لم يدهشني ما جاء علي لسان الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر في تصريحات خاصة لجريدة «المصري اليوم» الأربعاء 23 مارس، رغم أن ما صرح به يمكن أن يكون مثار دهشة كثيرين غيري!، قال الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب إن الفساد في مشيخة الأ زهر قد وصل ذروته، وأتعرض للحرب بسبب اغلاقي «حنفية الأموال»، ومستعد للاستقالة.. وإذا كان الأزهر بهذا الوضع «العفن» فكيف يكون حال مصر»!، أما الذي أدهشني بالفعل أن يأتي هذا الكلام من رأس الجامع الأزهر!، ولو كان قد جاء الكلام من أحد العاملين بالمشيخة أيا كان موقعه لما كان لي به أدني اهتمام!، لكن أن يأتي من الإمام الأكبر فلا يمكنني إلا أن أتناوله في سياق متصل نتابعه حالياً عن سلسلة وقائع الفساد التي شملت أرجاء مصر!، ولم تسلم من هذا الفساد مؤسسة تابعة للدولة، والحكومة في قمة هذه المؤسسات من الرئيس إلي الوزير!، وكأننا في أرض موحلة، كتب علينا أن نضرب فيها فلا تسلم أقدامنا من الغرز فيها حتي نغادر حدودها إلي أرض أخري! وهكذا.. حتي الأزهر منارة مصر والعالم الإسلامي «وصل الفساد فيه إلي ذروته»! والشيخ «الطيب» وقد وصل إلي الإمامة الكبري ولم يمض عليه الوقت الذي كان يجب أن يكون أطول مما هو حتي يكتشف الرجل اكتشافه المخجل!، فالفسدة في المشيخة لم يستحوا فيقرروا «هدنة» يوقفون فيها فسادهم الذي تقادم العهد عليه في مرحلة سابقة!، كنا أثناءها لا يمكن لنا اعتبار بعض وقائع الفساد في الأزهر التي تصل إلي علمنا أنها تمثل ظاهرة!، لاسيما وأن شيخ الأزهر الراحل كان لا يسمح بأي مساس بسمعة الأزهر!، الذي اكتشف خلفه أن الفساد فيه وصل ذروته!. والإمام الأكبر «الطيب» لا يبالغ اذا أبلغنا أنه يتعرض للحرب بسبب اغلاقه «حنفية الأموال»! فأموال الأزهر عبارة عن نهر لا تجف مياهه، ما تدفعه الدولة للأزهر، وما تصل خزائنه من أموال الزكاة نقداً أو عيناً!، وقد عرفت أناسا يهبون عمارات يملكونها في شوارع مهمة لمشيخة الأزهر مباشرة علي سبيل الزكاة وغير الزكاة!، وهذا النهر لا تدخله وتصب فيه الأموال إلا بمعرفة الجهاز التابع للامام الأكبر في المشيخة، ولكن في هذا الجهاز من عرفوا كيف يغرفون المال من النهر دون أن يبدو عليهم أنهم قد نزلوا النهر أو اقتربوا من شاطئه!، وعندما يذكر الشيخ «الطيب» أن هناك «ضغوطاً وإهانات قد تعرض لها من بعض العاملين في المشيخة، حيث انه لا يوجد قانون في الدولة حالياً، والفوضي هي السائدة»!، عندما يذكر الشيخ ذلك، فانني أصحح له بعضا من هذا الكلام الذي يعني أن الفساد في أرجاءالدولة والذي كشفت عنه ثورة 25 يناير ظل يتم وتتنامي منظومته في ظل غياب القانون والفوضي التي سادت!، فليس الفساد في مؤسسة الأزهر وليد «غياب القانون حالياً، والفوضي هي السائدة» لايا فضيلة الامام.. كل ما في الأمر أنك تكشف الغطاء هذه الايام عن «الفساد في ذروته» فلم تستطع السكوت عنه! أما الحرب عليك فأنت في تصريحاتك قد عرفت السبب!، والأزهر ليس ببعيد عن مصر.. إنه في حالة ضمن حالة مصرية عامة تنهال وقائع فسادهم علينا فتعفنا دائما بالاقتناع بأن مصر هي الوطن المنهوب في كل العصور!، وأنه لاعصمة لأي ركن في مصر من السرقة حتي لو كان هذا الركن يسكنه الأزهر الشريف!، وطبت نفسا أولها الشيخ «الطيب»!، فقد أديت ما عليك ونبهت، فلم تسكت عن حق سكت عنه غيرك!، ومن حقك -كما ذكرت للجريدة- أن تمضي.. بعد أن قلت كلمتك.