لا تعرف من أين تأتي كل هذه الحيوية والآراء الألمعية والفتاوي النقدية إلي أقلام «بعض» الصحفيين، ما أن يطرح اسم هيفاء وهبي؟.. حيث يتحول الصحفي الفني النابه إلي واعظ وحامي الحمي في المجتمع، وعلي الرغم من أن الست هيفاء منتشرة في كل المحطات الفضائية ترقص وتغني وتنقل مرحها واستعراضاتها من خلال الكليبات والحفلات، إلا أن جديدها دائما يثير الفضول، حدث هذا عندما اختارها المخرج خالد يوسف بطلة في فيلم «دكان شحاته»، ويحدث الآن عندما أعلنت أنها بطلة فوازير رمضان الجديدة .. فلم يمر سوي خمسة أيام علي هذا الإعلان الهيفائي حيث خرج نفي قاطع من مسئولين كبار، وكأننا أمام تهمة لابد لأي مسئول أن يبريء ذمته منها؟ أين المشكلة بالضبط ؟ .. هل هي في الصحفي أم المسئول أم هيفاء أم المشاهد الذي ينتقد أغاني واستعراضات هيفاء باللسان والكلمات بينما عيناه تتابعها علي الشاشة، وصورتها علي شاشة محمولة. - طالت الأزمة المالية العالمية صناعة السينما في مصر، ولأنه ليس لدينا أي أرقام أو بيانات تؤكد ذلك أو تنفيه، فإن المرجع الوحيد الذي نستند اليه هو الحالة الهيستيرية التي أصابت غرفة صناعة السينما، وجعلتها في حالة انعقاد مستمر من أجل اقناع النجوم والفنانين والفنيين بتخفيض أجورهم، وتقليص حجم العمالة، وتكلفة الانتاج، والدعوة إلي خفض الضرائب والجمارك علي أدوات الصناعة، حتي لا يتأثر حجم إنتاج الأفلام.. ولا شك أن هذه خطوات جادة وايجابية و«وطنية» من الغرفة للخروج من الأزمة!. وقبل أن تتبلور هذه الخطوات الايجابية إلي نتائج ملموسة، تحركت الغرفة في اتجاه معاكس تماما، حيث ذهب اعضاء الغرفة بربطة المعلم إلي علي أبوشادي رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية وحصلوا منه علي قرار بزيادة عدد نسخ الأفلام الاجنبية «الأمريكية» من خمس نسخ إلي ثماني نسخ، ويمكن رفعها إلي 10 نسخ، وهذا القرار يعني ببساطة إنه إذا كانت الافلام الأمريكية، تشغل 60% من عدد صالات العرض في مصر طوال العام - فيما عدا الموسم الصيفي وأيام عيد الأضحي وعيد الفطر - فإنها سترتفع إلي 85%، وهذا يؤدي بالضرورة إلي تخفيض عدد نسخ الأفلام المصرية وإيراداتها، وزيادة أزمتها بالتالي. ولا أريد أن أخوض في تفاصيل كثيرة الآن، ولكن دعونا نسأل : هل غرفة صناعة السينما «المصرية» تعمل فعلا لصالح الافلام المصرية أم تعمل لصالح الافلام الأمريكية ومن أجل حفنة دولارات (!!). الحكم الذي أصدرته محكمة القضاء الاداري بالغاء ترخيص مجلة «إبداع»، وليس مصادرة العدد الذي نشرت فيه القصيدة التي دعت المحكمة إلي إدانة المجلة، وهذا معناه ببساطة أن تفقد الحياة الثقافية واحدة من الاصدارات الثقافية التي لا تتعدي أصابع اليد الواحدة في مصر الآن!.. لقد أصبحنا أقل الدول العربية فيما نصدره من جرائد ومجلات ثقافية، بعد أن كنا مركز اشعاع ثقافي في العالم العربي كله!.. وبعيدا عن التعقيب علي الحكم القضائي، المطلوب الآن التحرك بسرعة من وزارة الثقافة لاصدار ترخيص جديد لمجلة أخري.. بمنتهي السرعة. - علي مدي ثلاثة أشهر علي الأقل، يعيش العالم حمي احتفالات الاوسكار الأمريكي، دعاية صاخبة، أفلام ونجوم وازياء وتوقعات، ثم تأتي الليلة الموعودة فيتابعها الملايين علي شاشات التليفزيون .. أما الاوسكار المصري، وأقصد به المهرجان القومي للسينما المصرية، فهو يقام في سرية تامة، وقد تقرر هذا العام الغاء حفل افتتاحه، والاكتفاء بحفل الختام من أجل مزيد من السرية .. هل تخجل وزارة الثقافة من السينما المصرية لهذه الدرجة؟!.. معلومة: حفل الاوسكار المصري 30 أبريل القادم، أي بعد أقل من ثلاثة أسابيع!.