بعد مرور ما يقرب من الأربعين عاما على حبسه، ليصبح اقدم سجينا فى مصر، يخرج نبيل المغربى عن صمته ليروى تفاصيل قصته التى عاشها خلف الأسوار منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات، فى حملة الإعتقالات الكبرى التى شهدتها مصر فى سبتمبر 1981. ويعتبر المغربى ضمن السجناء الذين تم إدراجهم فى قضية اغتيال الراحل أنور السادات، وتم الحكم عليه بالمؤبد وفي اثناء فترة سجنه اضيف اليه حكمين اخرين احدهما ثلاث سنوات في قضية الهروب الكبير بالرغم من انه لم يشارك فيها حكم عليه بالمؤبد أيضا في عام 95 في قضية تنظيم طلائع الفتح الثانية وكانت التهمة امداد خلية جهادية بمعلومات من اجل قلب نظام الحكم بالرغم من انه كان معزولا عن الدنيا منذ 15سنة وكل معلوماته تنحصر في زنزانته ومواعيد زيارته. وانفردت جريدة الدستور بحوار مطول مع نبيل المغربى وجاء كالتالى: هناك جزء في حياتك قبل مرحلة السجن غير معلوم لنا نريد ان تحدثنا عنه؟ انا كنت مثل اي شاب طموح مكافح في الحياة اسعي الي تحقيق ذاتي واحمد الله علي ذلك فقد حصلت علي لقب الطالب المثالي في الكلية وحصلت علي بكالوريوس اللغات وترجمة فورية لغة اولي اسبانية ولغة ثانية فرنسية اضافة الي اللغة الانجليزية وكنت اجيد الثلاث لغات. فى المخابرات وكيف جاء عملك في المخابرات الحربية؟ لك ان تعلم ان خريجي اللغة الاسبانية كانوا ممنوعين من الهجرة لانهم قليلون جدا وكانت اللغة الاسبانية هي اللغة الثانية في العالم بعد الانجليزية ويليها الفرنسية وبها تتعامل الاممالمتحدة كلغة ثانية، وفي تلك الفترة كانت المخابرات تستدعي كل من هو متفوق في مجاله فتختار منهم ذوي الكفاءات العالية، والحمد لله تم اختياري ضمن صفوف المخابرات. لكن المخابرات وقتها قالت لن نستطيع اعفاءك من فترة التجنيد فالتحقت بالجيش كضابط احتياطي في المخابرات الحربية ايضا لسد العجز الذي حدث بعد حرب 73 وتعويض خسائر القتال ، بعد أن تم إجراء بعض الاختبارات كنت فيها اول الدفعة وتم الحاقي مع أربعة آخرين كنت انا اولهم بمكتب ضباط الشفرة وكان هذا المكتب يعد اعلي درجة في المخابرات ومديره كان أعلى درجة من الرئيس السابق مبارك وقت ان كان قائد القوات الجوية . وإلى متي ظللت في هذا الموقع الهام؟ ظللت فترة في هذا المكان الي ان بدات تحدث بعض الخلافات بيني وبين طارق زعتر زوج شقيقة الرئيس السادات الذي جاء الي هذا المكان بالواسطة اما انا فجئت اليه بمجهودي و كفاءتي . وماذا كان سبب هذا الخلاف؟ بدأت أقول رأيي في السادات معتقدا بأنه عميل و خائن فحدث نوع من الاحتكاك بيننا،.وساعد في الأمر إنه كانت لي ميول اسلامية حتي اني عندما التحقت بالجيش ذهبت اليهم و انا ملتح ولم تكن اللحية و قتها عائقا من دخول الجيش أو المخابرات مثل اليوم ، وبعد خروجي من المخابرات عملت في ثلاث جهات مدنية وهي وزارة الثقافة ثم وزارة الشباب ثم دار الاعتصام وكانت وقتها اكبر دار للطبع و النشر وكنت اعمل مترجما فيها. جيل ثائر لكن لماذا تم اعتقالك ؟ كنت ثائرا مثل شباب التحريراليوم ارفض الظلم والاجرام واللصوصية والمطالبة بالحريات علي كافة المستويات المشروعة ورفض اجرام السلطة و النظام الحاكم ورفض الخيانة للشعب والوطن وتغليب المصلحة الفردية علي المصلحة العامة هي هي نفس افكار الجيل الحديث، لكن الفرق بيني و بينهم انه كان لديهم الفيسبوك فحماهم الشعب ووقف الي جوارهم وتكاتف معهم اثناء المواجهة اما نحن الجيل الثائر القديم لم يكن هناك من يقف معنا و يحمينا فتم القبض علينا ولم يسمع عنا احد في ظل التعتيم المتعمد من الاعلام الحكومي . بالرغم من انك اعتقلت قبل مقتل الرئيس السادات الا انه تم الحكم عليك بالمؤبد؟ انظر الي قائمة المتهمين في قتل السادات وعددهم 24 لن تجد اسمي منهم فقد كنت في السجن قبل جميع الاحداث وتم حشري في القضية رقم 462 امن دولة عليا عام 81 و التي عرفت اعلاميا باسم تنظيم الجهاد ، وتم الحكم علي بالمؤبد بالرغم من انه مثبت لديهم في الاوراق انه قبض علي قبل الاحداث والاوراق الرسمية تثبت ذلك و تؤيده. نداء للمجلس الأعلى للقوات المسلحة هناك مجموعة لازالت باقية من السجناء السياسيين فما هى أوضاعهم؟ أنا أطالب باسم الوطنية من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالأفراج الفورى عن جميع زملائى الذين لا يزالون قابعين فى السجن حتى الآن رغم أنهم أشرف شرفاء جيل مصر من الجيل السابق وعلي راسهم محمد الاسواني جمال شهري ومصطفي حمزة واحمد عجيزة وعلي نور الدين ومجدي ادريس ومدني ادم وخالد امين وابراهيم عبد البديع وعشرات اخرين مازالوا حتي الان. هل كان هناك نوعا من الضغط النفسى عليكم داخل السجن؟ جميع أنواع الإجرام التى تتخيلها والتى لا تتخيلها كانت تمارس بسبب وبدون سبب ومعاناة 30 عاما فى السجون لا يكفى أن تسردها فى دقائق معدودة، ويحزننى أنه بالرغم من قيام الثورة إلا أنه مازال هناك إجراما فى السجون والدليل على ذلك بقاء إخوانى فى السجن حتى الآن . ما الذى تنوى فعله فى الفترة المقبلة؟ أنا رجل كبر سنى ووهن عظمى وخرجت بعفوا صحى فلا أملك إلا الدعاء إلى الله أن يحفظ مصر وأهلها ويقيها من كل شر وأن يخلص الوطن العربى من كل طاغته.