كعادته اثار الدكتور ناجح ابراهيم القيادي بالجماعة الاسلامية زوبعة جديدة ولكن هذه المرة داخل الجماعة نفسها حيث أبدي اعتراضه علي انتخابات مجلس شوري الجماعة الاخيرة وهي الانتخابات التي اطاحت بالشيخ كرم زهدي مؤسس الجماعة وأتت بالشيخ عصام دربالة كأمير للجماعة فضلا عن الاطاحة بعدد من رموز الجماعة الآخرين ووصف إبراهيم ما حدث بأنه مهزلة.. «صوت الأمة» التقت الدكتور ناجح للتعرف منه علي آرائه في مستقبل الجماعة وتكيفها مع الوضع السياسي الجديد بعد الثورة وذلك في الحوار التالي : بداية كيف تري الانتخابات الأخيرة في الجماعة الاسلامية والتي افرزت فوز عصام دربالة بمنصب أمير الجماعة؟ - الانتخابات في حد ذاتها تمثل تطورا كبيرا في تاريخ الجماعة الاسلامية لانها أول حركة اسلامية مصرية تجري انتخابات لكوادرها من القاع إلي القمة، وهو ما ينفي عنها معاداتها للديمقراطية وان كانت الانتخابات قد اعتراها بعض الشوائب ولم تكن انتخابات شفافة لذلك كان من الطبيعي ان يتم ازاحة الشيخ كرم زهدي ليظهر اشخاص آخرون أقل منه خاصة أنه مؤسس هذه الجماعة وكل ما تشهده من ازدهار الان راجع لنشاط كرم زهدي. إذن الانتخابات كانت فاشلة لانها ازاحت الافضل من وجهة نظرك؟ - لم تكن فاشلة بالمعني الحر في للكلمة ولكن اعتراها بعض الملاحظات وان كانت الانتخابات قد نقلت الجماعة الاسلامية من خانة الديكتاتورية إلي خانة الديمقراطية رغم ان فكرة الانتخابات كانت موجودة منذ ان كنا محتجزين في سجون العادلي ولكننا لم نستطع تطببقها إلا بعد 25يناير حيث كان يقف امامنا العائق الامني. تردد انك ستعتزل العمل داخل الجماعة .. فما هي الاسباب؟ - فضلت الابتعاد قليلا لكني لن اعتزل، وان كنت في حالة غضب شديد للنتيجة التي افرزتها الانتخابات لانه من غير المعقول ان يتم الاطاحة بمؤسس الجماعة والمهندس الاساسي لهذه الجماعة، علاوة علي أن الجماعة بهذا الشكل تنكرت للشيخ كرم زهدي وما فعله لها ولعل ابرز ادواره هو الافراج عن المعتقلين ومع ذلك تنكروا له ولجهوده وتاريخه. وما الذي يميز كرم زهدي عن عصام دربالة للدرجة التي تجعلك تغضب من عدم اختياره؟ - يتمتع زهدي بصفات لا توجد لدي دربالة أو غيره حيث انه يعمل في صمت هو أشبه بتشرشل الذي قاد انتصارات بريطانيا وعند أول انتخابات تمت الاطاحة به لاسباب غير معلومة وهو ما يعني انه ليس من المؤكد ان تختار الشعوب الاصلح بدليل عدم اختيار زهدي كأمير للجماعة والشيخ كرم أكبر من أي مجلس بل علي العكس فان رئاسته للمجلس كانت ستنقص منه. البعض ارجع اعتراضك علي اختيار عصام دربالة لوجود خلافات شخصية بينكما؟ - صحيح ان هناك خلاف فكر بيننا ألا انه لم يكن السبب لاعتراضي علي نتيجة الانتخابات. تحدث البعض عن فشل كرم في الانتخابات بسبب وجود فصيل داخل الجماعة يرفضه ما رأيك؟ - هذا الفصيل جاهل ولا يعرف قيمة الشيخ كرم زهدي ودوره في تأسيس الجماعة والمجهود الذي بذله كما ان هناك فصيلا آخر يحب كرم زهدي رفض المشاركة في هذه الانتخابات وهم الاغلبية الصامتة. ماذا عن عبود الزمر هل كان اختياره مفاجأة لك؟ - الشيخ عبود كان في المجلس القديم ووجوده في المجلس يبدو لي امرا طبيعيا لكن المفاجأة هي وجوده واختفاء كرم زهدي لانه الاقوي والاصلح الجماعة. هل الاطاحة بكل من كرم زهدي وحمدي عبد الرحمن وعلي الشريف وفؤاد الدواليبي بمثابة انقلاب علي الجيل القديم؟ - يمكن ان نطلق عليه ذلك والجماعة عليها دين لابد أن تحفظه لهؤلاء الاربعة الذين بذلوا جهودا عظيمة من اجل الدعوة والجماعة صرحت بأنك ترفض انشاء حزب سياسي للجماعة مفضلا انشاء جمعية أهلية ، فما السبب؟ - الجماعة ينقصها الكثير من الدعم المادي والكوادر التي تحتاجها وبالتالي فنحن في حاجة إلي ترتيب البيت من الداخل أولا لان جسد الجماعة مليء بالجروح. ولن اشارك في أي حزب سياسي أو أي عمل غير مدروس لان الجماعة امامها شوط طويل قبل البدء في انشاء حزب سياسي.