· عاش 25 عامًا في لندن وجاء بعد الثورة ليعيش في عالم الغرائب في واقعة قد تكون طريقة للبعض رغم أنها «مأساة» لصاحبها، كشفت خطابات رسمية متبادلة بين بنك القاهرة «فرع مدينة نصر» ومنطقة مدينة مصر للتأمين والمعاشات عن خطأ جسيم تمثل في الحكم علي الأحياء بالموت وإن ظلوا أحياءً.. ففي الخطاب الصادر من فرع البنك برقم 4975 بتاريخ 17/5/2010 والموجه إلي منطقة التأمين والمعاشات بمدينة نصر أفاد البنك برد الشيك مقبول الدفع رقم 1780640 بتاريخ 12/5/2010 وقيمته مبلغ 45.78518 جنيه قيمة معاش المرحوم عن الفترة من يناير حتي مايو 2010، وطلب البنك في الخطاب عدم ارسال المعاش مستقبلاً. أما المرحوم فهو القيادي الإخواني د. كمال الهلباوي ورقم الربط للمعاش هو 2778/30 وفي خطاب آخر صادر عن منطقة مدينة نصر للتأمين والمعاشات إلي الهلباوي برقم 2211 بتاريخ 28/4/2011، ورداً علي طلب الأخير للمنطقة بتاريخ 20/4/2011 وطلب فيه صرف مستحقاته من المعاشات المرتدة عن الفترة المشار إليها أشارت المنطقة إلي خطاب البنك سالف الذكر الذي بناء عليه - أفادت المنطقة - انه تم ايقاف صرف المعاش منذ يوليو 2010. وطلبت المنطقة من الهلباوي سرعة الحضور لمقرها لتقديم صورة البطاقة وعمل اقرار يفيد بأنه علي قيد الحياة!. الجدير بالذكر أن الهلباوي عاش 35 عاماً في لندن ولم يسمح له بدخول مصر في عصر مبارك. ولم يعد إليها إلا بعد نجاح ثورة 25 يناير وكان القيادي الإخواني قد بدأ عمله في مصر فيما كان يعرف بالجهاز المركزي للتدريب وكان رئيسه المرحوم د.م. عبدالمجيد العبد وكان يهتم بتدريب القوي العاملة الفنية وكانت له ثلاثة مقرات بشارع حسن صبري بالزمالك و5 شارع 26 يوليو و28 شارع طلعت حرب. ألغي الجهاز وتصارعت علي مقراته وزارتا الخارجية والعمل - كما يقول الهلباوي وانقسم العاملون به فأرسل معظمهم إلي العمل وكنت ممن الحقوا بوزارة العمل ثم أخرجت علي المعاش وتم رفض تجديد إعارتي للخارج وكنت ممنوعاً من السفر حتي 1971 وسافرت بعدها إلي نيجيريا ثم المملكة العربية السعودية مديراً للثروة العالمية للشباب الإسلامي.. وأضاف: تم تحويل معاشي بعد عدة سنوات إلي التأمينات الاجتماعية ومن ثم إلي البنك حيث فتحت حساباً في بنك القاهرة في مدينة نصر وكان رقم الحساب 43 ولا أدري ما حدث به أثناء الهجرة حيث كان يتم تحويله من التأمينات إلي البنك لأنه لم يكن هناك من يتسلمه منذ سنة 1988 وبعد 1988 تغير البنك وتغيرت أوضاعه وعدل رقم الحساب وتم تحويل المعاش علي البنك عدة سنوات وكنت قد فوجئت بأن رقم الحساب تغير، حيث أنني وعندما عدت راجعت البنك فقال لي الموظفون إن المعاش تم رده مجمداً إلي التأمينات الاجتماعية، وعندما راجعت التأمينات الاجتماعية قالوا لي، دا كمال الهلياوي مات، إذا كنت أنت كمال الهلباوي ورينا المستند، فأطلعتهم علي بطاقة الرقم القومي فقالوا لا تكفي! اطلعتهم علي جواز السفر فقالوا لا يكفي! ورجعنا بعد اسبوع فقالوا أكتب لنا شهادة بأنك علي قيد الحياة!! فقلت لهم: أنا ممكن أجيب لكم شهادة من الحانوتي أنه لم يدفنني! استطرد الهلباوي: موظفو التأمينات كانوا محتارين وقالوا احنا نعرفك من التليفزيون ونقرأ لك لكن دي التعليمات احنا عندنا اخطار بأنك مت!. وعن الفترة من 1988 حتي 2004 قال الهلباوي علي أن أبحث عن المعاش في هذه الفترة أين هو ومن كان يصرفه، حيث سافرت في سبتمبر 1988 إلي باكستان وأفغانستان، ولا أعلم كم هي قيمة المعاش عن تلك الفترة، أما ما أرسلوه عن فترة من 2004 حتي الآن وصل إلي 90 ألفاً مؤكداً أن المعاش في الفترة من 1988 حتي 2004 كان يتم صرفه بمعرفة وزارة القوي العاملة دون أن يحدد ما إذا كان شخصاً أو جهة هو الذي كان يقوم بصرف المعاش واستلامه في تلك الفترة وقال: سأبحث في الأمر في المستقبل فأنا لا أعرف أخرجونا علي المعاش في أي سنة بالتحديد.