لأول مرة في التاريخ، يتغير إيقاع الزمن في مصر، اللي كانت ماشية تعرج زي البطة المكسحة، تمشي خطوة واحدة للوراء، ثم تتكوم علي الأرض، كان الكلام الذي نكتبه اليوم، هو نفس الكلام الذي كتبناه منذ عشرين عاما، وربما أيضا.. نفس الكلام الذي سوف نكتبه بعد عشرين عاما، ده إذا عرفنا نهرب من عزرائيل، الآن.. وبعد أن قام النبلاء والشهداء في ميدان التحرير بكتابة تاريخ جديد للوطن المحتل، أصبح ما تكتبه اليوم.. قد يصبح بلا معني غدا.. لأن آلة الزمن تمضي بشكل لم يكن أحد يتخيله حتي من الأحلام المستحيلة. ومازال التاريخ يبدأ من ذلك الميدان الشهير، الذي كتب بدم الشهداء .. من هنا يبدأ الوطن، وسوف تستمر هذه الوجوه النبيلة ترسم وجه مصر الصبية، لأنه ولا واحد في بر مصر، يثق في وعود السيد الرئيس بعد ثلاثين عاما، ظل خلالها يقود ميكروباص الوطن لوحده، وكل شوية يدخل في عامود نور أو عربية كارو، وينزلنا نزق لحد ما قطع نفسنا، وفي الآخر.. خد الميكروباص هو والسيد جمال وطلعوا جري، لم يعد أحد يثق في وعوده، فقد تعهد في بداية توليه الرياسة، بأنه لن يمكث أكثر من مدة واحدة، فصارت المدة بعد أن طرح الله فيها ا لبركة ثلاثين عاما، ووعد بأن السيدة قرينته لن تمارس أي نشاط ، فصارت تحكم نصف الوطن، ويمشي خلفها الوزراء ولاغفر حضرة العمدة، صارت تعز من تشاء، وتذل من تشاء. وأعلن سيادته أنه سوف يحارب الفساد، حتي لو كان الفاسد قريب سيادته، فأصبحت مصر تعيش أزهي عصور الفساد، وأصبح الحرامية والهجامين هم الذين يحكمون الوطن، وتعهد سيادته بحماية الوطن والحفاظ علي كرامة المواطنين، فأهدرت كرامة الجميع في أقسام الشرطة والسجون، وسحلت النساء والبنات في الشوارع، وصار زبانية حبيب العادلي الذي تفوق علي الحاج نيرون، هم ذراع الرئيس التي يلطع بها الشعب علي قفاه كل يوم، وتعهد سيادته باجراء انتخابات نزيهة في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، فجاءت أكبر فضيحة للنظام، وافتتح سيادته جلسات المجلس المزور، الأهم من ذلك.. أن سيادته قد أعلن في لقاء مع احدي المحطات التليفزيونية عام2005، أنه لا يوجد رئيس في الدنيا، يظل في منصبه رغما عن إرادة الشعب، وها هو مازال مصرا علي تولي السلطة رغم ارادة الشعب ، بل دفع ببلطجية الحزب الوطني لقتل الشباب النبيل في ميدان التحرير، في مشهد لن ينساه التاريخ، فاذا كان هؤلاء القتلة والبلطجية هم مؤيدو الرئيس، فلابد من محاكمة سيادته، لأن سيادته لم يعد رئيس دولة.. بل رئيس حزب الجمال في موقعة التحرير.