته «صوت الأمة» لتعرف منه آراءه فيما يحدث علي الساحة الآن وذلك في السطور التالية: ما أهم العادات التي تراها سيئة في رمضان؟ - شهر رمضان هو شهر الصوم الذي هو عمل خالص لله لا رياء فيه ولكن للأسف امتلأ هذا الشهر الفضيل بالعادات السيئة مثل الإسراف والتبذير في الطعام والشراب عند الإفطار والسحور وهذا يتعارض بشكل كامل مع حكمة الصوم التي جاءت لتهذيب النفس وفطم البدن عن الملذات، ولذلك نجد أن المصريين تتزايد نفقاتهم ثلاثة أضعاف الشهر العادي، ولذلك يجب المحافظة علي المال كما نحافظ علي النفس لأن الله سبحانه وتعالي يقول: «المال والبنون زينة الحياة الدنيا» ومن المظاهر السلبية في رمضان أننا نجد انتشار المسلسلات التي تبعد الإنسان عن الجانب الروحي، وتلهي الإنسان عن الصلاة والقيام وقراءة القرآن خاصة بالليل. هل تتوقع استمرار الفساد والاسفاف الذي يحدث في الخيم الرمضانية؟ - لوحظ خلال السنوات الأخيرة انتشار التدخين والشيشة والاختلاط بين الشباب والشابات وهذه من الأمور المحرمة، ويجب مراعاة ذلك في الخيام المقامة الآن في التحرير بعد ثورة 25 يناير ولابد أن يحافظوا علي نقاء هذه الثورة ويعلموا أن الله هو المانح لهذه الثورة لأنها قامت من البداية بعيدة عن المظاهر والرياء وجمعت الصف بين جميع أفراد الأمة ولذلك يجب المحافظة علي روح التضامن في هذه الخيم لأن شهر رمضان هو شهر الوحدة، ويجب البعد عن التفرق والتشتت والعصبية وعليهم أن يجتمعوا بالليل علي القيام والصلاة وقراءة القرآن وتبادل الثقافات بجميع أنواعها. ما رأيك في تصارع رجال الأعمال في عمل أفخم الموائد كنوع من التباهي؟ - إنما الأعمال بالنيات، فالتصارع في تقديم الخير ومساعدة الفقراء وعمل أطعمة وموائد متروك لمقدمه ولا نعلم النيات إذا كانت خالصة لله أم التباهي ومن المعروف أن تقديم ولو تمرة للصائم يأخذ صاحبها عليها ثواب كبير. تمنيت في تصريح لك لو أن تكون من شهداء ثورة 25 يناير.. هل هذا صحيح؟ - فعلا لأنها ثورة مباركة قدمت الخير الكثير ورفعت الظلم الذي كان بين العامة والخاصة منذ 30 عاما وهذا ما قدمه الشباب الذين استشهدوا في الثورة وهو تحرير فعلا لهذه الأمة حيث أصبحت تحكم نفسها الآن من خلال حكم شوري ديمقراطي في المستقبل القريب وانتشار العدالة الاجتماعية والأمن وأن يكون الحاكم خادما للشعب وليس سيدهم وهذه هي رسالة الإسلام ونعلم أن من يقتل في سبيل تحقيق هذا الهدف هو شهيد عند الله وكنت أتمني الشهادة لأنال هذه الجائزة الكبري. ما تعليقك علي حجم الفساد الموجود في البلد؟ - الدليل علي وجود هذا الفساد أن أغلب الحكومة السابقة بمن فيها من رجال أعمال وراء أسوار السجون ولا يتصور أن نجد حكومة بكاملها من رئيس الدولة ورئيس الوزراء والمستشارين والسكرتارية مسجونين وهذا يدل علي الفساد الرهيب الذي لم يكن ليظهر علي حقيقته لولا قيام الثورة وكنا نعلم أن هناك فسادا وظلما ولكن لا نتخيل حجمه ورغم أنني كنت قريبا من الجهات المسئولة في ولاية الافتاء وكنت أري أن هناك تجاوزات وخروجا عن المنهج الإسلامي وأن المادة الثانية من الدستور لم تفعل ولكن ما خفي كان أعظم فإنني لم أكن أتخيل حجم الفساد السياسي والمالي والاجتماعي والفقر المدقع الذي لم أكن أعرف السبب الحقيقي وراءه. هل تعتقد أن منظومة الفساد انتهت بسقوط هذا الكم الهائل من الفاسدين؟ - ينتهي الفساد عندما نجتمع علي كلمة واحدة ويعود الأمن والسلام إلي المجتمع مرة أخري، حيث وحدة الصف والكلمة والبعد عن الانشقاق وعدم الحرص علي الوصول للحكم ونعود لهدف الثورة الأصلي التي كانت منحة من الله وتوحيد الصفوف الذي كان سببا في نجاح الثورة بالسلم والسلام وهذه هي رسالة الإسلام. ذكرت أنك تعرضت لضغوط من النظام السابق من أجل إصدار العديد من الفتاوي.. ما شكل هذه الضغوط.. ولماذا؟ - لم أذكر هذا وكل ما صدر من فتاوي في ذلك الوقت كان حرا وخاضعا لحكم الشرع والدين وإن كان لم يرض عنه البعض بعد صدوره ومن هذه الفتاوي علي سبيل المثال فتوي الخلع التي لم أوافق عليها وكذلك التطبيع مع إسرائيل واتفاقية الكويز، وكذلك قضية ال«0900» بالفضائيات والتي كان مسئولا عنها صفوت الشريف، وحدثت عدة محاولات للرجوع عن هذه الفتوي ولكن لم يكن يجرؤ أحد علي التدخل في عملي إلا أن بعض المسئولين توجهوا لبعض الصحف للتحدث والتنويه إلي أن هذا خروج عن الأهداف المقصودة سواء سياسية أو اجتماعية ولم أكن أعبأ بذلك وكنت أسير علي منهجي الذي أراه مناسبا. ما أهم وقائع الفساد التي شاهدتها وتحدثت عنها؟ - علي سبيل المثال عملية إهمال تدريس الدين في المدارس بل الثقافة الدينية ولقد تحدثت مع المسئولين وقتها بمن فيهم وزير التعليم العالي ووزير التربية والتعليم وكنت أصرح بأن هذا سبب ما نحن فيه من فساد ورشاوي وتجاوزات وكذلك قضية الالتحاق بكليات الشرطة التي لا تسمح بدخول الثانوية الأزهرية باعتبار ان هؤلاء علي درجة كبيرة من العلوم الدينية ولابد من منعهم من العمل الشرطي الذي كان يحمي المجتمع باعتبار أنهم يعتبرون المتدينين من الجماعات الارهابية وهذا كان فكرا فاسدا وكان سبب تهميش المناهج الدينية في التعليم وسبب الفجوة التي كانت موجودة بين الشرطة والشعب والتحاق طلاب الثانوية الأزهرية بالشرطة يؤدي إلي تواصل أكثر ومن فضل الله أن هذا تم تحقيقه وأصبح هناك التحاق للثانوية الأزهرية بكليات الشرطة. هل كان هناك تعامل مباشر بينك وبين الرئيس المخلوع حسني مبارك؟ - طبعا وذلك في المناسبات العامة والدينية التي تجمعنا ولم يحدث أي تدخل منه في عملي وأحيانا كان يتصل للسؤال عن أمر معين أو الاستفسار عن أمر ما ليعرف حكم الشرع فيه ولكن هذا كان قليلا. ما حجم وجود الدين في عائلة مبارك؟ - لا أستطيع تحديد ذلك بدقة لكن كل ما أذكره أنه في أحد الاتصالات من الرئيس تم السؤال عن أمر بالنسبة للصلاة لأحد أبنائه الذي كان بالخارج أثناء السفر وهذا أمر ديني يتعلق بحكم الشرع وكانت مرة وحيدة. لماذا لم تذكر سبب الاقالة من دار الافتاء إلا بعد الثورة؟ - لا يمكن أن نقول عنها إقالة لأن طغي عليها الحيل القانونية في ذلك الوقت، ولكنني أعتقد أن هذا أمر متروك للجهات المسئولة وبخاصة أنني كلفت بهذا المنصب لمدة سنتين واعتذرت عن التكليف وهذا المنصب كان يخضع لسن التقاعد القانونية وعندما وصلت لهذه السن كانت فرصة لأخذ القرار بعيدا عن الحرج. وكيف يتم اختيار المفتي؟ - يتم اختيار المفتي من حيث المؤهل وعن طريق أكثر من جهة تقوم بترشيح أكثر من شخص ويتم اختياره من بينهم دون إجراء انتخابات ويكون الترشيح من قبل الأزهر لأنه الجهة المختصة لتحديد درجة الاجتهاد والفقه والمؤهلات اللازمة لاختياره ثم الجهة الثانية التي لها حق الترشيح علي ما أعتقد في ذلك الوقت هي رئيس الدولة ثم يصدر قرار التعيين. هل تم تسييس الأزهر بمعرفة النظام السابق لينحرف عن مساره؟ - الأزهر له قانون يحكمه وهو مؤسسة علمية وثقافية ودينية ورسالته عالمية، فتحجيم الأزهر أو رسالته كان كأي مؤسسة أخري نالها الضعف الذي نال المؤسسات الأخري فلم يعط الأزهر الامكانيات الكافية أو الفرصة لينطلق عالميا ويؤدي رسالته، فالتقصير ليس من الأزهر ذاته بل من العقبات التي وضعت أمامه، لكن بعد الثوة وبعد وفاة الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق بدأت سياسة الأزهر تتغير وتتجه لمقاومة العقبات التي واجهته في السنوات الماضية، حيث يحاول الإمام الدكتور أحمد الطيب أن يعود بالأزهر إلي قوته وكذلك مجمع البحوث الإسلامية وقيادات الأزهر الآن يسيرون علي الطريق الصحيح والسليم للربط بين أمور الدين والدنيا. في رأيك.. ما السبب الرئيسي وراء انتشار الفتن الطائفية؟ - الفتن الطائفية تأتي من باب «فرق تسد» وهذا ظهر علي السطح أيام النظام السابق وأجهزته الأمنية فهذا الضعف من صالح الأيدي المخربة لكن بعد الثورة حاول فلول النظام السابق إثارة الملف لعدم إنجاح الثورة كما أنه يوجد في الخارج من لا يريد أن تقوم «الدولة علي رجليها». هل يوجد اتجار بالدين في المحطات الفضائية؟ - لا أستطيع أن أقول هذا ولكن إذا كان للقنوات الفضائية تمويل خارجي يقصد من ورائه تفريق الصفوف والخروج عن المشروع من مجمع البحوث الإسلامية فإن هذا غير مشروع حتي لو كان الإعلاميون حسني النية، ويحبذ ألا تتطرق الفتاوي الدينية المباشرة علي القنوات الفضائية إلي النواحي المختلف فيها وبث ما هو متفق عليه في النواحي العامة وليست الخاصة فهذا يؤدي إلي البلبلة في الأفكار، وقد يتهم عامة الناس أن هذا جاهل وهذا عالم وهم لا يعرفون الحقيقة. هناك مطالب بتغيير قانون الحضانة والرؤية والاستضافة.. فما رأيك؟ - هذه قضايا بحثت ويوجد قانون بشأنها والأمر مازال محل البحث والدراسة وقرر مجمع البحوث الإسلامية أن الولاية التعليمية للأب بعدما كانت مسندة للأم لكن لابد أن يتفقا علي صالح الطفل، أما بالنسبة للاستضافة فمازالت الدراسة قائمة الآن للوصول إلي جميع البحوث العلمية والاجتماعية التي تحدد الآثار التي نتجت من تطبيق القانون منذ عام 2000 وبعد اكتمال هذه البحوث ومقارنتها وعرضها علي مجمع البحوث ليصدر الرأي الشرعي . ما رأيك في الذين يستخدمون الدين كمدخل للنواحي السياسية؟ - كونه يستغل الدين لغرض سياسي ويطوع الدين لهذا الغرض فهذا غير مقبول لكن الإنسان يعلم أن الإسلام دين ودنيا والأصل أن تكون السياسة سياسة شرعية، بمعني فيها صالح الدين والدنيا وليس بها مصلحة خاصة لأن المفروض أن تكون المصلحة عامة ولا مانع أن يبين الدين أن الرشوة حرام والتزوير في الانتخابات حرام وكذلك إعطاء الأصوات لأشخاص معينين لا يجوز. ما رأيك في شن التيارات الإسلامية هجوما شديدا ضد وثيقة المبادئ الحاكمة للدستور التي طالبت بها القوي الليبرالية؟ - لم أقرأ هذه الوثيقة لكن وثيقة الأزهر متفق عليها، فيجب أن تكون المبادئ الحاكمة غير متعارضة مع وثيقة الأزهر لأنها لو خالفتها سوف يكون هناك تصادم ونحن ندعو إلي الوحدة والهدف الواحد ولا نتعارض مع الشريعة الإسلامية. ما رأيك في السلفيين؟ - كلمة السلفي مفهوم عام فكلنا سلفيون، فكل من ينتسب إلي كتاب الله وسنة رسوله وصحابته وتابعيه فهو سلفي، وهذا لا يتعارض مع أحد لكن عندما تخرج عن الهدف الأساسي إلي مصطلحات حديثة يقصد منها الدعم لمذهب معين أو اتجاه معين سواء كان فكريا أو خارجيا فهذا أمر فوضي قطعا. العديد من الشخصيات أعلنت نيتها الترشح لرئاسة الجمهورية.. هل تري منهم من يستحق الفوز بالمنصب؟ - الكل أهل لهذه المسئولية وعلي كل منهم أن يقدم برنامجه الانتخابي وفي هذه الحالة يمكن أن نختار الأفضل ولكن الآن لا أميز