لقد أصبح من الأمور الطبيعية استيقاف أي سيارة ميكروباص بواسطة رجال الشرطة وإجبار راكبيها علي مغادرة السيارة التي ستعمل في مهمة أمنية ، ورغم شعور الركاب بالمهانة فهم مضطرون لتنفيذ الأوامر وفي واقعة هي الفريدة من نوعها . وفي مدينة السادس من أكتوبر يوم الأحد الماضي ، قامت فرقة من الشرطة بقيادة ضابط برتبة نقيب يستقل سيارة بلوحات معدنية رقم 50003 محافظة 6 أكتوبر بهذا العمل لصالح المحافظة وجهاز المدينة لإجبار الناس علي ركوب سيارات النقل الداخلي والتي ابتكرها جهاز مدينة السادس من أكتوبر ولا تصلح إلا لنقل الحيوانات !! ومع ازدياد عدد السيارات التي تم سحبها وغضب الركاب الذين ذهبوا لطلب السماح والرحمة بكبار السن والأطفال والمرضي من سيادة الباشا النقيب العنتري .. توسل إليه أحد السائقين من أجل الركاب فما كان من الباشا النقيب إلا أن وجه الشتائم غير اللائقة للسائق والركاب معاً بألفاظ تصف أماكن حساسة بجسد الأمهات . وكان الرد الطبيعي من الأهالي بدرجة غليان الشتائم والجو في هذا اليوم ...فردوا له التحية بأحسن منها .. ولكنهم لم يحرموا قيادته من تحيتهم التي ارتفعوا بها حتي وصلوا للمايسترو الكبير «اللي مشغلهَ» ومع اشتعال الموقف وانضمام الجماهير الذين تجرعوا كأس المرارة مع المحافظة ووزير الإسكان وجهاز المدينة . فر الضابط برجاله من بين المتجمعين بعد أن كانوا علي وشك الفتك بهم في شكل مهين لجهاز الأمن الذي يزج به في مشكلات من صنع حكومات متعاقبة ووزراء ومسئولين فاشلين في الإلتحام مع مشاكل الجماهير .. ولأنني كنت شاهدا علي الواقعة أدعو المواطنين الذين يتعرضون لمثل هذا الموقف ألا يهينوا أنفسهم بالنزول من السيارة التي ركبوها .. أو يساهموا في إضعاف جهاز الأمن الذي كتب عليه تحمل فشل الآخرين . لأن اضعاف الأمن سيضيع ما تبقي لنا في هذا الوطن الحبيب .. بل أدعو كل مواطن يتعرض لهذا الموقف المهين أن يجلس جلسة احتجاجية داخل الميكروباص معتصما علي كرسيه ولا يفك الاعتصام إلا في محطة الوصول أو حضور «مايسترو الأمن» أيهما أسرع . [email protected]