هل ستكون مصائب أحداث القديسين بالإسكندرية الأخوة الأقباط علي مدحت شلبي فوائد خاصة إذا ما قلنا أن موضوع النكتة البايخة إياها لا حس ولا خبر كما يقولون.. قضية تتعلق بالذوق العام ومدي الإيمان بالرسالة الإعلامية ومدي إيماننا بصالح فلذات الأكباد وأيضا دور شاشة مصرية ضلت الطريق وفقدت الهوية وانحرفت عن الهدف فبدلا من المنافسة الشريفة والقوية والتأكيد علي ريادة تبوأنا مرتبتها من زمان وجاء اليوم من لا يقدر الرسالة ولا يعرف معني ريادة إعلامية كنا في يوم من الأيام حاملين لوائها.. جاء علينا اليوم الذي نتسابق فيه علي الغث والخبيث والسيئ بعد أن تبوأ الواجهة من لا يقدّر الرسالة ويجهل الذوق العام وألفاظ خارجه ونكت لا تراعي الشعور العام وجرح لشعور الأسر فو المنازل والمساهمة في جر رجل الشباب إلي طريق الانحراف.. الأمر الذي يطرح العديد من علامات استفهام عديدة تكاد تدور برأسي ورأس الجميع من أحداث صاخبة أصابتنا بالذهول.. ربما أن شلبي مثلا علي رأسه ريشة أو لأن أحداث القديسين بالأسكندريه ألهت الجميع بعيدا عن خطأ شلبي.. أم أن أنس الفقي رفع شعار أسد علي الجميع وعلي شلبي نعامة.. أم شلبي قال لهم أنا قرش "زي بتاع شرم الشيخ مثلا.. أم أن وزارة الإعلام لم تدرك الدور الخطير الذي تلعبه القنوات الفضائية في عقول الشباب .. فضلا عن علامات استفهام من رفض الأخ سمير زاهر الجلوس مع الصحفيين عقب المباراة النهائية لبطولة وادي النيل هل لإرهاقه فعلا أم لهروبه من فضائح منتخبات الناشئين التي جاءت نتيجتها بمثابة جرس الإنذار لمستقبل القدم المصرية ولا يعقل أن يتغني اتحاد الكرة ببطولة كاس أمم أفريقية تحققت بعد أيام قلائل من إنتخاب مجلس إدارة. فترة لا تصلح أساسا لإعداد طفل للذهاب إلي الحضانة ويجيء يوم المحاسبة فيكون الهروب لاتحاد الجبلاية لا من زملاء صحفيين ولكن من الرد علي مستقبل الناشئين المصريين بعد قرابة ال11 عاما علي انتخابهم والجلوس علي كراسيهم. القضية تطول ولكن تعالوا من البداية ومصائب القديسين عند شلبي فوائد.. وحتي لا يتخيل أحد من قصاري النظر أن يعتقد خطأ أن هناك سوء فهم أو لا سمح الله تربص للأخ مدحت شلبي والحقيقة غير ذلك بالمرة ولكنها الرسالة آمنا بها وسأظل مدافعا عنها.. فأنا مع الإعلام الهادف.. رافضا الاستظراف وخفة الظل او عدم إدراك قيمة الميكروفون ورسالته السامية.. وخشية علي فلذات أكباد الشاشة الفضية من أكثر المؤثرات لا في سلوكياتهم فحسب ولكن في وجدانهم.. والأمور طالت والحوار تدني والتاريخ مابين خروج توصية لجنة الدكتور أبو زيد حتي الآن طويل وحتي الجزاء أصبح قاب قوسين أو أدني من فقدان تأثيره.. وكأننا لم نأخذ العظة والعبرة بعد أحداث تهز الجدران من الداخل غير مدركين لأهمية الدور الاعلامي في جنوح "الحدث" بالإهمال وسوء التربية، وغياب التوجيه والمراقبة والإشراف، والعنف في المعاملة، أو التدليل الزائد.. فتأثير هذه الوسائل علي الأحداث أشد خطورة وفاعلية، لأن الطفل أو المراهق، وهو فارغ البال عادة، ومستعد للتأثر ويحب البطولة وتقمص شخصية البطل أو مجاراته في خفة دمه ، فهو بذلك أكثر وأسرع تأثرا بما يشاهد من أفلام ومسلسلات وهنا يبدو الأثر السيئ لأفلام ومسلسلات الرعب والجنس والجريمة، في جعل الحدث يتفاعل معها ويتقمص شخصياتها ويعيش أحداثها، ويتغني بنكتة شلبي والتباهي بها وترديدها لكافة أقرانه لكونها خارج الإطار أو تدخل في حيز الممنوع وهو المرغوب من السلوك البشري ثم الإحساس بما يترتب علي ذلك من تناقضات واضطرابات نفسية، وهي سبب مؤكد للانحرافات، ويزداد الأمر سوءا مع عدم الرقابة علي ما يشاهده الطفل أو الحدث من أفلام الجنس والجريمة والرذائل التي يمكن الإطلاع عليها عبر الوسائل الحديثة كالساتلايت أو حتي عن طريق الكمبيوتر. والأمثلة مساوئ الإعلام المؤثرة علي الأحداث قائمتها تطول ولا يتوقف أثرها حينما يتم تمجيد المطربين والرياضيين والفنانين ولكنها تكون أكثر قسوة لكون التمجيد يأتي علي حساب بقية الشرائح من المبدعين والعلماء، والنشاطات الشبابية التي هي أحق بالتقدير والتعريف بها، والتنبيه إليه.. ملخصها ممارسات مرفوضة وشاذة تؤدي للإدمان وتضع الإعلام في موضع الاتهام ببث أفكار سلبية للشباب وتسهم سلباً وإيجاباً في تكوين عقول الشباب واتجاهاتهم وذلك كله مرهون بشروط العلاقات بين الرسالة الإعلامية وجمهورها الإعلامي الذي يشكل الشباب أغلبيته العظمي. وأسوق دليلا واحدا علي ذلك حتي يعلم الجميع من خلال حقائق مفزعة مدي تأثير الشاشة بمادتها الإعلامية بعد أن أبدي 82% من المشاهدين إعجابهم بطريقة تدخين الممثل "سامح حسين" مثلا للسيجار خلال مسلسل "اللص والكتاب"، وفكر 61% في تدخين "البايب" بعد مشاهدة الممثل "كريم أبو زيد" في مسلسل "أغلي من حياتي"، ومن نفس المسلسل لفت انتباه 91% من الإناث طريقة تدخين الممثلة إيناس مكي ، بالإضافة إلي الممثلة سلوي خطاب في مسلسل "الحارة"، و73% أعجبوا بفكرة تدخين الشيشة في المنزل بعد مشاهدة الفنانه غادة عبد الرازق في مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" والممثل مصطفي شعبان في مسلسل "العار"، والمؤسف أن 88% من أطفال العينة ابدوا عدم ممانعتهم للتدخين عند الكبر تحت تصور اكتمال هيئة الرجولة لديهم.. وبلغ عدد الذين زاروا المواقع وتناقلوا النكتة فيما بينهم أكثر من 90% شوفوا «بأه كام واحد من الشباب بعيد عن عينة البحث سيردد نكتة شلبي وكام شاب وفتاه تناقلوها علي الفيس بوك». نتائج الشباب تدق الإنذار أما قضيتي الثانية فهي جرس الإنذار الذي أبرقت به نتائج منتخبات الناشئين وآخرها الفضيحة المدوية لمنتخبنا الوطني للناشئين وخروجه بفضيحة مدوية من بطولة الأمم الأفريقية المؤهلة لكأس العالم القادمة بالمكسيك بعد الهزيمة من رواندا 0/1 ومن بوركينا برباعية يشيب لها الولدان لتكون هناك علامة استفهام بارزة تحيط بمنتخبات مصر كلها باستثناء المنتخب الأول، الذي لولاه لما أصبح لدينا أي نتائج نفخر بها ونقدر نقول انه الوحيد الرافع لرؤوسنا ..القصة طويلة ولها تاريخ بعيد،فالانتصارات متوقفه تماماً منذ فاز منتخب الشباب بالميدالية البرونزية في كأس العالم بالأرجنتين بقيادة شوقي غريب،زمان وبعده فاز نفس المنتخب بالبطولة الأفريقية بقيادة حسن شحاتة، ثم خرج بعدها أمام بطل العالم الأرجنتين بصعوبة بالغة في النهائيات بالإمارات، اي من قرابة عشرة اعوام تقريباً ومن يومها لم نسمع عن أي انتصارات لهذه المنتخبات علي الرغم من إتاحة كافة الإمكانيات ..فلا أعتقد أنه يوجد منتخب لا في أفريقيا ولا في العالم في أي مرحلة سنية في غير مصر يمكن أن تتوافر له كل هذه الإمكانيات من معسكرات ومباريات واستعدادات غير عادية،.. بل إن نظام الدوري العام نفسه غيرنا نظامه "علشان خاطر سواد عيون هذه المنتخبات واختيار المدربين يأتي بعد عناء شديد، وكفاءة الجهاز الفني ومقدرته لا تدانيها ذرة شك سواء محمد عمر المدير الفني أو المدرب العام محمد رضوان لا يمكن لأحد أن يشكك في قدرتهما أو غيرهما من المدربين، الذين تولوا قيادة هذه المنتخبات، لنجد أنفسنا أمام جرس إنذار و أزمة كبيرة من خلال قراءة لأوراق المستقبل للفارق الرهيب بين كافة المنتخبات الأفريقية والمنتخبات المصرية، وهل أصبح من المعقول أن يخسر منتخب الشباب بقيادة هاني رمزي أمام زامبيا بالثلاثة، وأخري منتخب الناشئين أمام رواندا، ثم خسارة قاسية أمام بوركينا فاسو بالأربعة لنخرج من كافة البطولات الواحدة تلو الأخري أو كما يقول المثل: "إيد ورا.. وإيد قدام".. وحتي لا نتجن علي الحقائق.. تعالوا نعود بالزمن قليلا الي الوراء فعندما نحلل مثلاً منتخب تحت 17 سنة سنجد أن آخر انتصار تحقق كان عام 97 بقيادة الصديق الغالي الراحل محمد علي، ومن بعدها لم نتأهل حتي لنهائيات كأس العالم، وأحياناً للبطولة الأفريقية، وأحياناً أخري ننسحب من التصفيات نفسها في الوقت نفسه الذي تفوز فيه منتخبات أفريقية دون اسم أو تاريخ أو حتي إعداد للبطولات.. لذا فالرسالة خطيرة مفادها أنه علي اتحاد الكرة ومديره الفني أن يبدأوا من الآن في إعداد كافة الدراسات لبيان الخلل والتعرف علي الحقيقة، والأسباب الحقيقية التي أدت إلي التراجع المخيف في المستوي لمنتخبات الناشئين والشباب، أما عملية تسريح منتخب الناشئين مقولة لايمكن تقال لامن يديرون لعبة شعبية اسمها كرة القدم ولا في دولة اسمها مصر التي تأتي كواحدة من أعرق المدارس الكروية في العالم رغم تواضع النتائج .. وأيضا لايمكن تسريح نجوم منتخب علي الرغم من خيبة الأمل لكونهم من أفضل المطروحين علي الساحة وتصبح عملية صقل المهارة أو تنمية الطموح وتغذية الأمل هي مهمة اتحادنا الموقر.. أيضا لايمكن أن يقترب أحد من اللاعبين لمجرد خسارة مباراة أو خسارة بطولة، وإلا لن تكون رياضة!! فقط المشكلة لدينا نحن في البحث عن الوسيلة المثلي للعلاج، والعلاج يتطلب تشخيصاً صحيحاً بدلاً من التبريرات السخيفه، التي نسمعها، ونقرأها عن احباطات اللاعبين مفادها بأنهم لن يشاركوا في كأس العالم، لأنهم سيكونون قد تخطوا السن المقررة، ولذلك أصيب اللاعبون بالإحباط ولكنهم، وبكل أسف علموا بعد المباراة أنها كانت مجرد شائعة!! وللأسف يأتي هذا الكلام علي لسان رئيس البعثة، وهو أمر غير مقبول ولا معقول علي الإطلاق، ولم يسبق أن سمعنا به من قبل ومع شديد احترامي وتقديري لرئيس البعثة ومكانته كرئيس لإحدي مناطق اتحاد الكرة ولماذا تم اختياره رئيسا للبعثة من الأصل ثم كيف تتسرب مثل هذه الشائعة في غيبة من الجميع جهازا فنيا ورئيسا للبعثة وأين دورهم الحقيقي من معايشة صادقة والقضاء علي ذره تفقد التركيز وتبعدنا عن الأمل ولماذا تم اختياره أصلا.. هل لأنه رئيسا لإحدي مناطق كرة القدم وهل رؤساء المناطق دخلوا في دور السفر كرؤساء بعثات ام ردا علي الجميل بوقفته مؤازرا لرئيس الاتحاد في قضيته مع أسامة خليل وهل المجاملات أصبحت علي حساب سمعة بلد و"طز" في شعور جماهير.. غياب رئيس بعثة من بهوات الجبلاية أعطي بالتأكيد انطباعاً للجهاز الفني واللاعبين بعدم المسئولية، علي العكس من المنتخب الأول، الذي نجد معه في مباراة ودية أكثر من ثلاثة أو أربعة من أعضاء الاتحاد يصاحبون المنتخب وكأنها المباراة الأخيرة في عمر اتحاد الكرة، بالتأكيد هناك أخطاء، لذلك من الأفضل أن نبدأ من الآن في بحثها ودراستها وإيجاد الحلول، خصوصا قبل أن يتوجه منتخب الشباب إلي ليبيا في مهمة لن تقل صعوبة علي الإطلاق عن مهمة منتخب الناشئين.. وساعتها ستكون بعد الشر الفضيحة بجلاجل!!