رغم أن بريطانيا عبارة عن جزيرة تحيط بها المياه في كل جانب، فإنها تمثل أكبر المساهمين في سوق السيارات المسروقة في أوروبا حيث تشير الأرقام الي ارتفاع كبير في حوادث سرقات السيارات خلال الأعوام القليلة الماضية والأمر المثير للقلق في هذا الشأن هو أن تلك الحوادث لاتزيد فحسب بل تتطور أيضا، وتوضح أرقام للشرطة البريطانية أنه حدث انخفاض في حوادث سرقات السيارات بنسبة 66% مقارنة بعدد السرقات في عام 1995 ولكن زادت في نفس الوقت اعداد السيارات الفارهة المسروقة خاصة من ماركة أودي الألمانية التي صارت السيارة المفضلة لهروب لصوص البنوك. الطريف أن بيانات الشرطة البريطانية حددت الدول التي تستخدم كسوق السيارات البريطانية المسروقة وهي ليتوانيا وروسيا البيضاء وباكستان وروسيا وقبرص ودول أفريقية عديدة يزيد فيها لطلب علي السيارات ذات المواصفات العالية، وتقول الشرطة إن فرصة استرداد السيارات المسروقة لاتتعدي 50% في أغلب الاحوال. ويري أحد خبراء مكافحة سرقات السيارات في بريطانيا أن السرقات التي تهدف لمجرد التنزه بالسيارات ثم تركها في مكان بعيد انخفضت بشكل حاد ولكن زادت السرقات التي تقوم بها عصابات للجريمة المنظمة، وقد أنشأت السلطات البريطانية وحدة متخصصة في ديسمبر 2006 تمكنت حتي منتصف العام الماضي حتي استعادة 1200 سيارة مسروقة تبلغ قيمتها 14 مليون جنيه استرليني بما فيها 852 سيارة استخدمت كطعم للصوص بقيمة زادت علي 7.8 مليون جنيه استرليني، وتهدف تلك الوحدة المتخصصة إلي تحديد اتجاهات جرائم السيارات واصدار التوجيهات اللازمة لمكافحة تلك الجرائم وتتعاون تلك الوحدة مع جهات عديدة منها شركة كوبرا البريطانية لتطوير برامج لحماية السيارات من السرقة. ويقول مسئولو مكافحة سرقات السيارات في بريطانيا إن اللصوص يعلمون جيدا أين يقومون ببيع سياراتهم المسروقة قبل ارتكاب الجريمة فالسيارات الفارهة يتم شحنها في حاويات بمنتهي السرعة بعد فك معدات التتبع الملحقة بها، الطريف أن جرائم السيارات لاتتوقف عند حد سرقة الموديلات فقط بل تصل إلي حد سرقة المحركات وحدث ذلك منذ أعوام عندما تم ارسال مجموعة من محركات V5 لتدميرها نظرا لوجود عيوب بها وخلال ذلك تم اكتشاف سرقة عدد كبير منها لاستخدامها في سيارات فارهة، طريقة أخري تستخدمها عصابات الجريمة المنظمة في ليتوانيا باستخدام أوراق بنكية مزورة وعند اكتشاف التزوير تكون السيارة قد تم شحنها الي خارج بريطانيا ورغم تلك الجهود فإن إغراء الربح الضخم في بيع تلك السيارات يدفع عصابات السرقة الي تطوير عملها بشكل مستمر الأمر الذي يسبب صداعا مزمنا للسلطات البريطانية.