· طالبنا الشيخ يعقوب بالاعتذار عن تصريحه لكنه لم يختلف عن موقف الكنيسة · لن نشكل حزبا سياسيا ونكتفي بالجانب الدعوي للحفاظ علي هوية مصر الإسلامية في حواره مع " صوت الامة " اعلن الشيخ عبد المنعم الشحات المتحدث الاعلامي باسم جماعة الدعوة السلفية رفضه لتشبيه الاستفتاء بغزوة الصناديق ومطالبتهم للشيخ يعقوب بالاعتذار عن هذا الوصف ، صوت الأمة إلتقته وكان هذا الحوار: ما موقفكم من اعلان الشيخ محمدحسين يعقوب احد رموز السلفية في مصر عن الانتصار في غزوة الصندوق - اشارة للاستفتاء ؟ نحن جماعة الدعوة السلفية رفضنا هذا التصريح وطالبنا الرجل بالاعتذار عما بدر منه علي الفور ، وفي اليوم التالي اعتذر الشيخ يعقوب عن كلامه ووصفه نتيجة الاستفتاء بالغزوة مبررا ما حدث بانه كان نوعا من التعبير التلقائي عن الفرحة ، كما طالبنا الشيوخ بضرورة اعادة النظر في خطابهم لان الاوضاع تغيرت وما كان مقبولا من قبل لم يعد مقبولا الان وضرورة التوقف عن استخدام مثل هذه التعبيرات التي تزيد مناخ التوتر والاحتقان الطائفي اشتعالا حيث لم يكن الشيخ يعقوب موفقاً بالمرة، ولكن لابد ان نقول ان الطرف الاخر استخدم الكثير من التعبيرات التي هي في نفس مستوي ما قاله الشيخ يعقوب او اسوأ منها في مهاجمة السلفيين والاسلاميين بشكل عام لدرجة ان بعض الفضائيات اقامت مأتماً علي مصر الديمقراطية وضياع الثورة و..و.. الخ من هذه الاتهامات التي اغضبت السلفيين والاسلاميين بصفة عامة نتيجة انهم قاموا بدورهم السياسي في دعوة الجماهير الي تاييد خيارهم السياسي وليس الديني بالتصويت ب"نعم" ، كما انهم كانوا يرون ان مصلحة مصر في الحشد لذلك من اجل الاستقرار ، وهو ما صوره البعض بان هذه الممارسة السياسية اصبحت الديمقراطية!! رغم ان الطرف الاخر قام ايضا بالحشد ، الكنيسة حشدت جميع الاقباط للتصويت ب"لا" لانها تري ان مصلحة مصر في التصويت بذلك ولم ينكر احد علي الكنيسة تصرفها قدر ما انهالت الشتائم والانتقادات علينا نحن السلفييين رغم ان ما فعلناه وفعله الطرف الاخر. ما هو وجه اعتراضك علي موقف الطرف الاخر الرافض للتعديلات؟ - اولا الاستفتاء انتهي ونتيجته اعلنت ويجب علينا ان نتعلم الممارسة الديمقراطية الحقيقية بمعني ان من حق اي جماعة ان تنادي بما تراه في مصلحة البلد لان مصر ليست بلدا للاسلاميين وحدهم ولا للمسيحيين وحدهم ولا العلمانيين وحدهم فهي بلد الجميع، ولعل المصادفة هي التي جعلت اغلب الاسلاميين صوتوا ب"نعم" ، والليبراليين ب"لا" فصار هناك حالة من التخوين من الطرفين وهو امر مرفوض حيث ان الجميع يريد مصلحة مصر. انتم متهمون باللجوء الي التبرير الديني للتصويت وربطتم التصويت ب"نعم" برضا الله ودخول الجنة ؟ اولا اود ان اشير الي انني اتكلم باسم الدعوة السلفية بالاسكندرية التي تتمركز في الاسكندرية ولها فروع في جميع محافظات مصر، ونحن نري ان الاستفتاء علي تعديل الدستور قضية اجتهادية سياسية لم نقل انها تخضع لمعيار الحلال والحرام او الجنة والنار ، ونحن نري ان السياسة جزء من الاسلام ومن ثم نقول ان التصويت ب"نعم" سوف يحافظ علي الهوية الاسلامية لمصر اضافة الي وجود مبررات اقتصادية وسياسية واجتماعية الي جانب موضوع الهوية وحتي لا يعرقل التصويت ب"لا" التطور الاقتصادي ويطيل امد الجيش في السلطة حتي يعود الي ثكناته ولا نرهقه بادارة البلاد ، وحتي لا يتكرر ما حدث في ثورة يوليو ببقاء الجيش ، واما اذا كان الطرف الاخر من العلمانيين والنصاري يريدون منا ان نُقصي الدين من حياتنا فهذا ما نرفضه، ونحن نريد ان يحكم الدين حياتنا لتحقيق المصلحة العامة وفق الضوابط والاجتهادات السياسية المعاصرة. ما معني انكم تتبنون حملة ملصقات ترفع شعار "نعم لمصر الاسلامية، ولا لمصر المدنية اللادينية؟ اذا اردنا تحريرالمصطلحات نقول لمن يريد الدولة المدنية أن يترجم هذا المصطلح باللغة الانجليزية، وسوف نفاجأ بان اللادينية والعلمانية والمدنية لها نفس الترجمة في اللغة الاصلية اللاتينية ، ومن ثم فنحن كسلفيين نتخوف من الموافقة علي الدولة المدنية بالصورة التي يعرضها البعض، بانها فقط تعني تداول السلطة واشتراك الشعب في الحكم ومراقبة الحكام ، ومع هذا فاننا نقر بان كل ذلك مطلوب ونقبل به في الدولة الاسلامية ولكننا نخشي من الاعتراف بالدولة المدنية بمفهومها المطلق الذي يسعي البعض من خلاله لتكريس مفهوم فصل الدين عن الدولة فضلا عما ذكرناه من معانيها الاصلية في العلوم السياسية الغربية وفي لغتها الاصلية اللاتينية. ما شروطكم لقبول الدولة المدنية ؟ -اذا تجاوزنا اصطلاح "المدنية" يبقي ان ينص صراحة في دستور تلك الدولة المدنية علي ان المرجعية العليا تكون للشريعة الاسلامية، ومن ثم كل ما وراء ذلك من تفصيلات في ادارة شئون الحكم ومراقبة الشعب للحكام واليات ذلك قابلة للاجتهاد الشرعي والسياسي المعاصر ونرحب به. كيف تري علاقة السلفيين مع الاخر الديني او السياسي المخالف لهم ؟ هناك نوعان من الاخر دعنا نتكلم عنهما .. الاول هو الاخر المسلم الذي يدعو الي مخالفة القطعيات في الشريعة الاسلامية فهذا في العرف القانوني ويعد نوعا من الخروج علي النظام العام ونعتمد اسلوب الحوار والمناظرة سبيلاً مفضلاً للتعامل معه وليس تكفيره حتي نتوصل الي مفاهيم متقاربة ، واما الاخر غير المسلم فله حقوقه المنصوص عليها في الشريعة الاسلامية والتي حفظها له الاسلام في مصر طوال 15قرنا مضت ونحن مطالبون بالحفاظ عليها وحسن معاملتهم حيث امرنا الرسول صلي الله عليه وسلم بذلك فضلا عن انهم مواطنون مصريون لهم حقوق وعليهم واجبات. ما رأيك في ترشح مصري مسيحي للرئاسة ؟ - دعني أسالك هل من المتاح ان يكون دين الرئيس موافقا لدين الاغلبية ام لا ؟! اليس ذلك عرفاً عالمياً ، وهل من الممكن ان يصبح البابا شنودة رئيسا للفاتيكان؟! فهذا من المستحيلات بالرغم من انه مسيحي ولكنه مخالف في الملة وهل من الممكن ان يصبح رئيس امريكا او انجلترا مسلماً ، اعتقد ان ذلك من المستحيل حدوثه ، كذلك من يطالب برئيس مسيحي للاغلبية المسلمة فانه يتكلم عن شيء مستحيل حدوثه في الواقع. هل هناك مانع من مجرد الترشح كمواطن مصري مسيحي وللناخب ان يختار بين المرشحين ؟ نحن نرفض القول بذلك فاعطائه حق الترشح ثم عدم اعطائه حق الفوز نوع من المراوغة التي نرفضها ، وانه اذا كان ليس من حقه ان يكون رئيساً فلا يسمح له ان يكون مرشحا ابتدءاً ويمكن القياس علي مزدوج الجنسية حيث لا يصح ان نقول نسمح له بالترشح لانه لن ينجح فان ترشيحه مرفوض بغض النظر عن قدرته علي النجاح من عدمه . هل تنوون تشكيل حزب مستقل ام ستدخلون في الائتلاف الذي اعلن عنه عبود الزمر؟ - حتي الآن نميل الي دعم افضل الموجودين علي الساحة مع الاحتفاظ بوجهها الدعوي والعلمي والتربوي بعيدا الدخول في احزاب سياسية.