· 13 ألف دولار شهرياً يصرفها المحظوظ.. وأمثاله يحصلون علي أقل من ثلث مرتبه! «تكية» المال السائب في هيئة تنشيط السياحة ووزارة الخارجية يحتاج إلي وقفة نتيجة لارتباط عمل المستشارين السياحيين بتمثيل وزارة السياحة بالخارج وتعلق طبيعة العمل بالسلك الدبلوماسي يمكن أن يجعل البعض من أصحاب الخطوةأن يحصل علي مرتبه مرتين.. مرة من السياحة وأخري من الخارجية بالرغم من أن هذا المرتب لا يعادل الفئات والوظائف المختلفة بالدولة بل يتم صرفه بآلاف الدولارات!.. ويجئ هذا في وقت تئن فيه ميزانية الدولة من العجز المستمر ولا يجد آلاف الشباب أي فرصة عمل. ومن هذه القرارات التي تفضح وتكشف الانحرافات والمجاملات بالمخالفة للقانون.. القرار الذي أصدره عمرو العزبي رئيس هيئة التنشيط السياحي والذي يحمل رقم 170 بتاريخ 2008/8/27 ويتضمن اعارة السيد أنور نور الدين أبوالعلا للعمل مستشاراً لوزير السياحة بجمهورية موزمبيق وتحمل الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا التابع لوزارة الخارجية قيمة تذاكر السفر وراتب شهري وبدل سكن وقيام صندوق السياحة بوزارة السياحة علي دعم المستحقات المالية التي تترتب علي عمل المذكور كمستشار سياحي بموزمبيق. هذا القرار يعني ببساطة ازدواج مرتب المستشار السياحي «المحظوظ».. فالصندوق الفني للتعاون مع أفريقيا وهو صندوق يتبع وزارة الخارجية يمول من ميزانية الدولة المصرية.. ونص القرار بصراحة علي تحمل الصندوق المذكور قيمة المرتب وتذاكر السفر وبدل السكن.. الخ. إلا أن السيد عمرو العزبي «ناظر العزبة».. رئيس هيئة التنشيط السياحي - وبالمخالفة للوائح والقوانين أعد مذكرة بأن مرتب الخارجية يجب تدعيمه من صندوق تنشيط السياحة علي أساس معاملة المذكور كدبلوماسي يعمل في مكتب السياحة الخارجية.. وبالطبع تم احتساب مرتب افتراضي علي أن يخصم منه ما يحصل عليه من الخارجية.. وبالتالي أصبح «المحظوظ» يحصل علي مرتبين.. مرة من السياحة وأخري من الخارجية. وإذا علمنا أن قيمة المرتب الذي تدفعه هيئة التنشيط السياحي للمذكور قدره 8500 دولار فيضاف عليه مرتب الصندوق الفني التابع للخارجية فيصبح مرتبه يزيد علي 13 ألف دولار شهرياً بينما لا يزيد أمثاله من المستشارين السياحيين علي متوسط قدره 4 آلاف دولار أي أقل من ثلث مرتب المحظوظ!.. وهو ما يطرح التساؤل.. هل حصل كل من أعير للعمل بالخارجية عن طريق الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا أو من التنشيط السياحي علي ازدواج المرتب؟! وألا يمكن أن يتسبب هذا في فتح مجال التقاضي من الذين لم يحصلوا علي المرتب مضاعف ويطالبون المعاملة بالمثل فيحصلون علي فارق اجمالي بملايين الدولارات؟! الأمثلة كثيرة ومعروفة لوزارتي السياحة والخارجية لمن عملوا بوظيفة مستشار سياحي بالدول الأفريقية ولم يحصلوا سوي علي مرتب واحد لا يزيد علي 4 آلاف دولار شهرياً وليس 13 ألف دولار مثل المستشار السياحي المحظوظ.. فقد سبق اعارة - علي سبيل المثال لا الحصر - عبدالحميد يحيي إلي بورندي وعادل العزم إلي مالاوي وأحمد الشاعر إلي تنزانيا وربيع سعد إلي مالاوي وغيرهم وغيرهم ممن لم يحصلوا علي هدايا ودعم عمرو العزبي رئيس هيئة التنشيط السياحي ولم تزد مرتباتهم علي 4 آلاف دولار والعجيب أن المستشار السياحي سبق إنهاء عمله كمستشار سياحي في السويد في عهد وزير السياحة السابق ممدوح البلتاجي! أما السؤال الأكثر عجباً.. فهو هل يوجد سياحة مستجلبة من موزمبيق - البلد المعار إليها المستشار السياحي المحظوظ حتي يعامل بهذه المعاملة الخاصة بازدواج المرتب؟! إن «تكية» المال السائب في وزارة الخارجية تكشف عن الانحرافات في وزارات أخري دون قصد وهو ما كشف لنا هذه الواقعة.. ويكشف تقرير جهاز المحاسبات «2008» عن أخطاء ل23 بعثة دبلوماسية في مخصصات تمثل قيمة الفوائد الدائنة الخاصة بالبعثات.. اضافة إلي العجز في تحصيل رسوم علي الاجراءات القنصلية حيث تم تحصيل مبالغ قيمتها 607 ملايين و821 ألف جنيه من أصول مبالغ قيمتها 710 ملايين جنيه أي بعجز قدره 102 مليون و179 ألف جنيه خلال العام الماضي فقط. وكان طبيعياً أن تشهد بنود الأجور تجاوزات خطيرة بلغت 33 مليوناً و437 ألف جنيه تم صرفها بالمخالفة للقانون ولنص المادة رقم 34 من قانون الموازنة العامة للدولة وللمنشور العام رقم 6 لسنة 2008 والخاص بإعداد الحساب الختامي للموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2007/2008. إن موزمبيق تصدر القرود أكثر من السياح.. وربما البعض تعلم منها فن القفز سواء في الخارجية أو في هيئة «التنطيط» السياحي التابعة لعمرو العزبي!