أقامت دار الشروق للنشر، ندوة للروائي الكبير بهاء طاهر، بحضور عدد كبير من الكتاب والشخصيات العامة، احتفاءًا بإعادة نشر الشروق لروايتيه الحب في المنفى، ونقطة النور. قدمه الندوة " أسامه العرابي"، ليصرح بهاء طاهر أن الحضور الكبير أشعره بأنه ليس الوحيد في هذا العالم، فيما قال عن المقدمة: لم أكن أعرف كل هذا عن بهاء طاهر، مؤكدًا أنه لن يستطيع التكلم والشكر، وأنه يجيد الكتابة أكثر. ومن جانبه شكر "طاهر" الشروق، متذكرا شيلر وروايته اللصوص، التي لم تلق رواج، ولكنه صمم أن تظل لكي يحبها ويعرفها الجمهور، فالناشر لابد أن يقدم الغث من السمين ولا ينقاد وراء السوق، إنما يقوده هو لما هو حق وجميل. متذكرًا أمثلة في التاريخ لأعمال لم تلق أي شعبية، وأصبحت من أفضل الأدب، والعكس أعمال لقت رواج، ومن ثم انتهت تمامًا. أوضح الروائي أيضًا أن الناشر لابد أن يكون قارئ ذكي، فما يراه ليس جديرًا يخفيه عن الناس. مستشهدًا بالناشر الذي اهتم بروايو باولو كويلو بعد أن كانت لم تطبع منها إلا 600 نسخة فقط، لتنجح رواية "السيميائي" وتوزع في العالم كله، وتصبح أكبر رواية توزيعًا على مدى التاريخ. يضيف الروائي أنه عاش العصر الذهبي للقصة القصيرة، ليقول: كنا ننتظر قصص يوسف إدريس، فالقصة القصيرة هي "شعر السرد" و قد أعادت نوبل الاهتمام لآليس مونرو صاحبة القصص القصيرة، معيدة هذا الفن على الساحة، بعد عقود من الأهمال. فيما تحدث الكاتب الكبير عن جائزة مبارك التي أكد أنه اعتذر في ظروف هامة، وهو وقت بداية الثورة. بينما أوضح الكاتب موقفه السياسي من المرشح الرئاسي المحتمل عبد الفتاح السيسي، أنها حملة انتخابية هامة، مؤكدًا أننا أمام خيارين حسن و أحسن. ليختار هو "السيسي" لأنه بنى حملته الانتخابية على مقاومة الفكر الرجعي، وهي النقطة التي يصبح المجتمع المصري في حاجة إليها. مشيرًا أننا أصبحنا مهددين بسطوة الفكر الرجعي الذي دمر البلد في فترة وجيزة جدًا على حد قوله. في الوقت ذاته، يقف أحد الحضور، ليوضح أن المرشح العسكري الخلفية، قد تأثر بما في الجيش من قوة، مما سيترتب عليه أن في عهده لن يرى المبدعون حماية الإبداع كما يظنون، ليجيب بهاء طاهر، أنه لا يرى أن الخلفية العسكرية تسئ لأي شخص، في ظل الوقت الصعب الذي تشهده البلاد من قنابل وتفجيرات كما صرح. مؤكدًا أنه عاش أجمل أيام حياته في ظل حكم عسكري وهو حكم "جمال عبد الناصر" حينها يعترض السائل، ويؤكد أن الرئيس الأسبق، كان فاشيًا برغم الأشياء الجيدة التي فعلها، ليجيب عليه "أسامة العرابي" مقدم الندوة "اللي شوفناه أيام السادات ومبارك ومرسي يخلينا نترحم على أيام عبد الناصر" وتردف إحدى الحاضرات "إحنا اللي كنا عايشين الوقت ده .. مش إنت" موجهة حديثها للشاب المعترض على حكم عبد الناصر. كذلك، أوضح الكاتب الكبير، أنه عنده مآخذ كثيرة على كثير من الأعمال الشبابية، الرائجة حاليًا، فاللغة ليست مجرد وسيط بل هي الأدب نفسه. وكشف خوفه من أن يدمر التاريخ هذه الأعمال نظرًا لقلة قيتمها. وقد تحدثت عدد من الشخصيات البارزة والمثقفين، ليقربوا صورة الكاتب الكبير للجمهور، كفؤاد قنديل، وسعيد الكفرواي، والشاعر أسامة عفيفي، والفنان أحمد شيحة، والكاتب أحمد طولان، والكاتبة سمية رمضان، ونيفين سمكي سفيرة مصر السابقة في باريس وإيطاليا، وأخيرًا الكاتب شوقي عبد الحميد.