كنت قد نظمت حملة تحت عنوان "دعوهم يموتون في بيوتهم"وذلك للدفاع عن حق المسجون في العفو الصحي ..ومعي محمد المغربي ابن السجين السابق نبيل المغربي ...وخاطبنا الإعلام و أكثره قد استجاب لنا فنادي معنا بالإفراج عن أقدم سجين سياسي في مصر " نبيل المغربي" ..ونشرت لنا الصحف المقالات وتفاعل معنا موقع "المصريون" الاليكتروني..كما اهتمت صوت الأمة والدستور والمصري اليوم .. وكنا قد تقدمنا بمذكرة إلي رئيس الجمهورية السابق..نطلب منه عفواً صحياً قانونياً عن الرجل الذي اقترب من السبعين عاماً و مازال سجيناً حتي تاريخ الشكوي...لكن رئيس الجمهورية السابق..و كذلك بعض الجهات الدولية والمحلية و المؤسسات المعنية والقضائية المختصة لم تهتم كثيراًَ أو قليلاً بالأمر ..بينما اهتم البعض الآخر ..حتي جاء قدر الله ..و خرج نبيل المغربي إلي الحياة و قد صدر قرار الإفراج عن نبيل المغربي يوم الأحد الماضي ..لكننا نطمع في المزيد ..و علي رأي الست دي أمي " الطمع في كرم الله حلو"..و هذا المزيد اسمه محمد محمود صالح..الشهير ب"محمد الأسواني" و هو يعتبر أيضاً من قدماء المصريين الذين يقيمون في سجن طرة منذ ثلاثين عاماً ..و هذا السجين كان قد حكم عليه بالمؤبد في القضية المعروفة باسم قضية الجهاد في عام 1981 ..و من داخل السجن تم الحكم عليه أيضاً بالسجن لمدة عشر سنوات ..أي أن مجموع الأحكام يزيد علي خمسة و ثلاثين عاماً ...أي أنها تنتهي بالقرب من عام 2020 و عليكم خير .. ولأن هذا الرجل قد أمضي في السجن ما يقرب من ثلاثين عاماً فهو يستحق أن يدرج في موسوعة " جينيس" علي الأقل لتفوقه علي " نيلسون مانديلا" الذي هلل له العالم لأنه أمضي عشرين عاماً في السجون ..كما أن الأسواني يستحق جائزة نوبل لصبره علي الشدائد ذلك أن الشدائد ليست في السجن الطويييييل المدة كما نري و إنما كانت في الأمراض التي أصابت الأسواني ..فهو الآن في حالة شلل نصفي .. أي والله العظيم شلل نصفي و نسبة العجز عنده أكثر من ثلاثين في المائة..و قد أصيب بعدة جلطات منها واحدة في المخ...فضلاً عن معاناته من الربو المزمن و ارتفاع ضغط الدم مع ضيق شديد في الصمام الميترالي كما تصيبه غيبوبة السكر في أوقات متقاربة ..و صدق أو لا تصدق ..و إذا لم تصدق فأنت أقرب إلي العقل مني فمثل هذا السجين كان من المفروض أن يكون داخل أقرب مقابر لسجن طرة منذ زمن بعيد..لكن " تقول إيه"...فهذه إرادة الله..كما أن محمد الأسواني رجل كله عزيمة و رجولة و إصرار علي الحياة الكريمة حتي و لو كان داخل السجون ..فهو لا يشتكي أبداً والتي ترعاه هي شقيقته "عبير" التي كان عمرها وقت أن دخل محمد السجن عشر سنوات لا تزيد..و مع ذلك فكانت هذه الطفلة المعجزة تأتي إلي المحكمة في عام 1981 لكي تصحب امها الكفيفة و التي ماتت - رحمها الله- منذ سنوات قليلة ثم تصعد الطفلة علي أسلاك القفص لتنقل إلي أخيها أخبار الأسرة ....لكننا وتحت شعار "دعوهم يموتون في بيوتهم" و بمعاونة شقيقته التي أصبحت الآن وبعد ثلاثين عاماً أماً و شقيقة لمحمد الأسواني ..فقد تقدمنا إلي النائب العام بالشكاوي العديدة و كان آخرها الشكوي رقم 537 و التي تحمل رقم صادر إلي مصلحة السجون تحت رقم 683 و ذلك بتاريخ 12 أبريل 2011 و أقمنا الدعاوي القضائية و التي كان آخرها الدعوي رقم 8602 في 2 أبريل 2011 ..و أرفقنا بهذه الدعاوي والشكاوي كل المستندات الرسمية و التي يجلس فوقها خاتم النسر ... بل وأغلبها صادر من مصلحة السجون وتتحدث عن الشلل النصفي و عن تكرار الجلطات فهل يكفي هذا يا أصحاب النهي والأمر أم أنكم مازلتم تنتظرون شهادة وفاة الرجل .. وبهذه المناسبة فيروي و هذه القصة حقيقية ..فقد تقدمت بشكوي أطلب فيها الإفراج عن محمد الأسواني في عهد الرئيس السابق..فكان رد مصلحة السجون علي الشكوي..أن المذكور يعاني من الشلل النصفي والإرتفاع المزمن في ضغط الدم وقد أدي هذا الإرتفاع إلي حدوث جلطة بالمخ مع وجود جلطة قديمة بجذع المخ ..و المذكور يعاني من ثقل اللسان ودوار مستمر نتيجة عدم إنتظام مستمر للضغط والسكر ..مع تضخم في الصمام الميترالي ..و مع ذلك تري الإدارة أنه وبشأن العفو الصحي عنه ...فإن الإدارة ترفض ذلك الطلب ..لتمتع المذكور بصحة جيدة ..